شهد لبنان في الأيام الماضية أحداثا أمنية متعددة وترافقت في الساعات الاخيرة مع تفاقم الأوضاع على الحدود الجنوبية، وشن حزب الله مساء، بحسب اعلامه الحربي، هجوما جويا بمسيّرات إنقضاضية على قاعدة راموت نفتالي ردا على الاعتداءات الاسرائيلية على بلدات جنوبية وآخرها الطيبة وعيتا الشعب. وكان سبق ذلك تحذيرات وجهتها دول أوروبية لرعاياها من خطورة الأوضاع في دول الشرق الأوسط ومنها لبنان ويأتي ذلك مع التهديدات الإيرانية بالرد على إسرائيل في وقت ليس ببعيد.
وأكد نائب الناطق بوزارة الخارجية الفرنسيّة، كريستوف لوموان، أنّ "فرنسا تواصل جهودها دائماً في السعي لتجنب التصعيد في المنطقة الحدوديّة بين إسرائيل ولبنان وستواصل بالتنسيق الوثيق مع شركائها، اتصالاتها للتقدم نحو حل دبلوماسي، مع احترام سيادة وأمن البلدين".
في غضون كل ذلك، كان لافتا غياب أي كلام عن الوضع الأمني في لبنان على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الذي رأى أن الوقت قد حان لكي يمضي لبنان قدماً في اختيار رئيس وتشكيل حكومة.
وعن احتمال دعم واشنطن لمرشح مدعوم من "حزب الله" كجزء من صفقة لتهدئة التوترات مع إسرائيل، سواء كان الوزير السابق سليمان فرنجية أو أي مرشح آخر، اكتفى بالقول "الأمر متروك لزعماء لبنان المنتخبين لاختيار رئيس وتشكيل الحكومة".
ميقاتي في بكركي
ويزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي صباح اليوم في بكركي، بعدما اجتمع أمس مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وعرض معه التطوّرات والمستجدّات، ومن بينها الاوضاع في الجنوب.
وتشير المعلومات إلى أن رئيس الحكومة يواصل اتصالاته مع الدول الغربية المعنية ومع المنظمات الدولية ومفوضية اللاجئين من أجل العمل على حل لملف النزوح سوف يعلن عنه نهاية الشهر الجاري.
كما يتجه لبنان إلى رفع الصوت في قمة بروكسل الأسبوع المقبل، من خلال مطالبته مجددا بوضع خطة لعودة النازحين السوريين والقبول بتشكيل اللجنة الثلاثية وإرسال المساعدات الغربية ضمن الأراضي السورية، ومع الإشارة أيضا إلى أن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس سيدعو في مؤتمر بروكسل الاتحاد الاوروبي إلى اتخاذ إجراءات جديدة في ملف عودة النازحين السوريين، في اطار التفاهم الذي عقده مع رئيس الحكومة خلال زيارته الاخيرة لبيروت.
تشييع سليمان
وشيع امس مسؤول "القوات اللبنانية" في جبيل باسكال سليمان، لتطوى ساعات من القلق والخوف من محاولات البعض استثمار ما حدث لاشعال الفتنة بين اللبنانيين.
ولفتت مصادر سياسية بارزة إلى أهمية ما قامت به مديرية المخابرات في الجيش لجهة كشف خيوط القضية بدقة وتجاوب السلطات السورية السريع، معتبرة أن ما حصل على مستوى التحقيق لا يزال محل متابعة من أجل تبيان الحقيقة بشكل واضح لا لبس به، مع تشديد المصادر على أن كل المعطيات الواردة من أكثر من مصدر أمني وعسكري حتى يوم أمس الجمعة تصب كلها في خانة السرقة وأن ما حصل ليست له أي أبعاد سياسية أو حزبية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن السفيرة الاميركية ليزا جونسون اتصلت برئيس حزب "القوات" سمير جعجع بعد الاعلان عن مقتل باسكال سليمان "متمنية العمل على التهدئة".