كتب ميشال نصر في" الديار": مصدر لبناني متابع زار واشنطن منذ ايام، عاد باجواء اميركية غير مشجعة، حيث خلص من لقاء جمعه بالوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، تم فيه مناقشة الوضع اللبناني بالتفصيل، الى مجموعة من النقاط ابرزها:
- اتفاق الطائف وما لحق به من تعديلات من خلال الممارسة، وآخرها تعديلات الدوحة التي اقرت المثالثة المبطنة، انتهت صلاحيتها، خصوصا ان الاتفاق بروحيته الاساسية لم يطبق نتيجة ظروف كثيرة داخلية ومحلية، افضت الى ما افضت اليه من انهيار للمؤسسات الدستورية وعقم في النظام اودى الى تعطيل الاستحقاقات الدستورية، حيث باتت القاعدة الحاكمة هي التعديل على قياس الاشخاص من جهة، ومن جهة ثانية سمح "لطبقة العسكرة" من الامساك بالسلطة، وهو خيار ثبت عقمه اذ ادى الى تحكم الفساد بالادارة، وقيام "مافيا سلطوية" خدمت اطراف سياسية بدل العمل على قيام الدولة.
- الطريق الوحيد لابقاء القرار 1701نافذ المفعول، والانتقال من مرحلة "توقف العمليات العدائية" الى "وقف دائم لاطلاق النار"، لا يمكن ان يكون الا في حال العودة الى روحية هذا القرار ومحاضر المفاوضات، بعيدا عن اللغة العربية ومفرداتها، التي صيغت لاضفاء طابع ديبلوماسي على القرار يومذاك برغبة دولية، والا فان الامور ذاهبة نحو تعديلات جذرية على صيغته ان لم يكن تطييره.
وفي هذا الاطار، يؤكد المصدر على ان ما ورد في الورقة الفرنسية لجهة حرية حركة القوات الدولية، وسحب حزب الله لمقاتليه غير الجنوبيين، وتفكيك قواعده ومراكزه العسكرية وتسليم خرائط الانفاق، توازيا مع انسحابه لما بعد شمال الليطاني، هي مطلب اميركي، حيث تقف واشنطن الى جانب "تل ابيب" وتدعمها في اي خطوة تصب في هذا الاتجاه سواء كانت ديبلوماسية او عسكرية اذا فرضت الظروف ذلك، كاشفا عن ان ثمة اشارات ايجابية في خصوص ذلك جار العمل عليه، قد تبصر النور قريبا.
الآن
- في ما خص الملف الرئاسي، رأى المصدر، ان واشنطن تملك تصورا كاملا لهذا الملف، ولديها رؤية واضحة تتفق حولها مع المملكة العربية السعودية، ومع الصرح البطريركي في بكركي، تتمحور حول مجموعة من المسلمات المطلوبة من الرئيس المقبل، والتي على اساسها تم وضع لائحة بمجموعة من الاسماء، تجري غربلتها، مؤكدا ان واشنطن غير مستعجلة على اجراء انتخابات كيفما كان، فهي لن تسمح بتكرار التجارب السابقة.
واعتبر المصدر، ان خطورة الرؤية الاميركية الجديدة، تكمن في التوحد الديموقراطي والجمهوري حولها، حيث يرى احد ابرز الصقور الجمهوريين ان عهد اوباما في السلطة اوصل حزب الله الى الامساك بالسلطات الدستورية في لبنان، معتبرا ان خروج بايدن اليوم سيخرج معه حارة حريك وسيحرر لبنان من قبضة الحزب، لان توجه الادارة الجمهورية المقبلة واضح في ما خص لبنان، اذ لن يكون لواشنطن شريك فيه، فبيروت كما كانت شريكا استراتيجيا في الحرب على الارهاب، هي ضرورية واساسية للامن القومي الاميركي، حيث لم يفقد لبنان اهمية دوره الجغرافي رغم كل ما يقال.
- وحول ملف النازحين، اكد المصدر ان الموضوع اكبر من لبنان، وهو مرتبط بانجاز تسوية سورية كاملة، ابعد من الاتفاق على نظام سياسي جديد، حيث ان موسكو تستعمل ورقة النزوح السوري بشكل عام كورقة ابتزاز تجاه الغرب ودول الخليج، وهو احد الاسباب الذي ادى الى الجفاء مع الرياض بعد فترة من التقارب. من هنا، يوصي المعنيون في العاصمة الاميركية بضرورة اتخاذ الجانب اللبناني بعض الاجراءات التنظيمية المحلية، التي تخفف من اعباء هذا النزوح، المبالغ باعداده الفعلية.