على عكس المسار الرياضي الخالص، شهدت المشاركة النسائية في نسخة أولمبياد باريس 2024 الجارية حاليًا عدة أحداث جدلية وعنصرية عانت منها البعثات العربية تحديدا، فما هي أبرزها؟
يمنى عياد
أثارت الملاكمة المصرية يمنى عياد ضجة كبيرة في الأولمبياد بعد استبعادها دون خوض أي مباراة، بسبب زيادة وزنها وتخطيها وزن منافساتها 54 كجم.
وأثار رد فعل رئيس اتحاد الملاكمة المصري عبد العزيز غنيم على استبعاد عياد، جدلا واسعا، لعدم قدرته على تحديد المسؤول عن حرمان مصر من مشاركة تاريخية أولى في الملاكمة.
وقال غنيم في تصريحات تلفزيونية بأن "يمنى أجرت تدريبات ضبط الوزن ولم يكن معها أحد، وكان من الضروري أن ترتدي ملابس خفيفة".
وأكد أنها أرسلت بعدها صورة الميزان وكان مضبوطا عند 54 كجم، ثم جاءت المفاجأة بعد استيقاظها في اليوم التالي بزيادة وزنها 700 غرام.
ثم كشفت اللجنة الأولمبية المصرية في بيان أن عياد جاءت إلى باريس بوزن زائد، نجحت لاحقا في خفضه، عبر برنامج خاص، "لكنها فوجئت بتغيرات فسيولوجية وهرمونية أدت إلى ذلك".
ندى حافظ
ودعت المصرية ندى حافظ لاعبة السلاح المنافسات الأولمبية بالخسارة أمام بطلة كوريا الجنوبية جيون هايونج في دور الـ16.
لاحقا تفجرت مفاجأة مدوية بإعلان حافظ أنها شاركت في الأولمبياد وهي حامل في شهرها السابع.
وكتبت عبر إنستغرام إن 3 أشخاص حضروا تلك المباراة وليس اثنين "أنا ومنافستي وطفلي الصغير الذي لم يأت بعد إلى عالمنا".
وأضافت: "واجهت أنا وطفلي الصغير نصيبنا العادل من التحديات، سواء كانت جسدية أو عاطفية".
وأكدت صعوبة فترة الحمل "لكن الاضطرار إلى الكفاح للحفاظ على التوازن بين الحياة والرياضة لم يكن أقل إرهاقا، لكنه يستحق".
وتبانت الآراء حول قرار ندي، بين من اعتبرها مثالا للقوة والتحدي، ومن رآها خاطرت بنفسها وقللت من حظوظها في التنافس.
إيمان خليف
تعد نجمة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف (وزن أقل من 66 كجم) حديث الساعة بعد حملة "التنمر" الحادة ضدها من شخصيات سياسية وعامة على مستوى العالم، بعد نزالها الأول في الأولمبياد حيث اجتازت الإيطالية أنجيلا كاريني التي انسحبت بعد 46 ثانية إثر تلقيها لكمة قوية.
ورفضت كاريني بعدها مصافحة خليف وهاجمتها بتصريحات عنصرية.
وتعرضت إيمان لحملة عنيفة إذ اتهمتها وسائل إعلام وشخصيات عالمية بأنها رجل.
وتم تصعيد الأمر بهجوم من جانب رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني التي وصفت المنازلة بغير العادلة.
وأثارت الحملة الشرسة ضد إيمان خليف رد فعل مضاد بقيادة توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الذي دعم نجمة الجزائر أمس السبت.
ودافع باخ عن خليف وكذلك عن الملاكمة التايونانية لين يو تينج مهاجما خطاب الكراهية والعنصرية التي تعرضتا له وأكد أن ما حدث "غير مقبول على الإطلاق".
وشدد: "لا يوجد أي شك أبدا في كونهما سيدتين. ما نراه الآن أن البعض يريد تبني نظريات وتعريفات مختلفة عما هي المرأة حقا".
وتابع: "يمكنني فقط أن أدعوهم للتوصل إلى قاعدة علمية لتعريف جديد لمن هي المرأة، وكيف أن الشخص الذي يولد وينشأ ويحمل جواز سفر كامرأة، لا يمكن اعتباره امرأة!".
وهنأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إيمان عقب بلوغها نصف النهائي عبر موقع إكس: "مبروك التأهل، لقد شرّفتِ الجزائر والمرأة الجزائرية والملاكمة الجزائرية".
وأكد: "سنقف إلى جانبك مهما كانت نتائجك. بالتوفيق في الدورين القادمين. وإلى الأمام".
كما دعم الاتحاد الجزائري لكرة القدم "فاف" إيمات بنشر صورة لها عبر حسابه في فيسبوك، معلقا: "الاتحاد الجزائري لكرة القدم يساند ويدعم بطلتنا إيمان خليف".
بالتوازي، كان رد إيمان قويا في الحلبة وعبرت لنصف النهائي بالفوز على منافستها المجرية بـ3 جولات دون رد بإجماع الحكام.
بذلك ضمنت إيمان خليف ميدالية برونزية على الأقل للملاكمة الجزائرية، وهو إنجاز لم يتحقق منذ 24 عامًا.
مروة عبد الهادي ودعاء الغباشي
ضرب الجدل أزياء الرياضيين المشاركين في أولمبياد باريس، بعدما حظرت فرنسا على لاعباتها ارتداء الحجاب، وأكدت وزيرة الرياضة إميلي أوديا كاستيرا أن هذه خطوة للمساعدة "في احترام المبادئ التي تسود البلاد".
وفي الساعات القليلة الماضية ظهر ثنائي المنتخب المصري للكرة الطائرة الشاطئية بملابس كاملة في الأولمبياد.
وقالت دعاء الغباشي لصحيفة إكسبريسن: "أريد أن ألعب بحجابي وهي تريد أن تلعب ببكيني. كل شيء على ما يرام".
وتابعت: "إذا كنتِ تريدين أن تكوني عارية أو بالحجاب، فقط عليكم احترام جميع الثقافات والأديان المختلفة". (كووورة)