Advertisement

لبنان

هذا جواب "حزب الله" لمن يطالبه بالتخّلي عن سلاحه

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
29-04-2024 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1193199-638499781624711214.jpg
Doc-P-1193199-638499781624711214.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يقول بعض العارفين إنه لو لم يربط "حزب الله" الجبهة الجنوبية بجبهة غزة، مساندةً وإلهاءً، لكان وضع لبنان اليوم أفضل بكثير مما هو عليه حاليًا، ولما كان كل الجهد منصّبًا على التفتيش في عواصم القرار عن الضمانات للحؤول دون الانجرار في حرب واسعة قد تحّول لبنان كله إلى غزة ثانية، بما خلفته حرب إسرائيل عليها من خسائر بشرية ومادية كبيرة، ولكان الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قد استطاع تثبيت ترسيم الحدود البرية كما نجح في الترسيم البحري، الذي لم يكن ليتمّ لولا موافقة أكيدة من قِبل "حارة حريك"، التي أعطت لهذا الترسيم زخمًا وبعدًا غير مسبوقين في تاريخ الصراع اللبناني – الإسرائيلي.
Advertisement
هذا ما تمّ التطرّق إليه في "لقاء معراب" بالتفصيل كوسيلة من وسائل الضغط لكي يقتنع "حزب الله"، كما يقول بعض الذين اجتمعوا في معراب، بأن نزوله اليوم من على شجرة ربط مصير لبنان بمصير قطاع غزة أو بجبهات أخرى هو أسهل بكثير مما لو فكرّ غدًا أن ينزل عنها. فمع مرور الوقت تصبح عملية النزول أو التراجع أكثر صعوبة من ذي قبل. وهذا ما بدأ يلمسه الذين هم على تماس يومي مع مركزية القرار في "حارة حريك"، إذ باتوا يلاحظون أن "حزب الله" بات يتهيّب الموقف، خصوصًا أن ثمة قناعة لدى البعض في القيادة السياسية الحزبية بأن فتح جبهة الجنوب لم تقدّم ما كان مطلوبًا تقديمه لجهة تخفيف الضغط على فلسطينيي لقطاع، وذلك عكس ما يراه آخرون بأن "حرب المساندة والإشغال" كانت ضرورية كخطوة استباقية للحؤول دون قيام إسرائيل بأي حماقة على غرار ما قامت به غداة عملية "طوفان الأقصى".  
ما يسمعه العائدون من الخارج لا يطمئن كثيرًا، خصوصًا أولئك الذين زاروا العاصمة الأميركية. فالكلام الذي يُقال في الغرف المغلقة لا تعكسه تمامًا التصريحات العلنية، والتي تتسم في كثير من الأحيان بطابع ديبلوماسي لا يخلو من إخفاء بعض من الحقائق كقول بعض المسؤولين في الكونغرس الأميركي أن تطبيق القرار 1701 من دون إيجاد حلّ جذري لسلاح "حزب الله" يبقى حبرًا على ورق ومن دون ذي جدوى. فالمطلوب أولًا وأخيرًا إعادة الاستقرار إلى الحدود اللبنانية – الإسرائيلية بما يضمن حلًا متوازنًا لكل من لبنان وإسرائيل، بحيث لا يعود الجيش الإسرائيلي يخترق السيادة اللبنانية، برًّا وبحرًا وجوًّا، فلا تضطرّ "المقاومة الإسلامية" في المقابل للردّ على هذه الاعتداءات.
ويُسأل هؤلاء المسؤولين عن الثمن الذي قد يجعل "حزب الله" التخّلي عن سلاحه، الذي يعتبر أنه لم يكن لينوجد لو لم تكن إسرائيل تتربص بلبنان شرًّا؛ والتاريخ شاهد على هذا الواقع، فيبقى السؤال مشفوعًا بأجوبة غير واضحة. وهذا ما يؤكد أن الموقف هو للميدان، وليس لأي أمر آخر.
قد يكون تطبيق القرار 1701 في الظرف الراهن غير مؤاتٍ وغير متوافرة له الظروف العملية في ضوء استمرار الحرب على غزة فكم بالحري تخّلي "حزب الله" عن سلاحه، وهو الذي يعتبر أنه مستهدف، معنويًا وماديًا، مع ما يعنيه هذا الشعور من الحاجة الملحّة إلى تعزيز ترسانته العسكرية وتقويتها أكثر من أي وقت مضى، وأن أي حديث عن التخّلي عن سلاحه هو حديث لا يصبّ إلا في خانة إضعاف موقفه الدفاعي.
ويُقال لمن يفاتح قيادة "حزب الله" بهذا الموضوع، ولو تلميحًا، "خيطوا بغير هالمسّلة"، وذلك في إشارة واضحة إلى أن موضوع التخّلي عن السلاح أمر غير وارد على الاطلاق إلاّ إذا أراد البعض رؤية الإسرائيليين "يكسدرون" مرّة جديدة في شارع بيروت. وهذا كان جواب وفيق صفا في زيارته لأبو ظبي.    
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك