يشكل ملف النزوح السوري الى لبنان المرتبة الاولى في هذه الفترة ضمن الاهتمامات الحكومية، سعيا لوضع هذا الملف على سكة المعالجة الجذرية وتخفيف تداعياته المباشرة وغير المباشرة على لبنان.
عشيّة وصول الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين إلى بيروت غدا في زيارة رسمية تستمر ساعات، نشطت الدوائر الحكومية المختصة في التحضير للزيارة، حيث من المقرر أن يصل الضيفان الى مطار بيروت صباحا ثم ينتقلان الى السرايا حيث تقام لهما مراسم الاستقبال الرسمية، ثم تجري المحادثات الرسمية التي تختتم بلقاء اعلامي مشترك بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الاوروبية. وسيقتصر اللقاء الاعلامي على تلاوة بيانات مكتوبة.
واعلن المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس في بيان "إن رئيسة المفوضية الأوروبية ستقدم حزمة مساعدات اقتصادية للبنان، وان المناقشات ستركز على التحديات التي يواجهها لبنان حاليا والإصلاحات التي يحتاجها كي ينعم بالاستقرار.
أضاف "ان تنفيذ هذه (الحزمة) تم بمبادرة من الرئيس خريستودوليدس وجمهورية قبرص، وهو دليل عملي على الدور النشط الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في منطقتنا".
وحضر ملف النزوح السوري في السرايا أمس، فاستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري الذي زار قائد الجيش أيضاً، وعرض معه التطوّرات الراهنة والأوضاع بين البلدين والملفات المشتركة، وسبل تسهيل عودة النازحين السوريين.
واستقبل ميقاتي رئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الاتحاد الأوروبيّ السفير فادي حاج علي وبحث معه التحضيرات لزيارة رئيسة المفوضيّة الأوروبيّة أورسولا فونديرلاين الى لبنان.
وقال رئيس الحكومة ردا على سؤال صحافي "ان الحديث تناول مسألتين: الاولى كيفية تفعيل الاتفاق الموقع بين لبنان وسوريا عام 2010 حول السجناء والموقوفين بتهم جزائية وليس سياسية، وقد طرح خوري امكان توقيع اتفاق جديد لكن لبنان ليس في هذا الوارد الآن بل الافادة من الاتفاق القائم. اما الملف الثاني فأوضح الرئيس ميقاتي انه تناول مسألة ضبط الحدود من اجل ضمان نجاح العودة الطوعية، علماً ان السلطات السورية تشكو من عدم ضبط هذه الحدود.
وعما إذا كان هناك توجه لأي زيارة رسمية لمسؤولين لبنانيين الى دمشق لتفعيل خطة العودة الطوعية كونها تحتاج إلى التنسيق مع السلطات السورية، نفى الرئيس ميقاتي وجود اي اقتراحات في هذا الشأن في الوقت الراهن.