بعد ايام من خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في الكونغرس، بدأت الاتجاهات العامة للخطاب والاهداف منه تظهر للعلن، اذ من الواضح ان الرجل لا يتجه الى إيقاف الحرب بل يسعى الى الحصول على مزيدٍ من الوقت من اجل الاستفادة من الادارة الاميركية الجديدة التي يتوقع نتنياهو ان يكون الرئيس السابق دونالد ترامب على رأسها، لذلك فإن عودته من واشنطن ستكون مؤشرا فعليا على التصعيد او اقله على استمرار مسار المعارك الحاصلة في المنطقة خلال الاشهر المقبلة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن إستمرار نتنياهو في الحرب العسكرية حتى ضمن النسق الحالي، سيؤدي الى إنفجار تصعيدي كبير، لان حلفاء حماس لن يقبلوا بأن يبقى الضغط على اسرائيل ضمن المستوى الحالي بل سيذهبون الى التصعيد الكبير وزيادة العمليات العسكرية كماً ونوعاً، وعليه فإن جبهة لبنان وجبهة اليمن ستكونان مرشحتين لمزيد من التسخين خلال ايام وقد بدأت مؤشرات ذلك تظهر في اكثر من اسلوب، ان كان عبر استخدام انواع اسلحة جديدة او فتح مسارات لاشتباك من نوع آخر.
وترى المصادر أن تأخير الردّ اليمني لا يرتبط فقط بالتحضيرات اليمنية الميدانية والعسكرية، بل ان صنعاء كانت تنتظر خطاب نتنياهو وزيارته الى واشنطن، لان الامر متصل بالمفاوضات الحاصلة وما اذا كان رئيس الحكومة الاسرائيلية سيسقط المفاوضات او سيعوّمها، لذا فإن المرجح خلال الآتي من الايام هو فتح باب التصعيد بالتوازي مع انتهاء معركة رفح واقتراب الردّ اليمني الذي قد يكون أكبر من المتوقع، لان المصلحة باتت تقتضي الذهاب في التصعيد بعيداً.
وتشير المصادر إلى أن قيام "حزب الله" بالتصعيد النوعي عبر اطلاق صواريخ مضادة للطائرات الحربية بشكل يومي ولأكثر من مرّة يوحي بأن هناك قرارا قد اتخذ بإسقاط طائرة "أف 16"الاسرائيلية، الامر الذي قد يوصل المعركة في لبنان الى مستويات خطيرة، لان اسقاط اي طائرة حربية اسرائيلية يعتبر خطاً احمر اسرائيلياً لا تسمح تل ابيب بتجاوزه، وعليه فإن الرد سيكون كبيراً وقد يؤدي الى تدحرج يسعى اليه الطرفان هذه المرة، اذ لم يعد نتنياهو وحده الراغب بالتصعيد في مرحلة الانتخابات الاميركية.
وتقول المصادر ان "المحور" لن ينتظر وصول ترامب الى البيت الأبيض لان المبادرة ستصبح حينها بيد نتنياهو بالكامل، لذا فإن الفرصة الفعلية تكمن في ايصال الضغط على اسرائيل الى مرحلة تجعلها غير قادرة على انتظار تسلم الادارة الجديدة في الولايات المتحدة، من هنا سيكون التصعيد ضرورة لوقف الحرب بشكل كامل وسريع، ولا يخدم فقط المفاوضات الحاصلة خلال هذه المرحلة والتي بدأت تأخذ مساراً سلبياً سيظهر في الايام القليلة المقبلة في ظل تصعيد الجبهات المساندة لحراكها واشتباكها العسكري، والذي من المتوقع الا تكون الولايات المتحدة محيّدة عنه..
مرحلة صعبة ستفصل المنطقة عن الانتخابات الرئاسية الاميركية والتي باتت الحرب في غزة والمنطقة تشكل احدى اهم العناوين المؤثرة فيها. اذاً سيكون التصعيد العسكري سمة الايام المقبلة بالتوازي مع محاولات جدية للوصول الى تسوية تحافظ فيها حماس على نقاط قوتها وعلى نفوذها في قطاع غزة، لكن في حال فشلت هذه المحاولات ستكون المنطقة امام احتمالات الانفجار الكبير.