مقدمة أل بي سي
ميلاد مجيد ... وكأن لا أعياد في الحروب، أو أن الحروب لا تعطِّل في الأعياد، ولا شيء إسمه "هدنة الأعياد"... حرب غزَّة على ضراوتها، وهذا ما تؤشِّر إليه العمليات والمعطيات:
في اليوم الثمانين على بدء الحرب، يعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه كان في قطاع غزة، ويؤكد على تكثيف القتال. زيارة نتنياهو هي الأولى منذ بدء الحرب وحتى منذ الانسحاب الاسرائيلي من غزة عام 2007.
الإعلان رسميًا عن مقتل السيد رضا موسوي أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية استهدفته في دمشق. والواضح من خلال ما نُشِر، أن رضا موسوي شخصية قيادية بارزة وهو كان أحد مساعدي قاسم سليماني، ولهذا توعَّد الحرس الثوري بالرد على مقتله، وقطع التلفزيون الرسمي الإيراني بثه الإخباري المعتاد ليعلن مقتل موسوي، ووصفه بأنه أحد أقدم مستشاري الحرس الثوري في سوريا.
الكشف عبر هيئة البث العبرية، عن أن اسرائيل تدرس تسوية تقضي بترحيل قادة حركة حماس من غزة، وأرفقت هذا البند بالقضاء على المقدرة السلطوية والعسكرية لحركة حماس.
ولكن من خلال مسار الحرب المندلعة منذ ثمانين يومًا، فإن حماس ليست في وارد القبول بهذا الطلب، خصوصًا أنه من وجهة نظرها، وبعد ما نُقِل عن يحيى السنوار، تعتبر نفسها في وضعٍ كسرت فيه الجيش الاسرائيلي.
بالعودة إلى لبنان، نبدأ من أجواء الميلاد.
مقدمة ام تي في
تماماً كما أن ولادة السيد المسيح تشكّل ولادة الأمل والرجاء عند المؤمنين، فحتى لو بدت الصورة ضبابية راهناً، فإن المؤمنين بلبنان المعافى السيد المستقر لا يفقدون الأمل بامكان تحقيق هذه الغاية.
أمنياً، ومن خارج سياق الأحداث الأمنية المعتادة في الآونة الأخيرة، استهدفت اسرائيل في تطور لافت في السيدة زينب في دمشق أحد قادة الحرس الثوري الايراني، المسؤول عن تنسيق التحالف العسكري بين سوريا وإيران، فيما كانت معايدتها لغزة وجنوب لبنان، عبارة عن صواريخ وقذائف ونيران.
أما في السياسة، ولو أن ملفات عدة مرحّلة الى العام الجديد، أهمها رئاسة الجمهورية التي تشكّل مفتاح الحلول، لكن المعطيات تشير الى أن حركة سياسية تدور في الكواليس، قد تمهّد لحلحلة على هذا الصعيد، وهي مرشّحة للتصاعد والتوسّع والتطوير في الأسابيع الأولى من العام. وكجري عادته، دقّ البطريرك الماروني ناقوس الخطر. بينما كان السفير البابوي يحمل رسالة صمود ورجاء الى أهالي المناطق الجنوبية في احتفال العيد، ومن هناك البداية فكيف أحيوا العيد؟
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
حتى في ليلة ميلاد السيد المسيح عليه السلام لم تتوقف المجازر المتسلسلة الناتجة عن إزهاق آلة القتل الإسرائيلية لأرواح الفلسطينيين.
في ليلة الميلاد ليس هناك وقت للإحتفال ولا للصلاة، ليس هناك وقت سوى للقتل والتدمير والتهجير. في ليلة الميلاد لا نفع لصورة إجتماع أساقفة وزعماء كنائس القدس مع رئيس الكيان الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ولا سمع لمضمون الموقف الكنسي العالمي المطالب بوقف شلال الدم في غزة.
خلال قداس الميلاد عبر البابا فرنسيس عن أسفه لأن رسالة السلام التي نشرها السيد المسيح تضيع تحت وطأة "منطق الحرب الخاسر" في نفس الأرض التي ولد فيها. في نهار الميلاد كثف الاحتلال غاراته التي أدت الى تكدس جثامين الشهداء في ساحة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط القطاع. يأتي ذلك مع استمرار المواجهات مع فصائل المقاومة وإقرار جيش الاحتلال بإرتفاع عدد قتلاه إلى 489 جنديا وضابطا منذ بداية الحرب فيما سجل استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني معظمهم أطفال ونساء. وخلال رسالة قام خلالها رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار بجردة حساب اشار الى ان "كتائب القسام استهدفت خلال الحرب البرية ما لا يقل عن 5 آلاف جندي وضابط اسرائيلي قتل ثلثهم وأصيب ثلثهم الآخر بإصابات خطيرة والثلث الأخير بإعاقات دائمة أما على صعيد الآليات العسكرية فقد تم تدمير 750 منها بين تدمير كلي وجزئي.
على صعيد التفاوض نقلت وكالات انباء ان حركتي حماس والجهاد الإسلامي رفضتا الاقتراح المصري بالتخلي عن السيطرة على القطاع مقابل وقف دائم لإطلاق النار. إلا أن هذا الأمر نفته حماس مشددة على أن لا مفاوضات إلا بوقف شامل للعدوان.
إلى ذلك أدى العدوان الإسرائيلي على العاصمة السورية إلى إستشهاد القائد البارز في حرس الثورة الإيراني السيد رضي موسوي وهو من أكبر وأبرز قادة قوة القدس.
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
في يوم عيد الميلاد، الخبر الاهم هو الامل بمستقبل افضل: مستقبل يليق بمحطات التاريخ المضيئة، التي سطرها الشهداء بحياتهم، ولا يزالون، والاجداد بتضحياتهم، التي يكملها الآباء والابناء، كي نستحق وطنا يكون كريما بين الامم، بدل ان يحوله بعض سياسييه الى بلد بلا سيادة، ولا رئيس، ولا مؤسسات، ولا عدالة، ولا حتى ابسط مقومات الحياة.
في كل الاحوال… اليوم عيد الفرح. فلنفرح ونتهلل به… ولنصل من اجل غد افضل… ولاسيما في لبنان والشرق، وتحديدا فلسطين.
فمن أطفال بيت لحم الى أطفال غزة، ألفا سنة والمشهد واحد، وفاقدو الإنسانية يتفرجون ويغسلون ايديهم… ويبقى الرجاء بولادة المخلص وبشارة المحبة والفرح العظيم والسلام على الأرض… فعساها توقظ اليوم الضمائر النائمة وتحرك القلوب المتحجرة، لتتوقف المأساة ويشرق نور الميلاد. هكذا عايد الرئيس العماد ميشال عون اللبنانيين اليوم… ولد المسيح هللويا.
مقدمة المنار
صراخُ العدوِ في تصاعدٍ على وقعِ عملياتِ المقاومةِ في غزة ، وخسائرُه بتزايدٍ مستمرٍ حتى باتَ من الصعبِ التكتمُ على حجمِها الصادمِ للصهاينةِ بحسَبِ اعلامِهم وكبارِ مُحللِيهم .. وما بينَ قتيلٍ وقتيلٍ من جنودِ وضباطِ العدوِ يتأكدُ فشلُ اهدافِ العدوانِ وعمقُ المأزقِ الصهيوني في السياسةِ والميدان، وهو ما تُظهرُه جلساتُ الحكومةِ والكنيست، والوقفاتُ الاحتجاجيةُ ضدَ ادارةِ المعركة، فيما المقاومةُ الممسكةُ بزمامِ الامورِ تؤكدُ بضرباتِها كلَّ يومٍ انها ادرى بأرضِها ومستقبلِها بعدما مَهَّدتها لمثلِ هذه الايام …
في جنوبِ لبنان، تَغزِلُ المقاومةُ معادلاتِها حولَ رقبةِ العدوِ وتُثبِّتُ موقفَها مباشرةً في الميدان ، لتجعلَ مبانيَ مسكفعام والمنارة ودوفيف ومستوطناتِ الشمالِ المحتلِّ اهدافاً مشروعةً للصواريخِ كلما دمرَ العدوُ منزلاً في القرى والبلداتِ اللبنانيةِ وتجاوزَ الخطوطَ الحمر..
