خرق شديد لـ"جدار الصوت" شهدته العديد من المناطق اللبنانية، اليوم الأربعاء، والمتسبب به هو "طائرات حربية إسرائيلية" غطت سماء لبنان منذ الصباح.
الأصوات التي سُمعت نتيجة "خرق جدار الصوت" ظنها مواطنون إنها "إنفجارات ضخمة" أو "غارات جوية"، خصوصاً أن إسرائيل باتت توسع من نطاق استهدافاتها داخل الأراضي اللبنانية بعيداً عن الحدود الجنوبية.
"راح نص عمري".. هذا ما قالته شابة من مدينة صيدا لـ"لبنان24" عن خرق طائرة إسرائيلية لجدار الصوت في أجواء المدينة، وأضافت: "كنا داخل المدرسة وسمعنا صوتاً قوياً.. ظننا في البداية أن غارة جديدة استهدفت محيط صيدا أو منطقة الغازية التي تم قصفها قبل يومين. الهلع كان شديداً لدرجة أن الأطفال بدأوا بالبكاء والخوف.. فوراً، لجأنا إلى هواتفنا للتأكد مما يجري، وتبين أن الأنباء تحدثت عن خرق الطائرات الإسرائيلية لجدار الصوت".
ماذا تعني عبارة "جدار الصوت"؟
العبارة هذه هي استخدام مجازي لمصطلح يستعمل في عالم الطيران، ويقصد به السرعة التي يتغير عندها تصرف تيار الهواء حول الطائرة بشكل فجائي.
ويُعرف جدار الصوت أو ما يُعرف بحاجز الصوت على أنه القوة التي تُعارض وتقاوم حركة جسمٍ ما عندما تصل سرعة هذا الجسم إلى السرعة التي يتحرك بها الصوت. وإذا ما تم كسر حاجز الصوت وتخطيه (أي التحرك بسرعة أكبر من سرعة الصوت) فسوف ينتج صوتٌ مدوٍّ.
وتنبه الطيارون -وخاصة أثناء الحرب العالمية الثانية– وهم يقومون بتدريبات ومناورات عالية السرعة قبل القتال وخلاله إلى ما يحدث فيزيائيا للطائرة عالية السرعة، فقد كان الطيارون يفقدون السيطرة تماما على طائراتهم وهي تصطدم بأمواج متراكمة على سطوح التحكم.
وكانت تمنع سطوح التحكم من الحركة وتترك الطيارين في حيرة. ومن هنا بدأ الحديث عن اختراق "جدار الصوت" وعن صنع طائرات تفوق سرعة الصوت، وهنالك ثلاثة قياسات لسرعة الطائرة:
1- طائرة أقل من سرعة الصوت أو "تحت صوتية" وهي النوع الأكثر شيوعا، وتولد تغيرات في الضغط تتنقل بسرعة الصوت في مقدمة الطائرة ثم تتلاشى متلائمة مع تيار الهواء.
2- طائرة تسير بسرعة الصوت، وتصطدم بزيادة مفاجئة في قوة جرها بسبب تراكم التغيرات الضغطية أمامها بدلا من أن تتلاشى. وفي الغالب تلحق الطائرة من هذا الصنف بالأمواج المضغوطة لحظة تشكلها نتيجة لقوة دفعها الكبيرة.
3- طائرة تفوق سرعة الصوت، وتحدث هذه الطائرة موجة صدمية قوية جدا، فتيار الهواء المحاذي لها لا يجد الوقت الكافي، لكي يتكيف مع التغيرات الضغطية، فيَحدث تغيرٌ مفاجئ في ضغط الهواء، وهذا التغير يصل إلى الأرض كقنبلة صوتية، وتعني الصوت المرافق للموجة الصدمية.
وتقاس سرعة الطيران فوق الصوتي بوحدة يسميها الفيزيائيون "ماخ" نسبة للفيزيائي النمساوي إرنست ماخ المتوفى سنة 1916 والمشهور ببحوثه حول انتقال موجات الصوت في الهواء.
ويعني "ماخ واحد" أن سرعة الطائرة تساوي سرعة الصوت، وإذا كانت سرعتها من واحد إلى خمسة "ماخات" فهي طائرة فوق صوتية، وإن زادت على خمسة فهي فوق صوتية متعالية.
وطورت الصناعات الحربية طائرات بسرعة ثلاثة "ماخات"، تهدف إلى التجسس والمناورة وغير ذلك. ومع هذا، فإنه يصعب جداً رصد أو التصدي للطائرات الخارقة لجدار الصوت، بحسب ما يقول الخبراء.
وتشتهر من هذا النوع طائرة الكونكورد الفرنسية الإنكليزية التي تصل سرعتها إلى ضعفي سرعة الصوت، وأطلقت عام 1976 إلا أن إحداثها ضجة شديدة أو ما يسمى بالقنابل الصوتية عرقل من استخدامها فتراجعت قيمتها الاستثمارية.