أيام ويبدأ فصل الصيف "رسميا" ومعه تتلألأ أمواج البحر وتتكسر على صخور ورمال مدينة الحرف جبيل، فيما الاستعدادات لـ"مهرجانات بيبلوس" أمواجها لا تهدأ واللمسات في نهاياتها، وجبيل بناسها وأرضها كما بحرها باتت جاهزة لاستقبال عشاقها. هي الساحرة المشعة على شاطئ المتوسط العريق والشامخة بقلعتها العنيدة تصارع الواقع الاليم، وتصمد كما تصارع الموج والرياح.
تتوفر اليوم في جبيل كلّ وسائل الراحة والترفيه وفي المجالات كافة، وما يميز هذا الموسم هو التحدي الذي يواجه المنظمين، ففيما البلد يعاني من الازمات وفيما طبول الحرب تقرع، أعّدت لجنة "مهرجانات بيبلوس الدوليّة" برنامجاً منوَّعاً وحافلا لهذا الصيف وعقدت مؤتمراً صحافياً في أحد فنادق جبيل، معلنة عن 6 حفلات ستضج بها جبيل، تبدأ في 18 تموز وتنتهي في 27 منه.
ويشير رئيس لجنة المهرجانات المحامي رافاييل صفير الى أن "الصيف واعد على ما يبدو، مع مهرجانات وحفلات يُعلن عنها تباعاً".
وقال :إن مهرجان هذه السنة يحمل عنوانين: "الأول الإصرار والمثابرة والصمود في ظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية غاية في الصعوبة"، أما العنوان الثاني فهو تحقيق التوازن المالي في غياب أي مساهمة، وذلك بالتعاون للمرة الأولى مع منصة "أنغامي" ممثلة بكميل أبي خليل.
برنامج الأمسيات
"مهرجانات بيبلوس الدولية" تنطلق الخميس 18 تموز مع احتفال فني ضخم، والجمهور مدعو لمشاهدة العرض الكبير - في نسخة خاصة لبيبلوس Le Grand Spectacle - Byblos Edition للمؤلف الموسيقي اللبناني طوني مخول الذي سجل من خلال مؤلفاته نقلة نوعية في عالم الموسيقى والعروض الفنية ويشارك في هذا العرض حوالي مئة فنان على خشبة المسرح بين موسيقي وراقص ومغني على وقع الأوركسترا الفيلهارمونية، وعلى موسيقى واغاني كلها من تأليف وتلحين وتوزيع طوني مخول.
أما الحفل الثاني في بيبلوس، فسيكون للفرقة المصرية الشهيرة التي تزور لبنان للمرة الأولى "كايروكي"، وتقدم حفلاً واحداً يوم الجمعة 19 تموز. وفرقة الروك التي تشكّلت عام 2003 لقيت نجاحاً كبيراً، وهي تُصدر ألبوماتها رغم صغر سن أعضائها، الذين كانوا أصدقاء طفولة، واستمروا معاً. وهم أمير عيد (عازف رئيسي)، وشريف هواري (غيتار)، وتامر هاشم (طبلة)، وشريف مصطفى (كيبورد)، وآدم الألفي (غيتار باس). وأشهر أغنيات الفرقة "صوت الحرية"، التي تزامن صدورها مع ثورة 25 كانون الثاني.
يحيي الحفلة الثالثة عازف البيانو اللبناني الموهوب، ميشال فاضل، وذلك يوم 21 تموز، يليها حفل يوم 26 تموز لنانسي عجرم، وهي المرة الأولى التي تحيي فيها عجرم حفلاً في أحد المهرجانات الصيفية الكبيرة خارج بيروت.
وبعدها بيومٍ، حفل للمؤلف والعازف الموسيقي الذي يتنقل بين الغيتار والساكسوفون والكيبورد والدرامز، ويمزج بين الإلكتروني والتقليدي، المصري الكندي المقيم في مونتريال "أش". وأضيف على برنامج المهرجان، نجم كل المهرجانات الصيفية العازف الموسيقي المحبوب غي مانوكيان، حيث سيحيي حفلاً يحددّ موعده لاحقاً.
وزير السياحة: نحن نقاوم الموت بالحياة
واعتبر وزير السياحة وليد نصار في كلمته ان "هذه المهرجانات هي نوع من انواع الصمود، فنحن نقاوم الموت بالحياة والبؤس بالفرح، وهذه هي ثقافتنا التي نتميز بها على اختلاف طوائفنا وانتماءاتنا السياسية على كافة الاراضي اللبنانية"، مؤكدا ان "جبيل هي مدينة الحرف وعاصمة السياحة العربية للعام 2016 واكبر من الجميع".
ولفت الى ان "بيت الدين اعتذرت وحدها عن عدم اقامة مهرجاناتها لهذا الصيف، واكد ان "مدينة بعلبك لم تعتذر حتى اليوم عن عدم اقامة مهرجانها السياحي لهذا الصيف بإنتظار الوضع الامني، وستقام مهرجانات في صور وصيدا واهمج، جونية وزحلة والبترون واهدن والقبيات"، مشيرا الى انه "وقع اكثر من 120 احتفالية لهذا الصيف وهذه اشارة جيدة لان يكون موسم الصيف مزدهرا".
الى ذلك، شرح نصّار أن وزارة السياحة تبلغ ميزانيتها السنوية 0.03 في المائة من الموازنة العامة، لذلك لا تستطيع أن تدعم المهرجانات مادياً بطريقة مباشرة، لكنها تدعم بطريقة غير مباشرة مع القطاع الخاص الذي هو شريك أساسي في كل النشاطات التي تقام على الأراضي اللبنانية.
ان أغلبية لجان المهرجانات التي لم تعلم مصير برامجها بعد، تنتظر على وقع طبول الحرب، فهناك حقاً من يريد أن يتحدّى الموت بالموسيقى..