تأجل نهائي كأس السوبر التركي، الذي كان مقررا إقامته في المملكة العربية السعودية بسبب خلافات بين طرفي النهائي فنربخشة وغلطة سراي والجهة المنظمة، بعدما رفضت السلطات السعودية دخول صور لمؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، كما ومنعت اللاعبين من الدخول بملابس تحمل صوره، ما دفع بالفريقين إلى مغادرة الملعب.. فمن هو أتاتورك؟
عام 1923، تم إنشاء الجمهورية التركية الحديثة، والتي تشكلت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية بعد أن دافع أتاتورك عن المنطقة ضد تهديدات الغزو التي لاحت في الأفق من أوروبا وروسيا. ومع احتلال إسطنبول بعد استسلام السلطان العثماني لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، انطلق أتاتورك إلى قلب الأناضول التركي لإقامة وطن جديد وأنشأ عاصمته في أنقرة، حيث تضمن هذا الانتقال وضع إجراءات جديدة تتلخص بـ "تحرير المرأة" وإلغاء المؤسسات الإسلامية، وتبني النهج الدستوري الغربي، وكذلك الأزياء والتقويم الغربيين، كما أدخل الأحرف اللاتينية، وأحلها محل الحروف العربية التي كانت تكتب بها اللغة التركية.
ومن هنا، تصور أتاتورك نوعًا مختلفًا من الحكم لبلاده وفقا لأستاذ العلوم السياسية بجامعة أوزيجين بإسطنبول، مراد سومر، حيث قال إنه "وبعد عصر التغريب، انتقلت البلاد إلى ديمقراطية متعددة الأحزاب في عام 1938. ولكن حزب الشعب الجمهوري، بقيادة حليف أتاتورك منذ فترة طويلة وصديقه المقرب عصمت إينونو، خسر انتخابات عام 1950، لتنتقل السلطة بشكل سلمي وديمقراطي"، مضيفا أن أتاتورك "أراد إرساء أسس الديمقراطية".
وفي عام 1926، بعد اكتشاف مؤامرة لاغتياله، قال أتاتورك بخطاب: "ذات يوم سيتحول جسدي الفاني إلى غبار، لكن الجمهورية التركية ستظل قائمة إلى الأبد".