ستتركز الأنظار اعتباراً من غد الاثنين على التحرك الجديد الذي سيستأنفه سفراء مجموعة الدول الخماسية الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر الهادف الى حض الافرقاء اللبنانيين على استعجال إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي والسعي ما أمكن الى توافق واسع حول خيار انتخاب المرشح الثالث الذي لا يعد محسوباً على جهة دون أخرى.
ومعلوم أنّ السفراء الخمسة سيشرعون من الاثنين بتحرك واسع النطاق يشمل جميع الاتجاهات والكتل وتبدأ لقاءاتهم برئيس مجلس النواب والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ثم تستكمل الثلاثاء بلقاءات مع الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط وينتظر تحديد مواعيد اللقاءات الأخرى تباعاً.
وحرصت مصادر عين التينة على القول لـ"الديار": "ننتظر ما يحمله السفراء الخمسة، مع التاكيد ان الرئيس بري دعا ويسعى الى انتخاب الرئيس وعدم الانتظار".
ووفقاً للمعلومات المتوافرة، فإن اللجنة الخماسية لا تملك مبادرة جديدة في هذه الجولة، خصوصا ان معظم اعضائها يربطون روزنامة تحقيق خرق جدي في جدار الازمة الرئاسية بتحقيق وقف النار في غزة وان صرحوا غير ذلك.
وتضيف المعلومات ان حسابات اللجنة تاخذ بعين الاعتبار ان تحقيق وقف النار في غزة من شانه ان يشكل عاملا ايجابيا لتغيير او تحسين فرص التعاطي مع الملف الرئاسي اللبناني.
ويبرز في هذا الإطار التنسيق غير المعلن بين الجانبين القطري والاميركي لجهة التعاطي المتوازي بين مفاوضات عزة والوضع المتعلق بلبنان.
وعن الدور الفرنسي، قال مصدر نيابي مطلع ان الحديث عن زيارة قريبة لوزير الخارجية الفرنسي للبنان هو مجرد حديث اعلامي ولا يستند الى مصادر رسمية حتى الآن.
وأضاف أنّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان يكتفي في الوقت الحاضر بمتابعة اجواء حراك اللجنة الخماسية في لبنان وتحرك كتلة الاعتدال الوطني من خلال الاتصالات المباشرة كما فعل مع الرئيس بري مؤخرا او من خلال السفير الفرنسي في بيروت.
واشار المصدر الى ان فرنسا حريصة على التأكيد بانها ما زالت حاضرة وتتابع بدقة الوضع اللبناني وملف الرئاسة، وان تحاول ان تساهم من خلال اللجنة الخماسية او من خلال دبلوماسيتها ودوائرها في معالجة الموقف في الجنوب والعمل في الوقت نفسه على انتخاب رئيس للجمهورية.
وعلى صعيد تحرك كتلة الاعتدال الوطني قال احد اعضائها، أمس، أننا "لا نفضل في الوقت الحاضر الإدلاء بتصريحات حول مسار تحركنا، لكن من المؤكد أن مبادرتنا مستمرة وتحركنا لم يتوقف، وهناك لقاءات نجريها بعيداً عن الاعلام وهناك حلحلة في مسار مبادرتنا".
ورداً على سؤال، قال إن الكتلة التقت كل سفراء اللجنة الخماسية في الايام الماضية وهناك اجواء جيدة وتنسيق معها، كما أن الموفد الفرنسي لودريان يتابع باهتمام وبشكل مباشر تفاصيل تحركنا. ونحن نعمل على تدوير الزوايا لتحسين فرص نجاح مبادرتنا ونلمس حلحلة في هذا الاتجاه.
ورفض المصدر القول بان المبادرة فشلت او سقطت، مكرراً الاستمرار بها بدعم داخلي وخارجي.لكنه الوصول الى نتائج نهائية في رمضان او قبل عيد الفطر.
وقال رداً على سؤال ان الكتلة لم تتسلم بعد رد حزب الله، ولم يستبعد ان يكون الاسبوع المقبل، لافتا ان الحزب لم يحدد موعداً للرد.
ونقلت مصادر مطلعة لـ "الديار" عن أجواء موقف حزب الله ان الموقف الاساسي للحزب من الملف الرئاسي يتلخص بانه منفتح للحوار حول هذا الملف او الاستحقاق من دون شروط، وان موقفه هذا ينطلق من رغبته في العمل من احل انتخاب رئيس الجمهورية.
واضافت المصادر ان في حال موافقة الاطراف على الحوار فان هناك اجتماعات ستجري بين قيادتي الحزب وحركة امل وسائر الحلفاء للتنسيق، مع العلم ان موقف الرئيس بري يعكس مجمل الموقف من موضوع الرئاسة.
وكتبت" الشرق الاوسط": عرقل تمسك "حزب الله" بدعم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية للانتخابات الرئاسية، محاولات إحداث خرق في الحراك السياسي الداخلي القائم الذي اصطدم برفض الحزب البحث في "خيار ثالث"، ورفض المعارضة لحوار يرأسه رئيس البرلمان نبيه بري، فيما تتجه الأنظار إلى جوله سفراء "الخماسية" التي تبدأ الاثنين على قيادات سياسية ودينية، علها تساهم في إحداث خرق.
وإلى جانب حراك سفراء "الخماسية" في بيروت، بادرت كتلة "الاعتدال الوطني" إلى تسويق مبادرة تقوم على إنجاز حوار ليوم واحد، تليها جلسة انتخابية بدورات متتالية ومفتوحة، لانتخاب رئيس. لكن هذه المبادرة تعرضت لانتكاسة، أولاً في اشتراط رئيس البرلمان نبيه بري إدارة جلسة الحوار، وهو ما ترفضه المعارضة، وثانياً أن الكتلة تنتظر موقفاً من "حزب الله" لتقوم بجولة أخرى على القيادات السياسية، وهو ما لم يحصل بعد، حسبما تقول مصادر مواكبة.