كتبت ابتسام شديد في"الديار":
بعد تأخر قسري فرضته عطلة عيد الفصح من المتوقع ان تستأنف اللقاءات المسيحية اجتماعاتها لاستكمال البحث في الوثيقة الوطنية التي تم وضعها ومناقشتها في اللقاء الأول في حضور ممثلي الأحزاب المسيحية وغياب تيار المردة فقط.
إلا ان انعقاد الحوار المقبل يثير تساؤلات حول فرص نجاحه في ضوء التباين السياسي الذي نشأ مؤخرا بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حول عدد من المسائل ومنها الحوار بحد ذاته ، فرئيس القوات سمير جعجع وصف الحوارات بطبخة بحص معتبرا موضوع المشاركة فيها أنه "محاولة ليس أكثر من اجل مصلحة المسيحيين وبناء على رغبة الكنيسة فيما الواضح ان لا جدوى من الحوارات حيث يبقى كل فريق متمسكا بقناعاته ومبادئه في حين يرى التيار ان الحوار مسألة حيوية وضرورية للبحث في مواضيع الشركة والوجود المسيحي وان التشكيك في جدواه مسيء لمسعى بكركي.
تتفاوت النظرة حيال امكانية خروج اللقاء المقبل بموقف مسيحي موحد حيال الاستحقاقات من رئاسة الجمهورية الى معركة إقصاء المسيحيين في الدولة فجمع القيادات المسيحية حول موقف موحد شبه مستحيل فلا يمكن دعوة قيادات متناحرة الى لقاء مماثل فحزب القوات على موقفه برفض الحوارات غير المجدية والعقيمة ويتمسك بضرورة الذهاب الى مجلس النواب لانتخاب رئيس بجلسات انتخابية مفتوحة والأهم من ذلك هو تأمين موافقة كل القيادات المارونية.
ويصف كثيرون المواقف المسيحية بأنها محاولات للاستئثاء بالشعبية المسيحية فرئيس التيار يسعى لشد العصب المسيحي والهروب من ازمة سياسية يعاني منها أكثر من الاهتمام بمصادرة صلاحيات الرئاسة او بحقوق ومشاعر المسيحيين والخوف على سيادة الدولة ويتساءل المعارضون لباسيل ما إذا كان ليدعو الى التلاقي لو تم تأمين مطالبه الرئاسية وفي موضوع التعيينات، بالمقابل يرى المقربون من التيار ان الوقت حان للتلاقي من اجل المصلحة المسيحية وحماية الدور المسيحي في الحكم والشركة، فاجتماع القيادات المسيحية يمكنها من فرض نفسها وأجندتها على الساحة السياسية بشكل أفضل مما يحصل حاليا كما يجعلها قادرة على تحصيل مكتسبات سياسية قبل الذهاب الى التسوية المقبلة.
وتؤكد مصادر مسيحية ان بكركي ماضية في مسعاها التوفيقي وسيصار قريبا الى تحديد موعد جديد لاجتماع مسيحي يناقش الوثيقة التي صيغت في الاجتماع الأول وتتضمن عناوين وطنية كبيرة.