لم يسجل أي تطور رئاسي جديد في ظل جمود يسيطر على الملف. ووفق معلومات فإن الجهود السياسية والدبلوماسية تجمّدت بانتظار تطورات الجبهة الجنوبية ومفاوضات القاهرة لإعادة إطلاق المساعي الرئاسية، لكون الجميع توصّل الى قناعة بأن الملف الرئاسي بات مرتبطاً بالتطورات الميدانية في الجنوب المرتبطة بدورها بالوضع في غزة، لذلك اكتفى الوسطاء الخارجيون وأصحاب “المساعي الخيرة” الداخليون بتمهيد الأرضية للمرحلة المقبلة فور توقف الحرب في الجنوب وفي غزة، وفق ما ذكرت" الانباء".
وكتبت" النهار": ثمة من ذكر أن سفراء الخماسية قد وجدوا في حراك كتلة الاعتدال خشبة خلاص تحول دون بلوغهم مرحلة إعلان الإخفاق ولا سيما أن ثمة تعقيدات عدة واكبت حراكهم وبرزت في اللقاءات المكثفة التي عقدوها مع كل القوى الممثلة في مجلس النواب ولم يستثنوا منها أحداً على الإطلاق. والمعلوم أيضاً أن ذروة حراك الخماسية تجسدت في اللقاء الذي عقدوه قبل أيام قليلة مع الرئيس بري في عين التينة وهو اللقاء السادس من نوعه منذ أن بدأ سفراء الخماسية حراكهم.
وكالمعتاد ظل الغموض يكتنف طبيعة الحديث والنقاش الذي دار في خلال هذا اللقاء خصوصاً أن سيد عين التينة ظلّ مقيماً عند صمته المبدئي، فيما أتى كلام السفير المصري باسم السفراء الخمسة على هيئة عموميات.
أما عنصر الإثارة الجدّي الذي رشح عن هذه الجلسة فهو ما سُرّب لاحقاً عن "نصيحة "وجّهها هؤلاء السفراء الى الرئيس بري يدعونه فيها الى السير هو ومن معه جدّياً في خيار المرشح الثالث للرئاسة الأولى وهو ما يعني أن عليه أن يبدأ رحلة التخلي عن مرشحه المبدئي المعروف وهو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.
وبحثاً عن معطيات جديدة واعدة في حراكي الخماسية وكتلة الاعتدال من شأنها أن تبدّد الخلاصة المتشائمة وتعزز فرص ملء الشغور سألت "النهار" عضو كتلة الاعتدال النائب سجيع عطية عما إن كان ثمة عنصر إضافي منتظر على هذا الصعيد؟ فأجاب: الحقيقة لا جديد نكشف عنه لدينا منذ آخر لقاءات أجريناها في جولتنا على الكتل النيابية. ومن البديهي أن تكون الأعين الآن شاخصة على النتائج المرتقبة لزيارة وزير الخارجية الفرنسي لبيروت وعواصم في المنطقة، وتحديداً الى الورقة التي أعلن مراراً عن أنه يحملها وتنطوي على عرضين الأول يتصل بتبريد الجبهة الجنوبية المشتعلة والثاني يتصل مباشرة بموضوع ملء الشغور الرئاسي".
أضاف عطية "وبناءً على ذلك نحن ما زلنا ننتظر عقد الجلسة الموعودة بيننا وبين سفراء الخماسية والمقررة مبدئياً في الأسبوع الجاري أي بعد عودة السفير الفرنسي الى بيروت. ونحن بطبيعة الحال يحدونا الأمل بأن يحمل هذا اللقاء الموعود معطيات ووقائع جديدة واعدة من شأنها أن تفتح أبواب الحلول الموصدة أو تؤسّس لمثل هذه الحلول المنشودة".
واستقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد الخير، الذي قال بعد اللقاء: “أكدنا للمفتي أننا مستمرّون بمبادرتنا مع الحرص على المصلحة الوطنية اللبنانية، وإدراكًا منّا أهمية أن يكون هناك فريق وسطيّ من خلال الاصطفافات العمودية التي تحصل بالبلد، ولأننا حرصاء على البقاء على موقفنا الوسطيّ، وعلى التوافق، فهو مرشحُنا الدائم للرئاسة، ولا نرى أيّ حل يمكن أن يؤدي إلى انتخاب رئيس، إلا من خلال التقاء اللبنانيين تحت عنوان “اللقاء التشاوري” الذي هو في صُلب مبادرتنا الرئاسية، ولا يمكن أن يكون لدينا رئيس إلا من خلال توافق اللبنانيين على رئيس له القدرة على نقل لبنان بالمرحلة المقبلة مما هو فيه، مع حكومة كاملة الصلاحيات”.