بعد دعواتها المتكررة لهدم قطاع غزة وبناء مستوطنات إسرائيلية فيه، لا تستبعد دانييلا فايس، وهي واحدة من قادة المستوطنين ورئيسة حركة "نحلاه" الاستيطانية، بناء مستوطنات إسرائيلية في جنوب لبنان.
وتمثل فايس شريحة واسعة في الحركات الاستيطانية، ومؤيدي أحزاب شريكة في الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، مثل حزب "الصهيونية الدينية".
وعملت الحكومة الحالية على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وصدّقت على خطط وموازنات استيطانية توسّعية، كما علت الأصوات منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من تشرين الأول الماضي، من المستوطنين وداخل الحكومة، التي تطالب بالعودة إلى المستوطنات التي كانت في غزة قبل فك الارتباط أحادي الجانب عام 2005، بل وتوسيع الاستيطان إلى مناطق أخرى في القطاع.
ولا يكفي بعض المستوطنين ومنهم فايس، كما يُستشف من تصريحاتهم، الاستيطان في فلسطين، بل يتطلعون إلى جارتها لبنان أيضاً.
وسُئلت فايس خلال مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية، الخميس، إن كانت تؤيد إقامة مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة، لترد على ذلك بقولها: "لقد شرحت بالضبط المسار الذي أؤمن به، إقامة بلدات (أي مستوطنات إسرائيلية) في غزة هي أقوى ضربة يمكن توجيهها للعدو. إذا طأطأت حماس رأسها، فإن حزب الله سيخفض رأسه أيضاً. وإذا أقدم حزب الله على خطوات أكثر خطورة، فسنصل إلى وضع يكون فيه استيطان في لبنان".
وفي شهر كانون الأول الماضي، دعت فايس خلال لقاء مع القناة السابعة الإسرائيلية، إلى تهجير الفلسطينيين في غزة وإعادة الاستيطان وتخطيطه بشكل يتيح لسكان غلاف غزة إطلالة على البحر.
وحينها، قالت فايس: "سمعت عدداً من الناس يقولون إنهم يريدون رؤية البحر بمعنى ألا تكون هناك بيوت (أي فلسطينيين في غزة)، وهم محقون في هذه الرغبة. ولكن كيف يمكن عدم حجب البحر (أي الإطلالة عليه)؟ استيطان إسرائيلي مخطط كما يجب في قطاع غزة. هكذا سيرى سكان غلاف غزة البحر بدون (رؤية ووجود) عرب يكرهون إسرائيل".
وأضافت: "رسالتي إلى سكان الغلاف: أنتم تلتفون حولنا ونحن نلتف حولكم. غلاف غزة وغوش قطيف (التكتل الاستيطاني الذي أخلاه الاحتلال عام 2005)، يشكّلان (معاً) قوة واحدة كبيرة جداً. وأي محاولة للفصل تؤدي إلى تشويه، ما قد يؤدي إلى كوارث".
وأضافت في حديثها عن الوجود الفلسطيني في القطاع، أن ما كان قبل 7 تشرين الأول لن يكون كما بعده، وأن "إسرائيل لن تنسى ما حدث"، ولذلك "لن يكون في غزة أي عربي".
وقالت فايس إن رؤيتها جنود الاحتلال داخل قطاع غزة يلتقطون صوراً ومشاهد لأنفسهم وهم يتلون الصلوات التلمودية في الأماكن التي كانت فيها مستوطنات، "تمنحها شعوراً بأن هناك رغبة لدى الجمهور الإسرائيلي بالاستيطان اليهودي في غزة".
وتابعت: "نحن نرى الجنود على الأرض يضيئون الشموع في نفيه ديكاليم وكفار داروم (اسما مستوطنتين سابقتين). إنهم يدركون أننا عدنا إلى بلادنا. غزة هي جزء من أرض إسرائيل. لقد كان فيها يهود عبر التاريخ. لا يوجد شيء أكثر منطقية من العودة للاستيطان في غوش قطيف".
وتعتقد فايس بأنه "لا خيار أمام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلا السماح لشعب إسرائيل بالعودة إلى جزء من أرض إسرائيل"، وأضافت: "يجب أن نقول إن غزة هي جزء لا يتجزأ من الجسد الحي لدولة إسرائيل".
وترى فايس في رسالتها إلى سكان مستوطنات "غلاف غزة"، أنه لا فرق بين المستوطنات التي كانت في القطاع قبل الانسحاب وبين مستوطنات الغلاف، متسائلة: "ما الفرق؟ إنها مسافة 3 كيلومترات. نحن إخوة. إذا كان بالإمكان العيش في بئيري (إحدى مستوطنات الغلاف التي استهدفتها عملية طوفان الأقصى) فكيف لا يكون بالإمكان العيش في نتساريم (إحدى مستوطنات غزة قبل الإخلاء)؟".
(العربي الجديد)