ردّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، اليوم الإثنين، على تهديد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه لدى تل أبيب خططاً مفصلة ومفاجئة لإعادة الأمن إلى منطقة شمال إسرائيل المحاذية للبنان.
وفي كلمة له خلال خلال الحفل التأبيني للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورفاقه، قال نصرالله: "فاجأتكم غزة وفرقة بكاملها انهارت وجيش النخبة انهار. كذلك، فاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 تشرين، وحزب الله بادر إلى فتح الجبهة، وفاجأكم اليمن، وعندما قصفتم القنصلية الايرانية بدمشق فاجأتكم الجمهورية الإسلامية بوعدها الصادق.. ونحن من يحق له أن يتحدث عن مفاجآت".
وتابع: على العدو أن ينتظر منا الكثير من المفاجآت.. دائماً كُنا واضحين عندما نذهب إلى معركة، فإننا نذهب بعناوين وأهداف واضحة، وقلنا أن الهدف الأول مساندة غزة، والهدف الثاني منع أي عدوان استباقي للعدو على لبنان".
وأردف: "يجب على العدو أن ينتظر منا المفاجأت وندرس كل سيناريوهاتكم ولا خداعكم ينطلي ولا ضغوط اسيادكم في العالم تنفع وهذه المقاومة ستستمر".
وأكمل "من مظاهر الفشل الإسرائيلي أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تبرأ من الأجهزة الأمنية والعسكرية وكشف ظهرها"، وقال: "واضح أن نتنياهو تبرّأ من الأجهزة الأمنية في الكيان وذلك خلال الحرب، وقال إنهم لم يقدموا له تقييمات صحيحة حول التهديدات من غزة. إذا أراد نتنياهو أن يكمل عدوانه سوف يذهب إلى الهاوية والكارثة".
وتابع: "مئات عائلات الجنود في إسرائيل ومئات أساتذة الجامعات والنخب يطالبون بوقف الحرب، وهذا ما سيزيد الضغط على حكومة العدو، ونتنياهو ذاهب نحو حائط مسدود ويأخذ الجبهة المقابلة إلى نصر تاريخي ومؤزر".
وفي سياق خطابه، تناول نصرالله تطورات معركة طوفان الأقصى، وقال: "اليوم ونحن في الشهر الثامن من الحرب على غزة، الإسرائيليون أنفسهم في السلطة والمعارضة كلّهم يجمعون على أن ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل، والعدو يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترف بالعجز والفشل".
وأضاف: "لم يستطع العدو تحقيق أي هدف من أهدافه، واعترف بذلك رئيس المجلس الأمن القومي في الكيان، ومن أهم ما يعاني منه المسؤولين في الكيان اعتراف بعض الدول الأوروبية بفلسطين، وهذا الاعتراف هو خسارة استراتيجية للكيان الصهيوني وهذا من نتائج طوفان الأقصى وما بعد طوفان الأقصى".
وتابع: "الدولة الفلسطينية التي يرفضها المسؤولون في كيان العدو يرون فيها تهديدًا وجوديًا لهذا الكيان، ومن نتائج طوفان الأقصى وثبات المقاومة وصمودها أن إسرائيل اليوم أمام المحكمة الجنائية بعد طلبها إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو وغالانت".
وفي سياق متصل، توجه السيد نصرالله بالشكر إلى أساتذة وطلاب الجامعات في كل أنحاء العالم، وما يحركهم هو المشاعر الإنسانية"، مضيفاً: "المظاهرات في جامعات العالم وأمس أمام الكونغرس الأميركي تبيّن حجم المشاعر الإنسانية التي استنهضها طوفان الأقصى في كل العالم".
وسأل: "من كان يصدّق أنّه سيأتي الوقت بأن تطلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين صهاينة؟، وهذا من نتائج طوفان الأقصى"، لافتًا إلى أن "إسرائيل لم تحترم يومًا قرارًا دوليًا، فقد شنّت أعنف الغارات على رفح بعد قرار محكمة العدل الدولية".
وعن مناسبة رحيل رئيسي وعبداللهيان ورفاقهما، قال نصرالله: "في أيام عيد المقاومة والتحرير، حصلت الحادثة الأليمة، ودخلنا في أجواء الحزن والفقد، وقررنا ألا نقيم احتفالات كما كانت تجري العادة لأن طابعها هو طابع الفرح ونحن في أيام مصاب وحزن"، مباركا ل"كل الشعب اللبناني ولكل الأحرار في المنطقة والعالم بعيد المقاومة والتحرير".
وتابع: "نتقدم بالعزاء مجددا بهؤلاء الأعزاء الكرام الذين استشهدوا في حادثة الطائرة في إيران، ويجب ان ننظر الى الرئيس رئيسي كقدوة في كل المواقع تولى فيها المسؤولية"، وقال: "رأيناه خادما لشعبه، وقدم تجربة راقية خلال رئاسته والشهيد رئيسي هو الفقيه والعالم والمجتهد والمؤمن والمتواضع والشجاع جدا في مواجهة المنافقين والأعداء والمؤمن بالمقاومة وبمشروعها والمطيع جدًا لقائده السيد الإمام علي الخامنئي".
أضاف: "من اهم التحديات التي قد يواجهها الرئيس في ايران هي في ما يخص الوضع الاقتصادي والوضع السياسي والسياسة الخارجية، وكلا التحديين يعودان إلى أن ايران منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 تواجه الكثير من الاخطار والتحديات حيث عانت من الحصار الاقتصادي والعقوبات والحرب المفروضة".
وأوضح أنه "عندما يتحمّل أي رئيس جمهورية في إيران المسؤولية سيجد أمامه ملفات كبيرة جدا من بينها الملفات الاقتصادية والمعيشية والعملة الصعبة والغلاء والسياسة الخارجية وهذه من نتائج العقوبات والحصار".
ولفت نصرالله الى أنه "في عهد الشهيد رئيسي تم الحفاظ على العلاقات مع الشرق، والحفاظ على العلاقات مع الغرب ضمن مستوى معين" وعندما تولى الشهيد رئيسي رئاسة الجمهورية عمل من خلال موقع الرئاسة على مساندة حركات المقاومة ودعمها بشكل واضح وعلني على كل صعيد، وكان التزام رئيسي عاليا وكبيرا في هذا الصد، وكان لديه إيمان كبير بالقضية الفلسطينية والمقاومة وحركات المقاومة وكان لديه عداء شديد للصهاينة".
وأشار الى ان "وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبداللهيان، كان شديد الحب للبنان وفلسطين وحركات المقاومة، وهذه ميزة في شخصيته، ولم نر من الشهيدين رئيسي وعبداللهيان إلا كل الخير والعون والسند والحب والإحتضان ونشكرهما على ذلك كثيرا".
واعتبر أنَّ "مشهد تشييع الشهداء الأبرار بدءا من تبريز إلى قم وصولًا إلى طهران ومشهد، إلى جانب التشييع الفردي للشهداء، شكّلت مشاهد ضخمة ومليونية، وهذه الجنازة كانت ثالث أكبر جنازة في تاريخ البشرية بعد تشييع الإمام الخميني والشهيد قاسم سليماني".
واضاف: "اما مشهد تشييع رئيسي ورفاقه رسالة يجب ان تُطمئن كل المحبين خارج ايران الذين يقلقون بسرعة، كما أنها رسالة للعدو الذي فرض الحروب على إيران والعقوبات والحصار، ومع ذلك بقيت إيران قوة صامدة وتكبر وتتطور ويعلو شأنها في العالم على كل الاصعدة".