Advertisement

لبنان

"سخونة متصاعدة" في الإقليم.. هل حان أوان "الحرب الشاملة"؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
06-01-2024 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1149233-638401283073697830.jpg
Doc-P-1149233-638401283073697830.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
فيما تستمرّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتستمرّ معها الحرب الموازية على جبهتي الضفة الغربية المحتلة وجنوب لبنان، في ظلّ العمليات التي ينفذها "حزب الله" تضامنًا مع غزة ودفاعًا عن السيادة اللبنانية، والقصف الإسرائيلي المضاد، تتصاعد يومًا بعد آخر "السخونة" في الإقليم، في ظلّ أحداث أمنية متسارعة تطرح الكثير من علامات الاستفهام، وتعيد النقاش حول "الحرب الشاملة" إلى أوجه.
Advertisement
 
ففي وقت يتواصل الحراك "الحوثي" على امتداد البحر الأحمر، وتتصاعد معه ما باتت تسمّى بـ"حرب السفن"، شهد هذا الأسبوع تطورات أمنية يمكن وصفها بـ"الخطيرة" في العديد من دول المنطقة، كما حصل في إيران مثلاً، مع التفجيرات الدموية التي تزامنت مع ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، أو في العراق، مع الاستهداف المباشر لأحد مراكز "الحشد الشعبي" شرقي العاصمة بغداد.
 
وجاءت كلّ هذه الأحداث مع التطور "الأخطر" المتمثّل بعملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري، في "عمق" الضاحية الجنوبية لبيروت، في استهداف هو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة، وقد كسر كلّ قواعد الاشتباك، بل الخطوط الحمراء، ليفتح الباب أمام أسئلة من الطراز الثقيل، فكيف تفسَّر هذه السخونة "المتصاعدة" في الإقليم؟ هل حان أوان الحرب الشاملة التي كثر الحديث عنها؟!
 
رسائل "نارية" متبادلة
 
الأكيد، وفق ما يقول العارفون، أنّ ما يجري في المنطقة ليس عاديًا، ولا بسيطًا، ولو أنّ ربط الأحداث المتسارعة في أكثر من بقعة لا يزال محصورًا في خانة "التحليل السياسي"، باعتبار أنّ "البصمات الإسرائيلية" تبدو أكثر من حاضرة على خطّها، ولا سيما مع عملية اغتيال العاروري، التي بدا أنّ إسرائيل تبنّتها من دون تبنّيها رسميًا، خصوصًا حين حاولت تحييد الحكومة اللبنانية و"حزب الله" عن "بنك أهدافها"، المحصور بالفلسطينيين ربطًا بحرب غزة.
 
ومع أنّ حادثي إيران والعراق لم يحملا "البصمات" نفسها، بالوضوح نفسه، فإنّهما وُضِعا في السياق نفسه، مع أنّه كان لافتًا مثلاً أنّ السلطات الإيرانية "تريّثت" في توجيه الاتهامات بصورة مباشرة لأيّ طرف، مكتفية بتوصيف الهجوم بـ"الإرهابي"، وبتحميل المسؤولية لمن وصفتهم بـ"أعداء إيران"، في حين وجّهت بغداد الاتهام بهجوم "الحشد الشعبي" إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة.
 
بحسب العارفين، فإنّ تسارع الأحداث بهذه الوتيرة يدلّ على أنّ "التصعيد" العابر للدول والمناطق هو سيّد الموقف، في إطار "رسائل نارية متبادلة" بين ما توصَف بـ"قوى الممانعة والمقاومة" من جهة، والمعسكر الأميركي الإسرائيلي من جهة ثانية، في ظلّ المرحلة الدقيقة والاستثنائية التي تمرّ بها المنطقة، من دون استبعاد دخول "طابور خامس"، أو ربما "طوابير" على الخط، على غرار "داعش" الذي تبنّى هجومي إيران.
 
هل حان أوان الحرب الشاملة؟
 
لا يعني ما تقدّم فعليًا أنّ أوان "الحرب الشاملة" قد حان فعلاً، بحسب ما يقول العارفون، للكثير من الأسباب والاعتبارات، أولها أنّ "لا مصلحة" لأحد في هذه الحرب، في ظلّ تلك المفتوحة أصلاً في قطاع غزة، والجبهات "الملحقة" بها، وهو ما كرّسه التعاطي مع هجوم الضاحية الجنوبية لبيروت مثلاً، رغم كسره لكل قواعد الاشتباك المعمول بها، سواء من الولايات المتحدة وإسرائيل، أو حتى من جانب القوى المعنيّة بالردّ، وعلى رأسها "حزب الله" في لبنان.
 
في هذا السياق، يبدو معبّرًا وفقًا للعارفين، الحرص الإسرائيلي على "حصر" الأمر بـ"بنك الأهداف" الفلسطيني، تنفيذًا لتهديد سابق بضرب "قيادات المقاومة" في أيّ مكان، علمًا أنّ هناك من عزا الهجوم أصلاً إلى "الإخفاق" في تحقيق أي "انتصار" في غزة نفسها، كما يبدو معبّرًا أيضًا الرد الذي وُصِف بـ"الموزون" لـ"حزب الله" على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، الذي أكد أنّ الرد آتٍ، لكنه لم يُخرِجه من سياق "الحسابات المضبوطة" المعمول بها.
 
ومع أنّ السيد نصر الله توعّد بـ"القتال بلا حسابات" في حال تدحرج الأمور، لكنه ربط مثل هذا التدحرج بتوسيع إسرائيل الحرب على لبنان بالدرجة الأولى، وهو ما أوحى وفقًا للعارفين، أنّ الحزب يرفض أن "يُستدرَج" إلى مثل هذه الحرب، ما يعني أنّ الرد الذي توعّد به، سيكون "مضبوطًا" بالحسابات نفسها التي يتبعها في وتيرة عملياته في الجنوب، ولو كان كثيرون يرجّحون "توسيعها"، ولكن بالشكل الذي يضمن عدم الانزلاق إلى حرب مدمّرة.
 
مع بدء الحديث عن "مرحلة ثالثة" في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا يكاد يمرّ يوم إلا ويحمل معه "حدثًا ساخنًا" في نقطة ما من الإقليم، ما ينذر بالمزيد من "التصعيد" على أكثر من محور في آنٍ واحد. مع ذلك، يبدو أنّ ما يجري يندرج حتى الآن في سياق "الرسائل المتبادلة" بين أكثر من طرف، وربما تكريس "معادلات الردع" على أكثر من مستوى، من دون الذهاب إلى "حرب شاملة" يبدو أنّها لا تزال بعيدة!
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك