اعتبر محللون ومسؤولون إسرائيليون أنَّ أي اتفاق مع لبنان لإنهاء المعركة القائمة، سيكونُ هشاً وسيندثر فوراً، مشيرين إلى أنه لا مفر من مواجهة ضد "حزب الله" بهدف إزالة "التهديد" الذي يشكلهُ ضد إسرائيل.
وفي السياق، دعا عضو "الكنيست" عن حزب "الصهيونية الدينية" تسفي سكوت إلى "إحتلال أجزاء من لبنان" وذلك في حال اندلاع مواجهة ضدّ "حزب الله"، معتبراً أنّ "إسرائيل بحاجة لإزالة تهديد الحزب عن حدودها".
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة وترجمهُ "لبنان24"، قال سكوت في حديث عبر راديو "104.5 fm" إنه على إسرائيل أن تستثمر في إزالة تهديد "حزب الله"، وقال: "نحن بحاجة إلى المضي قدماً في الهجوم، وليس التعامل معه عن طريق ضخ الأموال على المزيد من عمليات الإجلاء والمزيد من الملاجئ".
ولفت سكوت إلى أنه في حال استثمرت إسرائيل في الحماية بدلاً من إزالة التهديد، فستكون النتيجة أنه سيتعين عليها حماية البلاد بأكملها، مشيراً إلى أنه كان ينبغي إخلاء المُستوطنات المُحاذية للبنان لأن إسرائيل لم تعمد إلى إزالة تهديد "حزب الله" في السابق، وقال: "طالما كان التهديدُ قائماً، لا يُمكننا أن نسمح بإلحاق الأذى بالسكان. لو كانت إسرائيل قد تعاملت مع خطر حزب الله وتهديداته طوال السنوات الماضية، لما كان علينا إجلاء السكان".
واعتبر سكوت أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان عام 2000، تحوّل الأخير إلى دولة تهدد إسرائيل بأكملها، وقال: نحنُ بحاجة لزيادة الهجوم. لدينا عددٌ كبير جدًا من أدوات النفوذ داخل الحكومة، ونعم، تحتاج دولة إسرائيل إلى خوض حرب ضد حزب الله لإزالة هذا التهديد ولا توجد طريقة أخرى. الأمر هذا لن يحدث عبر الإتفاق، كما أن حزب الله لن ينحل من تلقاء نفسها. نحن بحاجة إلى المواجهة، وإذا كان علينا أن نأخذ أراضٍ من لبنان، فسنفعل ذلك".
وختم: "أي شيء من شأنه أن يكسر قوة حزب الله ويبعده عدة أمتار عن المدن هو ما يتعين علينا القيام به".
بدوره، تحدث القائد السابق لهيئة الأركان المشتركة، اللواء غيرشون هكوهين، عن واقع الحرب مع "حزب الله"، وقال: "من الواضح أن حزب الله وحركة حماس يشعران بأن إسرائيل تتعرض لضغوط دولية شديدة. إنهما متشجعان للغاية بما يحدث في الجامعات في الولايات المتحدة لناحية المطالبة بإنهاء حرب غزة، كما أنهما يهتمان كثيراً بالحملات التي تأتي ضد إسرائيل".
ويقترح هاكوهين على سكان إسرائيل التركيز على الوحدة، وقال: "علينا أن نثبت أن شعب إسرائيل متحدٌ وليس خيوط عنكبوت. يجب أن يكون جهدنا الأكبر هو توحيد صفوفنا، وليس تقسيمها".
وأكمل: "حتى لو تم التوصل إلى تسوية ما على الساحة اللبنانية، فإنها ستكونُ مؤقتة وهشّة للغاية. حزب الله قويٌّ ومستعد لمواصلة القتال متى ما أراد، فهو يملك الإمكانات. من ناحية أخرى، فإنّ الجيش الإسرائيلي ملزم بتعلم كيفية هزيمة حزب الله. هناك صراع كبير هنا مع نظام تديره إيران".
وختم: "حتى لو توصلنا إلى وقف لإطلاق النار في غزة ومع لبنان، فسيكون ذلك بمثابة نهاية لحملة واحدة، وأمامنا المزيد من الحملات".