مما لا شك فيه أن حدة الاشتباكات على الجبهة الجنوبية تراجعت منذ يوم الاحد الماضي، وسط تأكيد مصادر سياسية متابعة أن رقعة المواجهة ستعود إلى ما كانت عليه مع المزيد من الترقب والتعاطي بحذر خاصة وأن إسرائيل تواصل تهديداتها بتوسيع أهداف الحرب، وهذا ما أعلنه وزير الحرب الاسرائيلي معتبراً ان "المهمة في الشمال لم تنته بعد".
وبحسب المعطيات الديبلوماسية، فان المتوقع أن يكون الخريف المقبل "ساخنا بالمفاوضات في اكثر من اتجاه في محاولة لارساء تفاهمات جديدة وحلولا لازمات المنطقة"، مع اشارة المصادر "الى ان هذه المفاوضات ستكون صعبة وشائكة ولكنها ستصل في النهاية الى الاهداف المرسومة لها".
وفي السياق، ترى اوساط سياسية مطلعة على الموقف الأميركي ان هناك ارتياحا اميركياً لعدم انزلاق المواجهة الحاصلة في جنوب لبنان الى حرب واسعة معتبرة ان عدم ادخال اي تعديلات على عمل قوات الطوارئ يشكل عاملاً ايجابيا يفترض ان يأخذه لبنان بعين الاعتبار.
داخليا، تتجه الانظار الى الكلمة المتلفزة التي سيوجهها اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في الذكرى 46 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه ويتطرق فيها الى التطورات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة، ومن بينها رئاسة الجمهورية، حيث سيدعو مجدداً المكونات السياسية إلى المشاركة في حوار برئاسته على أن يفتح بعدها جلسات انتخابية بأكثر من دورة في اليوم على قاعدة "الاثنين، الأربعاء، والجمعة"، وهذا يعني أن رئيس المجلس لن يطرح أي مبادرة جديدة انما سيعاود التأكيد على فكرته التي طرحها للحل منذ أشهر انطلاقا من ان طبيعة التعقيدات والتوازنات في البرلمان والاستعصاء الحاصل يفرضان أن يكون هناك حوار جدي. وفي ما خص الوضع في الجنوب والطروحات التي حملها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، فإن بري سيركز على أن لبنان ملتزم بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701 وان المقاومة لم تتجاوز قواعد الاشتباك وان المطلوب من المجتمع الدولي الضّغط على اسرائيل من اجل الإلتزام بالقرار 1701 ومنعها من الإعتداء على لبنان.
وكان بري استبق الكلمة بتصريح صباح اليوم قال فيه: الدعوة الى انتخاب رئيس قائمة في كل لحظة، وخصوصا أن لبنان في حاجة ملحة الى رئيس للجمهورية أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد.
وعما يحكى عن حراك رئاسي، اكد انه مع اي حراك يفضي الى انفراج رئاسي، وقال: "لا شيء يمنع انتخاب رئيس للجمهورية على الاطلاق، بل ان الظروف التي نمر به، توجب ذلك".
ولفت بري الى "أن مسار الرئاسة معروف، وسبق ان حددته مرات ومرات".
حكوميا، بدأت التحضيرات للجلسات المتتالية التي سيدعو اليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمجلس الوزراء ابتداء من العاشر من الشهر الجاري لدرس واقرار مشروع قانون الموازنة العامة بعدما رفع وزير المال الى الحكومة.
وفي اطار المتابعة الحكومية لملف الكهرباء، وجه رئيس الحكومة كتاباً إلى وزارة الطاقة والمياه - مؤسسة كهرباء لبنان، تناول فيه "التفاوت في التغذية بالتيار الكهربائي وعدم توزيع الإنتاج والطاقة المتوافرة بشكل عادل".
واشار الى ان "الشكاوى اليومية الواردة من المواطنين حول التفاوت في ساعات التغذية بالتيار الكهربائي بين منطقة وأخرى وما يثار حول عدم توزيع الانتاج والطاقة المتوافرة بشكل عادل وعلى أساس المساواة بين المناطق اللبنانية كافة والمستهلكين".
وطلب "بيان كيفية توزيع الطاقة المنتجة في المعامل على المناطق اللبنانية كافة والافادة عن عدد ساعات التغذية تحديدا في كل منطقة وكشف التفاوت في التوزيع وفي ساعات التغذية في حال وجوده والعمل على معالجته بالسرعة الممكنة". كما طلب ايداع المديرية العامة لرئاسة مجلس الوزراء نسخة عن جداول تزويد المرافق العامة الحيوية كالمطار والمرافئ ومحطات ضخ المياه ومحطات الصرف الصحي بالتيار الكهربائي ومدى توفير العدد الكافي من ساعات التغذية لها بشكل يؤمن حسن سير عمل تلك المرافق خدمة للمواطنين وللصالح العام.