وحتى ينتهيَ العدوانُ – حتماً بهزيمةِ الكيان – فانَ مساندةَ غزةَ ودعمَ مقاومتِها مستمرينِ مهما بلغت عنجهيةُ الاحتلال ، ومهما امعنَ المتقاعسون بتجاهلِهم لنهرِ الدماءِ الهادرِ في قطاعِ غزةَ وبتذاكيهم على تاريخِ المنطقةِ النابذِ للغزاةِ والعتاة..
وكانت غزةُ اليومَ رسالةَ وترانيمَ عيدِ الميلاد، واوجاعُها صلاةَ الكنائسِ من بيتَ لحم الى كلِّ العالم، وسْطَ دعواتِ الملايينِ لوقفِ العدوانِ فوراً وادانةِ الصهاينةِ المجرمينَ وعدمِ تمكينِهم من الفرارِ من المحاسبةِ والعدالة..
حسابٌ جديدٌ فتحَه العدوُ على نفسِه اليومَ باغتيالِه احدَ المستشارينَ العسكريينَ القدامى للحرسِ الثوري الايراني العاملِ في سوريا، العميد السيد رضي موسوي، اغتيالٌ غادرٌ نفذتهُ طائراتٌ صهيونيةٌ على منزلٍ في ريفِ دمشقَ بسوريا..
وقد نعا الحرس الثوري العميد موسوي شهيدا كبيرا واحد رفاق الشهيد اللواء قاسم سليماني، ومسؤول دعم جبهة المقاومة في سوريا. واكد الحرس الثوري في بيانه ان العدو الصهيوني سيدفع ثمن هذه الجريمة لا محالة..
مقدمة الجديد
لَدَغَت إسرائيلُ إيرانَ في عَقربا/ ومن ريف دمشق اغتالتْ بغارةٍ جوية سيد راضي القائدَ الميدانيَّ من نُخبةِ الحرس الثوري/./ بالبريد القاتل ومن الصندوق السوري أرادت تل أبيب توجيهَ رسالةٍ إلى طهران/ على مَسافةِ أيامٍ من إحياء الذكرى الرابعةِ لاغتيال اللواء قاسم سليماني/ وللمناسبة ضَرَبَ الأمينُ العامُّ لحزبِ الله السيد حسن نصرالله موعِداً لإطلالتِه الأربعاء في الثالثِ من الشهرِ المقبل/./ والرسالةُ الإسرائيلية على متن غارةٍ تأتي في وقتٍ لم تُنكِرْ فيه إيران دعمَها لحركاتِ المقاومة لكنها أكدت أنها لا تُملِي عليها قراراتِها/ والرسالةُ الإسرائيليةُ حمَّالةُ أوجُهٍ في ظِل الظروفِ المحيطة بالحرب على قطاع غزة/ بعدما فشلتْ في فكِّ ارتباطِ وَحدةِ الساحات ولم تستطع لَيَّ أذرعِ المقاومةِ في كلِّ الجبَهات/ من بابِ المندَب الذي خَنق إسرائيل بسيطرة الحوثيين على ممرات الملاحة في البحر الأحمر وارتفاعِ الأصواتِ الإسرائيليةِ اليومَ محذِّرةً من فِقدانِ الموادِّ الغذائيةِ بحسَبِ الإعلامِ العبري/ مروراً بالبحرِ الأبيض المتوسط وتوجيهِ المقاومةِ العراقية دَفَّةَ الاستهدافِ نحو كاريش/ وصولاً إلى إصبعِ الجليل والمِخرزِ الذي غرزته المقاومةُ الإسلامية في عيون العدو بالحرب الفعلية الدائرة على الجبهة الشمالية وإن تحت مُسمَّى الإشغال والإسناد/./ لم يجرؤ بنيامين نتنياهو على خوض الحرب من الندِّ للندِّ في غزةَ ولا في تحقيقِ سقفِ أهدافه إلا على أجساد عشرات الآلاف من المدنيين/ وفي إحصاءٍ لليلةِ الميلاد سُجل استشهادُ مئتينِ وخمسين