Advertisement

لبنان

"حزب الله" على وقع المعارك.. تجميد الخلافات الداخلية!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
11-05-2024 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1198125-638510164632040961.jpg
Doc-P-1198125-638510164632040961.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تراجعت حدّة الكباش السياسي الداخلي في الاسابيع القليلة الماضية على وقع المبادرات الدولية التي تكثّفت بهدف الوصول الى تسوية سريعة في الجنوب وبالتالي إلى وقف إطلاق نار بين "حزب الله" من جهة وإسرائيل من جهة ثانية، لكن الخلاف المتجذر في الحياة السياسية اللبنانية بات اليوم يوحي بأن فكرة "الطلاق" اصبحت متداولة بين فئات المجتمع لأن التراشق الاعلامي والاختلاف الموجود يطال بشكل اوسع جوانب ثقافية وإجتماعية..
Advertisement

لكن "حزب الله" يتعامل اليوم بكثير من الهدوء مع الداخل اللبناني، ويحاول وضع الإنفعال السياسي جانباً، ليس لأنه يركز على المعركة العسكرية التي قد تتوسع إلى حرب شاملة في أي لحظة، بل لأنه يرى مصلحته الاستراتيجية في "تصفير" الخلافات مع الاحزاب والقوى السياسية في الداخل اللبنانية، لكن هذا الهدف يبدو بعيد المدى ولا يمكن تحقيقه، وعليه كان لا بدّ من وضع سياسة مرحلية تساعده في ادارة معركته الحالية سياسياً واعلامياً.

من الواضح أن "حزب الله" لا يريد زيادة حجم الخلاف السياسي الداخلي مع القوى التي يخاصمها بشكل دائم، مثل "القوات اللبنانية" و"الكتائب" وقوى التغيير، اذ عمد إلى إلتزام الصمت في الكثير من الاحداث التي كانت تتناوله بشكل مباشر، وقرر تجاوزها وعدم خوض أي معركة اعلامية لان من مصلحته تخفيف حدة التوتر في الشارع، على اعتبار أن المعركة الحالية تتطلب اكبر نسبة إلتفاف شعبي من مختلف البيئات الطائفية والمناطقية، وقد تحدث تطورات كبرى تساهم في تهجير عدد أكبر من اللبنانيين الى مناطق مختلفة.

كذلك بالنسبة لحلفائه، يعمل الحزب على احتواء اي خلاف او انتقاد من الحلفاء، وهذا ينطبق حرفياً على علاقة الحزب ب"التيار الوطني الحرّ"، اذ تحافظ حارة حريك على علاقة ودية مع التيار وعلى تواصل مستمر مع الرئيس السابق ميشال عون وحتى مع النائب جبران باسيل، وذلك يمنع اي خلاف معه من الوصول الى مرحلة العداء أو أقله يترك هوامش كبرى للقواعد الشعبية للتعامل بشيء من الود، وحتى مع رئيس تيار "التوحيد" وئام وهاب الذي ذهب بعيداً في انتقاد الحزب ومعركته بقي التواصل الودي مستمراً.

حتى ان "حزب الله" يحاول الإستفادة من الظروف الحالية، وتحسين علاقته بالقوى السنّية المختلفة التي تتقاطع معه على دعم غزة، كما يحسن علاقته بشكل عميق مع الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط الذي ابتعد عن المعارضة وبات يمكن الإتفاق معه على اكثر من نقطة خلافية، ما دام هناك تقاطع واضح على القضية المرتبطة بالصراع مع إسرائيل وكيفية إدارة المعركة الحالية، من هنا بات الحزب أكثر قدرة على التقارب مع الافرقاء الذين كانوا حتى الامس القريب خصوما جديين.


يستفيد "حزب الله" من تخفيف التوترات الداخلية في معركته العسكرية، لكنه ايضا يمهد الطريق لتعزيز وضعيته السياسية في اي تسوية مقبلة من خلال استقطاب حلفاء جددا، وزيادة حجة البنية النيابية القريبة منه، هذا كلها سيجعل من حارة حريك اكثر تجذرا في المؤسسات الدستورية ويؤجل اي صدام داخلي...
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك