يعتبر النبيذ الأحمر الخالي من السكر أحد أقل المشروبات ضررا بين المشروبات الكحولية. لكن هناك من لا يستطيع شربه بسبب الصداع الذي يحدث بسرعة، حتى بعد تناول جرعة معتدلة.
ويسأل الباحثون لماذا يشعر الكثيرين بالصداع بعد تناول جرعة صغيرة منه ـ كوب واحد مثلا. مع أن النبيذ الأبيض والمشروبات الكحولية الأقوى لا تسبب الصداع بهذه السرعة.
ويشير الباحثون إلى أن هناك نظريات عديدة مختلفة بشأن هذه المسألة. وفقا لبعضها تسبب مادة الكبريتات الحافظة، التي تضاف إلى النبيذ، حساسية زائفة لدى البعض وحتى الصداع. ولكن ليس مفهوما لماذا يتمكن هؤلاء الأشخاص من تناول النبيذ الأبيض دون أي آثار جانبية، مع أنه يحتوي على نفس المادة.
وتربط نظريات أخرى الصداع بالهستامين والأمينات البيولوجية الأخرى، التي تتشكل في النبيذ أثناء التخمير، ولدى البشر - أثناء الحساسية. وهي التي تسبب الحكة، ولكن وجود العديد من هذه الأمينات في المنتجات المخمرة، مثل منتجات الألبان والجبن والملفوف وغيرها لا يسبب الصداع. أي أن هذه نظريات وفرضيات غير صحيحة.
وتقول عالمة الأحياء أنتشا بارانوفا من جامعة جورج ميسون: "قرر علماء من جامعة كاليفورنيا مؤخرا دراسة هذه المشكلة، لأن لديهم الكثير من كروم العنب هناك، وحتى لديهم معهد لعلم الخمور لدراسة النبيذ، حيث يعملون".
ووفقا لها، ركز الباحثون اهتمامهم على الكيرسيتين، وكذلك مشتقاته الجلوكورونيك. لأن النبيذ الأحمر يحتوي على الكثير من هذه المواد. نعم الكيرسيتين مفيد جدا، وضروري خاصة بعد كوفيد. لكن المشكلة الكبيرة تأتي من دمجه مع الكحول. الحقيقة هي أن الكيريسيتين يمنع بشكل مباشر إنزيم ALDH2، الذي يستقلب الأسيتالديهيد في الميتوكوندريا الكبدية. ونتيجة لذلك، تكون هذه المادة السامة أقل عرضة للتحلل والتراكم، ما يسبب الصداع لدى بعض الأشخاص.
ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات والاختبارات على البشر بإعطائهم كمية محددة من النبيذ الحمر تحتوي على كمية معينة من الكيريسيتين، وتعطى لمجموعة أخرى مشروب آخر.
والجدير بالذكر أن هذه المادة موجودة في الشاي والبصل، ولكن تناول الشاي والبصل لا يسبب الصداع. (RT)