جُلُّهُم في أكبرِ مجزرةٍ ارتكبها جنودُ الاحتلال في مخيم المغازي/ وربطاً لم ينجح نتنياهو في استدراج العروض لضرب إيران/ فحليفُه جو بايدن ينازع للبقاء في البيت الأبيض بعد الهبوط الحر لشعبيته في الشارع ومعارضةِ موظفي إدارتِه للحرب بانتظار التحصيلِ الحاصل والسقوطِ في صندوقة الانتخاب/وإذ يداري بايدن حليفَه نتنياهو/ ويهاجمُ إيرانَ بالكلام ويقول قد تكون إيران تساعد الحوثيين/ فإن الخارجيةَ الإيرانية رأت أنَّ الاتهاماتِ الأميركيةَ الموجهةَ على متن البحر الأحمر لا قيمةَ لها ويتمُّ طرحُها لأهدافٍ سياسية/./ ومن الكلام إلى الأفعال حيث لا يزال الرئيسُ الأميركي يرفض وقفَ إطلاق النار/ ويَدخل شريكاً مضارِباً لنتنياهو في إطالة أمَدِ الحرب / وبحسَبِ يديعوت أحرونوت فإن واشنطن أرسلت منذ بَدء الحرب على قطاع غزة مئتينِ وثلاثين طائرةَ شحنٍ عسكريةً وثلاثين سفينةً وكلُّها محملةٌ بالعَتاد والسلاح والذخائرِ إلى إسرائيل/./وعلى أفظعِ مجازرِ القرن/مالَ قلبُ البابا فرنسيس نحو بيتَ لحم/ ومتأسفاً قال في قُداس الميلاد إن رسالةَ السلامِ التي نشرها المسيحُ تضيع تحت وطأةِ منطقِ الحرب الخاسر في الأرضِ نفسِها التي وُلد فيها/ وأدانَ الوضعَ الإنسانيَّ اليائس للفلسطينيين في غزة ودعا لوقف العمليات العسكرية/ ولم ينس بابا الفاتيكان لبنان/ فصلّى لأجل الاستقرار العاجل فيه/./
وهو استقرارٌ لم يلمُسِ البطريركُ الراعي بوادرَه/ واختصره في عظة الميلاد / بقوله : انتظَرنا من النواب عيديةَ الميلاد ولكنْ "ما في عيدية" لأنّ "لا أحدَ يستطيعُ أن يعطيَ ما لا يملك/./وفي مُحصِّلةِ اليومِ الثمانين للحرب/ فَشلُ الوَساطةِ المصرية على خط تل أبيب - حماس/ فالحركةُ ومعها باقي الفصائلِ المقاوِمةِ الثابتة في المَيدان/ ركزت قاعدةَ مطالبَ من عشرِ نِقاطٍ غيرِ قابلةٍ للنقضِ أو المساومةِ وأبرزُها/ وقفٌ دائم لإطلاق النار/ وانسحابُ إسرائيل إلى ما قبلَ خطِّ السادسِ من أكتوبر وفكُّ الحصارِ وتبييضُ السجون/ وصولاً إلى إقامةِ دولةِ فلسطينَ العربيةِ الحرة/./ المفاوضاتُ تراجعت إلى الوراء/ ليتقدمَ الحدثُ على الأرض السورية/ وما أقدمتْ عليه إسرائيلُ من توجيهِ الضربةِ لإيرانَ باغتيالِ القائدِ العسكري فتحَ بابَ التحليلِ على مِصراعَيْه/ وكتبتْ صحيفة جيروزاليم بوست أن إسرائيل تتوقعُ الردَّ من الجبهةِ الشمالية في حين توعَّدت إيرانُ بالردِّ فقط لا غير/./ ونتنياهو الغارِقُ في مستنقعِ غزة/ قبلَ أنْ يُقْدِمَ على أيِّ حماقةٍ جديدة/ فَلْيُنْصِتْ إلى أهالي الأسرى لدى المقاومةِ الفلسطينية وقد اعترضوا كلمتَه أمام الكنيست وهو يَعِدُ بطُول الحرب/ وقاطعوهُ صارخين : الآنَ الآنَ وليس غداً .