Advertisement

لبنان

جولات "الخماسية" وأفكار باسيل.. متى "تنضج" ظروف انتخاب الرئيس؟

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
26-04-2024 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1192134-638497232121348930.jpg
Doc-P-1192134-638497232121348930.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
خلافًا لما ظنّه كثيرون، لم يكن اللقاء "الثالث" بين سفراء المجموعة "الخماسية" المعنيّة بالملف اللبناني ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي خُصّص لاستخلاص "ثمار" الجولة التي أجروها على مختلف الفرقاء، "ثابتًا"، فبدل تحديد آلية محدّدة لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، خرج المشاركون ليعلنوا على لسان السفير المصري علاء موسى عن "المزيد من التشاور في الأيام المقبلة مع الكتل النيابية"، من دون مزيد من التفاصيل.
Advertisement
 
وما لم يقله سفراء "الخماسية" صراحةً، هم الذين يحرصون على الحديث في كلّ مرّة عن "إيجابيات" وعن "خطوات بنّاءة يُبنى عليها"، قاله "مضيفهم"، أي رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي جدّد القول إنّ انتخابات الرئاسية "ليست ناضجة بعد"، وإن تحدّث عن تقدّم حاصل على خطّه، ولكنه وصفه بـ"البطيء"، مشيرًا إلى أنّه استشفّ من السفراء أن "مبدأ الحوار قائم"، من دون أن يحملوا عمليًا "أفكارًا جديدة"، وفق تعبيره.
 
وبالتوازي، كان رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل يتحدّث عن "أفكار" طرحها لضمان انتخاب الرئيس، إما بالتوافق، أو بالتنافس الديمقراطيّ، ملمّحًا لإمكانية "الترفّع عن الشكليات إذا كانت النتيجة مضمونة بالتوصل إلى انتخاب رئيس"، فهل يعني كلّ ما تقدّم أنّنا لا نزال ندور في الحلقة الرئاسية "المفرغة" نفسها؟ وبين طروحات "الخماسية" وأفكار باسيل وما يتداول هنا وهناك، هل يمكن القول إنّ "الحوار" بات أقرب من أيّ وقت مضى؟
 
"الخماسية" ترفض "الاستسلام"؟
 
صحيح أنّ الكثيرين كانوا يعوّلون على اللقاء بين سفراء "الخماسية" وبري، باعتبار أنّه ينبغي أن يمهّد للانتقال إلى "مرحلة ثانية" من الحراك، إما عبر "تسهيل" الحوار الذي ذهب البعض لحدّ الحديث عن "سيناريو" له، بحيث تأتي الدعوة إليه من "الخماسية" نفسها وليس من بري حتى يكون مقبولاً من "المتحفّظين" عليه، وإما عبر الخروج بأفكار جديدة، أو حتى عبر التأسيس لاجتماع "الخماسية" نفسها، وربما عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.
 
إلا أنّ النتيجة لم تكن على قدر هذه الآمال والطموحات إن جاز التعبير، ليبدو اللقاء الثالث بين بري و"الخماسية"، مجرّد "محطة" في جولات "الخماسية" التي لم تنتهِ فصولاً على ما يبدو، وهو ما أوحى به تصريح السفير المصري بعد اللقاء، كما كلام الرئيس بري نفسه، الذي كان واضحًا بقوله إنّ الرئاسة لم تنضج كفاية بعد، في وقت حرصت أوساطه على نفي كلّ ما يحكى عن طلبٍ تلقّاه بالدعوة إلى جلسة "قريبة" لانتخاب رئيس للجمهورية.
 
استنادًا إلى ما تقدّم، يقول العارفون إنّ سفراء "الخماسية" لا يزالون يصطدمون بـ"الحاجز" نفسه وهو أنّ "لا أفكار" في جعبتهم، بعيدًا عن "مبدأ الحوار"، ولذلك فإنّ اللقاء مع بري توخّى بالدرجة الأولى الحصول منه على بعض "الإيضاحات" المتعلقة بالحوار، لنقلها ربما إلى معسكر "المتحفّظين"، من أجل الوصول إلى "حلّ وسط" يسمح بالشروع بهذا الحوار، أو بالحدّ الأدنى، بتوفير "المَخارِج الملائمة" التي تتيح لهذا الحوار أن يبصر النور، بمشاركة الجميع.
 
أفكار تدور حول "الحوار"
 
هكذا، يبدو مرّة أخرى من خلال الانطباعات التي تكوّنت بعد جولة "الخماسية"، التي بات واضحًا أنّها لم تكن "النهائية"، أنّ كلّ الطرق لا تفضي سوى إلى "الحوار"، الذي تدور حوله كل المبادرات وكل الوساطات، لكنّ مشكلته لا تزال قائمة في "الفيتوات المتبادلة" بين المعسكرين المتنازعين، في ظلّ إصرار فريق على رفض حوار يدعو إليه رئيس مجلس النواب، أو اشتراط تخلّي "حزب الله" عن مرشحه سلفًا، وهو ما لا يبدو واردًا في الوقت الحاليّ.
 
وفي السياق نفسه، تدور وفقًا للعارفين، "الأفكار" التي تحدّث عنها الوزير السابق جبران باسيل، من دون أن يفصح عمليًا عن "ماهيّتها" بالمُطلَق، علمًا أنّ ما استوقف كثيرين لم يكن حديثه عن هذه الأفكار بالتحديد، ولا عن "الضمانات" بشأن حضور جلسات انتخاب الرئيس وعدم تطيير النصاب، ولكن في كلامه تحديدًا عن "الترفّع على الشكليات"، ما أثار علامات استفهام حول ما إذا كان يقصد به، الانفتاح على "الحوار"، ولو كان برّي الداعي إليه.
 
وثمّة في هذا السياق من يربط بين موقف باسيل المستجدّ هذا، والذي يبدو أكثر "مرونة" من السابق، وهو الذي لعب دورًا في "تعطيل" مبادرة بري الحواريّة، والانفتاح الذي لاح في أفق العلاقة لا بين باسيل و"حزب الله" فحسب، ولكن بين باسيل وبري أيضًا، خصوصًا بعد انتخابات نقابة المهندسين، والتمديد للمجالس البلدية والاختيارية، ولو أنّ هناك من يعتقد أنّ "المقايضة" تقف عند هذه الحدود، ولا تسري على الملف الرئاسي من قريب أو من بعيد.
 
في النتيجة، قد يختصر كلام رئيس مجلس النواب المعادلة بالفعل، فـ"الرئاسة لم تنضج بعد"، وثمّة من يضيف إلى ذلك، معادلة موازية قوامها أنّ "ظروف الحوار لم تنضج بعد" أيضًا، ولو أنّ قناعة كلّ الأطراف باتت أكثر ميلاً نحو تبنّي منطق أنّ الحوار "شرط ضروري" لإنجاز الاستحقاق، أو بالحدّ الأدنى، "العبور" من مرحلة إلى أخرى، بل إنّ "السجال" بشأنه هو الذي "يقيّد" كل الوساطات، ويفرغ كل المبادرات من مضمونها، وهنا بيت القصيد!
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك