نشرت صحيفة "غلوبز" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن أنفاق "حزب الله" في لبنان، مشيرة إلى أن تلك الأنفاق خطيرة جداً ومن المستحيل تقريباً تدميرها.
وذكّرت الصحيفة بتقرير نشرته مجلة "ليبراسيون" الفرنسية قبل يومين وقال إنّ أنفاق "حزب الله" أكبر وأعمق وأكثر أهمية من أنفاق حركة "حماس" في قطاع غزة.
وأشارت "غلوبز" إلى أنّ تقرير المجلة الفرنسية أثارَ مخاوف في إسرائيل، خصوصاً أنه أوضح كيف أن أي عملية عسكرية في لبنان ستكون مختلفة تماماً عن حرب لبنان الثانية عام 2006، بسبب وجود بنية تحتية واسعة النطاق تحت الأرض يمتلكها "حزب الله".
وتطرّقت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ "لبنان24" إلى ماهية منظومة الأنفاق التي أسسها "حزب الله"، وتقول إنّ التقديرات تشير إلى أنّ طول أنفاق الحزب يبلغ مئات الكيلومترات لدرجة أنها تصلُ إلى سوريا.
وأشار التقرير إلى أنّ بناء الأنفاق في لبنان تمّ بمساعدة مالية من إيران وبواسطة خبرات من كوريا الشمالية تمت الإستعانة بها، وأضاف: "إنّ عمق الأنفاق يصل إلى 80 كيلومتراً، ونظراً للخصائص الجيولوجية لجنوب لبنان، فإن حزب الله استطاع أن يتقدّم بمدى الأنفاق 15 متراً شهرياً وذلك وسط العمل بكثافة مختلفة".
من جهته، يقولُ معهد "ألما" للأبحاث في إسرائيل إنّ "حزب الله ركّز منذ العام 2006 على تطوير شبكة من الأنفاق التي تربط على طول عشرات الكيلومترات، منطقة بيروت والبقاع بجنوب لبنان". مع هذا، يقول "غلوبز" إنّ هذه الأنفاق مُجهزة بصواريخ فتح 110 قصيرة المدى المصنوعة في إيران، كما أنها تضمّ أيضاً صواريخ باليستية.
وقبل أشهر، كان معهد "ألما" تحدث عن "الأنفاق المتفجرة" لدى "حزب الله"، إذ يمكن لهذه الأماكن أن تنهار على من يدخل إليها أو أنها قد تتسبب بإنهيارات أرضيّة.
بدوره، يقول الدكتور ناثانيال بالمر، المحاضر البارز في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، لصحيفة "غلوبز": "إن أنفاق حزب الله تساعد على البقاء والصمود، كما أنها تعد وسيلة أساسية للإبتعاد عن الإستخبارات الإسرائيلية، ويضيف: "حتى لو كانت إسرائيل موجودة داخل لبنان فمن الصعب جداً وصولها إلى تلك الأنفاق، كما أنه في حال أرادت الدخول والقتال في تلك الأماكن، فإن الثمن سيكون كبيراً جداً".
يلفت التقرير أيضاً إلى أن إسرائيل تُدرك منذ سنوات طويلة التطور الفعلي للأنفاق، حتى لو لم تكُن على علمٍ بنطاقها، ويضيف: "في كانون الأول من العام 2018، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية درع الشمال التي استمرّت لـ41 يوماً، وتم خلالها تحديد 6 أنفاق هجوميّة لحزب الله، لكن من المستحيل أن تكون هذه الأنفاق هي الوحيدة التي تخترق السياج الحدودي بإتجاه الداخل الإسرائيلي".
ما الفرق بين أنفاق قطاع غزة وأنفاق لبنان؟
وينقل موقع "غلوبز" عن الباحث الإسرائيلي أميهاي ميتلمان قوله إن هناك فروقات واضحة بين أنفاق غزة وتلك الموجودة في لبنان، ويقول: "أنفاق غزة غالباً ما تكون مصنوعة من الحصى، أما في جنوب لبنان فالأنفاق تتكون بشكلٍ رئيسي من الصخور الصلبة خصوصاً في المناطق الجبلية".
وخلال عملية "درع الشمال" التي بدأت عام 2018، قام الجيش الإسرائيلي بصب آلاف الأمتار المكعبة من الخرسانة في أنفاق حزب الله. وبحسب "غلوبز"، فإن هذه الطريقة مختلفة تماماً عن تلك المتبعة في غزة، حيث يتم هناك تفجير الأنفاق باستخدام قنابل سلاح الجو أو المتفجرات أو ضخ المياه، علماً أن كل خطوة يتم اتخاذها تعتمد على عمق النفق وبنيته.
بحسب ميتلمان، فإنه في ظلّ وجود صخور قوية كتلك الموجودة في جنوب لبنان، فإنه لا توجد كمية معقولة من المواد المتفجرة التي يمكنها تفجير الأنفاق، ويضيف: "لقد كلفت الأبنية الخراسانية الكثير من المال بهدف سد أنفاق حزب الله. إذا كان الهدف هو كسر فعالية أنفاق الحزب، فمن الأفضل إغلاقها".
ما مدى التدخل الإيراني والكوري الشمالي؟
يتحدث تقرير "غلوبز" أيضاً عن مدى التدخل الإيراني المالي في بناء أنفاق "حزب الله"، مذكراً أيضاً بما نشره معهد "ألما" عن وصول خبراء من كوريا الشمالية إلى لبنان، ومساهمتهم في تعزيز شبكة الأنفاق الخاصة بـ"حزب الله".
معهد "ألما" أشار أيضاً إلى أنَّ الدمج بين الأسلحة الإيرانية والكورية الشمالية تجلى عندما جرى تنفيذ أعمال التحصين من قبل شركة كورية شمالية تحت إشراف ضابط إيراني من الحرس الثوري.
كذلك، تقول "غلوبز" إن الكوريين الشماليين يتمتعون بالخبرة في الإحتفاظ بالوسائل تحت الأرض. فبينما يقوم حزب الله على ما يبدو بتخزين الصواريخ الباليستية تحت الأرض، فإنّ الكوريين الشماليين يضعون ترسانة نووية هناك.