بالرغم من كل الاشكالات والخلافات التي يخوضها "التيار الوطني الحر" او يفتعلها على الساحة السياسية الداخلية، ومحاولاته المتجددة للملمة الوضع، الا ان أزمته الحزبية الداخلية لا تزال تتفاعل .
وتشير مصادر مطلعة الى حديث فعلي يدور في الكواليس عن "نفضة مفاجئة" قد يقوم بها رئيس "التيار" جبران باسيل تستهدف عددا من القياديين السابقين وبعض النواب الحاليين حتى.
وبحسب المعطيات، فقد شهدت أروقة "ميرنا الشالوحي" في الايام الاخيرة الكثير من النقاش على خلفية الردّ الايراني على اسرائيل. كما أن ما شهده المكتب السياسي في الاسابيع الماضية من انقسام عمودي شكل جرس انذار للعونيين، في ظل الانقسام الواضح في الآراء، بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ونائبه الدكتور ناجي حايك، لا سيما في ما يتعلق بحزب الله وموقف "التيار" من كل ما يجري على الساحة الداخلية اللبنانية، وبدء حايك باستقطاب الارضية العونية نحوه بعد مواقفه التصعيدية الأخيرة ضد حزب الله التي باتت تقنع جمهور "التيار" أكثر من المواقف التي يتخذها باسيل.
وبحسب المعطيات ايضا، فانه بالرغم من ان باسيل هو من دعم حايك في منصبه الحالي، لإيصال رسالة واضحة لـ"الحزب" بأنه يستطيع اخذ "التيار" الى موقع استراتيجي مختلف كلياً عن موقعه الحالي، الا ان باسيل منزعج من جنوح حايك بعيداً جداً في خطابه السياسي ضدّ "حزب الله" وهذا الامر، وان كان باسيل يؤيده سياسياً، لكنه ليس مضطراً لقطع الخيط المتبقي بينه وبين حارة حريك ويجعل اي تراجع بإتجاه استعادة التحالف او التفاهم بمثابة هزيمة سياسية له.
وترى المصادر ان هناك حديثا داخل الاروقة الحزبية بأن نائباً مارونيا حاليا سيكون احد الذين سيستغني عنهم باسيل من دون اخراجه من "الكتل" بل من صفوف "التيار" فقط.
وفي سياق متصل، تفيد المعلومات ان الخلاف بين باسيل ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وصل الى ذروته، ولم ينجح اللقاء الذي جمعهما قبل فترة في معالجة الخلاف. وتردد ان أنّ باسيل تحدث قبل أيام خلال اجتماع المجلس السياسي صراحة عن نيته توقيع فصل بو صعب بموجب توصية متخذة من جانب "مجلس الحكماء" الذي هو بمثابة مجلس تأديبي.
مصدر سياسي في "التيار الوطني الحر" توعّد بعدم السير مجدداً بأي شخصية سياسية مرشحة لاي منصب سياسي نيابي أو وزاري أو حتى رئاسي من دون التزام تام وواضح بـ" التيار" وسياسته وقيادته.
حديث المصدر جاء على خلفية نقاش دار في أحد الإجتماعات الداخلية لشخصيات الصف الأول في "التيار" عن أداء بو صعب ودوره في عدم تحسين العلاقة بين قيادة "التيار" ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وجاءت حصيلة المناقشات "أن هذا المنصب الذي يشغله بو صعب كان من المفترض أن يكون للتيار وليس لمستقل كما يدعي".