كشفت دراسة جديدة عن بركان مريخي ضخم لم يلاحظه أحد في السابق على الرغم من حجمه، مختبئا منذ عقود.
ويقع البركان في تضاريس تشبه المتاهة في الجزء الشرقي من هضبة ثارسيس البركانية بالقرب من خط الاستواء المريخي، إلى جانب وجود طبقة جليدية محتملة في قاعدته، حسبما كشف العلماء في مؤتمر علوم القمر والكواكب الخامس والخمسين الذي عقد في تكساس يوم الأربعاء.
وذكر العلماء: "يشير اكتشافها إلى مكان جديد مثير للبحث عن الحياة، ووجهة محتملة للاستكشاف الآلي والبشري المستقبلي".
وتشتهر منطقة ثارسيس بنشاطها البركاني، وهي تستضيف البراكين الضخمة المعروفة أسكريوس مونس، وبافونيس مونس، وأرسيا مونس.
ومنح العلماء البركان المكتشف مؤخرا الاسم المؤقت Noctis. ويقدر أن هذا البركان الضخم يبلغ ارتفاعه 9022 مترا (29600 قدم) ويبلغ عرضه 450 كم (280 ميلا). وللمقارنة، يبلغ ارتفاع جبل إيفرست، أطول جبل على وجه الأرض، نحو 9 كم أو8848 مترا عن سطح البحر.
وقد مر هذا البركان الضخم دون أن يلاحظه أحد بسبب تاريخ التآكل الشديد الذي تعرض له، والذي حوله إلى درجة لا يمكن التعرف عليها.
وتم استخلاص الملاحظات الجديدة باستخدام بيانات صور الأقمار الصناعية، بما في ذلك مهام Mariner 9 وViking Orbiter 1 و2 التابعة لناسا وMars Global Surveyor وMars Odyssey وMars Reconnaissance Orbiter.
ووفقا لبيان صحفي، فإن الحجم الضخم للبركان وخصائصه الجيولوجية المعقدة تشير إلى أنه "كان نشطا لفترة طويلة جدا".
ومن المثير للاهتمام أن البيانات تشير إلى وجود طبقة رقيقة من الرواسب البركانية الحديثة في قاعدة المنطقة الجنوبية الشرقية. ويشير الفريق إلى أن هذه الطبقة ربما تخفي بقايا الجليد المتجمد المدفون.
وقال باسكال لي، عالم الكواكب في معهد البحث عن ذكاء خارج الأرض (SETI) ومعهد المريخ، ومقره مركز أبحاث أميس التابع لناسا في الولايات المتحدة: "كنا نفحص جيولوجيا المنطقة التي عثرنا فيها على بقايا نهر جليدي العام الماضي عندما أدركنا أننا كنا داخل بركان ضخم ومتآكل بشدة".
وأشارت العديد من العلامات إلى الطبيعة البركانية لهذا الهيكل الغامض، مثل الهضاب المرتفعة التي تشكل قوسا، وبقايا كالديرا مركزية، وتدفقات الحمم البركانية، ورواسب الحمم البركانية، وجميعها تشير إلى تاريخ طويل من النشاط البركاني.
وأظهر التحليل أيضا علامات على وجود تيارات من الحمم البركانية. وهناك أيضا رواسب الحمم البركانية، والتي تتكون من الحطام البركاني بما في ذلك الرماد، والخفاف، والتيفرا(أحجار بركانية) التي يتم إطلاقها أثناء الانفجارات البركانية المتفجرة.
وعلاوة على ذلك، تم اكتشاف رواسب معدنية رطبة في العديد من المواقع داخل محيط الهيكل.
وأوضح سوراب شوبهام، طالب دراسات عليا في قسم الجيولوجيا بجامعة ميريلاند والمؤلف المشارك للدراسة: "من المعروف أن هذه المنطقة من المريخ تحتوي على مجموعة واسعة من المعادن المائية التي تغطي فترة طويلة من تاريخ المريخ. وكان هناك شك منذ فترة طويلة في وجود بيئة بركانية لهذه المعادن. لذا، قد لا يكون من المفاجئ جدا العثور على بركان هنا". (RT)