ويقول التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنّ "حادثة مجدل شمس التي أدت إلى مقتل 12 طفلاً، وضعت إسرائيل في وضعٍ مُريح لتصعيد هجماتها ضد حزب الله ولو مؤقتاً، من أجل تسديد ضربات إليه"، وأردف: "على هذا الأساس، تمكّنت إسرائيل من اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، العقل الإستراتيجيّ وراء الأنشطة العسكرية لحزب الله".
وتابع: "لكن، بعيداً عن ساحة المعركة، ولم تستفد إسرائيل من المكاسب الدبلوماسية التي كان من الممكن أن تجنيها بعد مجزرة مجدل شمس، وهي مكاسب كان من الممكن أن تستغلها في ساحة الحرب، وعلى حساب حزب الله ولبنان".
وأضاف: "كان من الممكن أن يؤدي النشاط الدبلوماسي الشامل بشأن حادثة مجدل شمس إلى الإضرار بصورة أمين عام حزب الله حسن نصرالله أيضاً. فعلياً، فإن أمين عام الحزب يتمتع بصورة الصادق، لكنه لم يقُل الحقيقة بشأن حادثة مجدل شمس خلال خطابه في ذكرى مرور أسبوع على اغتيال شكر. لقد نفى نصرالله مسؤولية منظمته عن الحادث كما كذّب ادعاء إسرائيل بأن حزب الله هو المسؤول عن الكارثة".
وتابع: "وفقاً لنصرالله، فإن التحقيق الداخلي الذي أجرته منظمته كشف أن إسرائيل تخفي عن عائلات القتلى أن أطفالهم قتلوا بالفعل بواسطة صاروخ اعتراضي وليس صاروخ حزب الله. وفي محاولة لإعطاء نفسه وتنظيمه صورة صالحة، وعد نصرالله بأنه لو كان الحزب قد أخطأ هدفه خلال هجومٍ له، لكان اعتذر واعترفَ بذلك".
وأشار التقرير إلى أنَّ "المعلومات الاستخبارية التي بحوزة إسرائيل لا تترك مجالاً للشك في مسؤولية حزب الله عن كارثة مجدل شمس. لقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيحاي أدرعي، في يوم المجزرة أن القائد الميداني في حزب الله الذي وجه إطلاق النار على مجدل شمس هو علي محمد يحيى".
مع هذا، فقد ذكّر التقرير بالتصريحات الإسرائيلية التي أشارت إلى أن "الصاروخ الذي ضرب مجدل شمس هو من نوع فلق-1 المصنوع في إيران وهو مملوك من حزب الله فقط"، وأضاف: "بعد ساعاتٍ قليلة من الحادثة، أعلن البيت الأبيض أيضاً أنَّ حزب الله هو من نفذ عملية إطلاق الصاروخ على مجدل شمس. ورغم الدعم الأميركي والنتائج القاطعة التي بين يدي واشنطن، أضاعت إسرائيل فرصة ذهبية للدعوة إلى مناقشة عاجلة في الأمم المتحدة بشأن الحادثة".
وأردف: "الأمر الأكثر من ذلك هو أن هناك تقارير تحدثت عن أنَّ تحقيقات قوات اليونيفيل في لبنان، توصلت إلى أن حزب الله هو من أطلق الصاروخ على ملعب كرة القدم في مجدل شمس، وأن المنظمة اختارت على ما يبدو إخفاء هذه المعلومات خوفاً من الانتقام من قبل حزب الله. هنا، فإن هذه الخشية برزت في ردّ أصدرته اليونيفيل إثر تلك التقارير ويفيد بأن القوات الدولية لا تستطيع تحديد المسؤول عن هجوم مجدل شمس لأن هذه المنطقة تقع خارج نطاق عملياتها ونشاطها".
ووفقاً للتقرير، يشكل المجال الدبلوماسي عنصراً مهماً في حرب إسرائيل، وأضاف: "كان ينبغي على تل أبيب أن تستفيد من كارثة مجدل شمس لإعطاء أقصى قدر من النفوذ لجهودها القتالية في لبنان. أولاً، كان عليها أن تتحرك أمام الولايات المتحدة لطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن في محاولة لإدانة حزب الله ودولة لبنان".
وأكمل: "ثانياً، كان ينبغي لإسرائيل أن تغتنم الفرصة لجعل المعلومات حول الوضع الصعب في الشمال في متناول جميع الموظفين الدبلوماسيين في البلاد، وإغراق شبكات التلفزيون الأجنبية بالصور الصعبة، نتيجة الأعمال التي يقوم بها حزب الله في الشمال. كل ذلك هدفه لفت انتباه المجتمع الدولي إلى الواقع الصعب الذي لا يكاد يتم عرضه في وسائل الإعلام الغربية والعالمية".
وتابع: "ليس من المستحيل أنه في إطار حماية مواطنيها من صواريخ حزب الله، فإن التصعيد الحالي سيجبر إسرائيل على الإضرار بالبنية التحتية للدولة اللبنانية وإحداث الفوضى، ليس فقط في منشآت حزب الله".
وأردف: "في الوقت الحاضر، يبدو أن إسرائيل تخلت عن الساحة الدبلوماسية، تاركة إياها في أيدي اللبنانيين، الذين تجرأوا على المطالبة بإجراء تحقيق دولي في مجزرة مجدل شمس".