لم يسجل الملف الرئاسي أي جديد، بانتظار الخطوة المقبلة من "اللجنة الخماسية من أجل لبنان".وغداة تصريحات رئيس مجلس النواب نبيه بري التي حملت معطيات جديدة لا سيما ما نقله عن السفراء خلال لقائه بهم، بأن لا فيتو على أي مرشح بمن فيهم الوزير السابق سليمان فرنجية، وتوجيه رسالة الى كتلتي “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية” لتلبية دعوته للتشاور قبل عقد جلسات، قطع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، الطريق على الحوار والتشاور، بقوله إننا “مع الحوار في كلّ لحظة ولكن لا نتيجة له لأنّ الثنائي متمسّك برئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة”، لافتاً الى أنه “إذا اللجنة الخماسيّة تريد فرنجيّة فلتنتخبه ومعظم الدول المهتمّة بلبنان تريد قائد الجيش رئيساً”.
وكتبت"اللواء":سادت اجواء ايجابية تتعلق بتوفير مناخات ملائمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتنسيق ما بين رئاسة المجلس واللجنة الخماسية، بانتظار جلاء الوضع الميداني في الجنوب المترابط بغزة.
وتوقفت أوساط سياسية مطلعة عند عودة المقاربات المختلفة في ملف الرئاسة ما يحول دون إحراز أي تقدم، ورأت أن الحديث عن وضع شروط في هذا الملف يعرقل أي مسعى فيه بما في ذلك الشق المحلي منه، معربة عن اعتقادها أن ما من تبدل نوعي طرأ منذ حراك سفراء اللجنة الخماسية، وهذا لا يعني أن الملف ترك إنما تم تحييده، ولم تصل معطيات جديدة عن المرحلة التالية ربما بانتظار الخطوة من اللجنة الخماسية.
وقالت لـ«اللواء» أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين تندرج في سياق الحراك الديبلوماسي من أجل العمل على التهدئة وتطبيق القرارات الدولية، في حين يحضر الملف الرئاسي انطلاقا من العمل على انجازه من دون أن يحمل معه أي معطى بأعتبار المسألة بيد اللجنة الخماسية، في حين ليس معروفا ما إذا كان سيشير إلى زيارة أي موفد فرنسي أو لا.
وكتبت" الديار": لم تصرف زيارة سفراء «اللجنة الخماسية» على ارض الواقع، ووفقا لمصادر بارزة فان ما بات واضحا هو ثابتتان: ان «الخماسية» لا تضع فيتو على أي مرشح رئاسي، والثابتة الثانية أن لا بحث جديا في ملف رئيس الجمهورية الا بعد توقف الحرب في المنطقة، وسيكون الملف ضمن تسوية دولية - اقليمية عمادها تفاهمات اميركية – سعودية- ايرانية، ولهذا يتمسك رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعدم الدعوة إلى جلسات متتالية بلا حوار مسبق، لأن التوافق الخارجي اولا وحده يسمح بتأمين النصاب لانتخاب رئيس، الأمر الذي ترفضه المعارضة حتى الان لان «كلمة السر» لم تصل بعد.
وفي هذا السياق، عاد الوفد المشترك «القواتي» – «الاشتراكي» الذي زار الرياض ممثلاً بالنائبين ملحم رياشي ووائل أبو فاعور دون ان يحمل جديد، وقد ابلغا بانه ليس لدول «الخماسية» اي مرشح، لكنها بما فيها الرياض لا تضع فيتو على اي مرشح. وهذا اراح ابو فاعور كثيرا في ظل التحول في موقف رئيس الحزب «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، الذي سبق واعلن عدم ممانعته لدعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وهو امر لم يثير اي رد فعل سلبي في المملكة ، التي اشارت الى ذلك مواربة بالقول انها لا تضع «فيتو» على اي مرشح؟!
يؤكّد مطّلعون على خلفيات حراك "الخماسية" لجريدة" الجمهورية" انّ الجديد الوحيد الذي تحمله اللجنة هو انّها اجتمعت هذه المرّة، كموقف واحد على عدم تبني ايّ مرشح او وضع الفيتو على اي مرشح، واما الباقي فعلى اللبنانيين. ما يؤكّد أن ليس في جعبة اللجنة الخماسية أي شيء آخر او مبادرة فاعلة لكسر التعطيل الرئاسي، ويتأكّد ذلك في ما تحدثت عنه مساعدة وزير الخارجية الاميركية باربارا ليف امام الوفد النيابي اللبناني في واشنطن قبل أيّام قليلة، حيث قالت بصريح العبارة إنّ الحلّ النهائي في ملف انتخابات الرئاسة في لبنان هو في يد اللبنانيين.
وفي موازاة ذلك ايضاً، يبرز موقف شخصية وسطية بارزة، التي نعت أي جهد او وساطة لحل الأزمة الرئاسية ووصفت الواقع للجمهورية بقولها الفرنسيون بادروا وفشلوا، وكذلك القطريون، والآن اللجنة الخماسية تستأنف جهودها بعد فشل سابق، وقبل كل ذلك مبادرات متعدّدة اطلقها الرئيس بري، والنتيجة لا شيء، وإمعان في مهزلة التعطيل.
وفي توصيف ساخر قالت هذه الشخصية المشكلة الأساس ليست في اسماء المرشحين اياً كان هؤلاء المرشحون، بل هي في بعض الاطراف التي تدّعي الصدق السياسي فيما الحقيقة انّ ادّعاءها هذا تعلوه طبقة كثيفة من النفاق السياسي، وتوحي في الوقت نفسه انّها تخوض على حلبة الرئاسة حرباً وجودية، فيما هي تتخذ منها ستاراً لمصادرة البلد وتوليد الأسباب المانعة انتخاب رئيس الجمهورية. وذلك لسبب بسيط جداً وهو انّها تتجنّب التورط في توافق على رئيس، لأنّها مدركة أنّ انتخاب رئيس سيُفقدها صوتها ويعّريها بالكامل ويُسقطها الى حجمها الطبيعي في زاوية محدودة.