مقدمة تلفزيون "المنار"
النبأُ عظيم ..
كعظيمِ الدمِ الذي سالَ من بينِ الجفونِ وطيّاتِ القلوب، هادراً على طريقِ القدس، مختصراً كلَّ مَسافاتِ العمر.. قائداً عظيماً كانَ في حياتِه، وكذلك باستشهادِه، حتى يُحقّقَ بدمِه الغالي النصرَ الابقى – تحريرَ فلسطينَ وزوالَ اسرائيل ..
الامينُ العامُّ لحزبِ الله، قائدُ المقاومةِ سماحةُ السيد حسن نصر الله قائداً عظيماً شهيداً على طريقِ القدس ..
مشَاها طريقاً مباركة، فكانَ اكثرَ الواثقين، وتمنَّى الشهادةَ في سبيلِ الحقِّ والدفاعِ عن المظلوم، فكانَ اكثرَ من استحقَ الشرفَ العظيم . هو القائدُ الالطفُ والشهيدُ الاقدس، كجدِّه الإمامِ الحسينِ كانَ عمرُه عدداً ومَددا، اربعةً وستينَ عاماً من قلبِ الزمان، اَثمرت للامةِ انتصاراتٍ خالدة، ولوطنِنا عزاً ومكانةً ومهابة ..
جميلُ المُحيّا، كريمُ الخِصال، لهُ بأسٌ كبأسِ عمِّه العباس متى اشتدِّ الزِّحام، عرَفَهُ العالمُ رجلاً استثنائياً، وعرَفَه اهلُ المقاومةِ قائداً فذاً، خاضوا معه البحارَ وما تركَهم الا على شاطئِ الامان، ومعَ اشتدادِ الجنونِ والحقدِ الصهيوني والاميركي افتداهُم بدمِه وسيجَ لهم طريقاً جديداً الى الانتصار ..
المصابُ جللٌ والفقدُ عظيمٌ بالقائدِ الفذِّ وثلةٍ من رفاقِه الشهداءِ المبارَكين، واِننا لا نقولُ الا ما يُرضي الله، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين .. ورضاهُ ورضى الشهيدِ العظيمِ استمرارُ المقاومةِ ببأسِها وعنفوانِها ورباطةِ جأشِها وثباتِ اهلِها الاوفياءِ للدمِ الغالي الذي سقاهُم عزاً بعدَ عز ..
ومعَ ضيقِ اللغةِ وعجزِ الكلمات، يبقى الاختصارُ بما قالَه سماحةُ الشهيدِ القائدِ الامين: الجوابُ ما ترَوْنَ لا ما تَسمعون، واِنَّ ما سترونَه عظيم ..
مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
ماذا بعد نصرالله؟
السؤال الأكبر الذي تطرحُه الدول المعنية والمؤثِّرة، وصولًا إلى كل لبناني وفلسطيني وسوري وعراقي ويمني، فالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعلى مدى اثنين وثلاثين عامًا ونصف عام، على رأس حزب الله، بعد اغتيال الأمين العام السيد عباس الموسوي، طبع بصمتَه على مسار الحزب/ وتأثيرَه على الوضع السياسي اللبناني، بشكل مباشر بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005، وعلى الوضع الفلسطيني سواء في لبنان أو في غزة والضفة، وعلى الوضع السوري منذ انطلاق الثورة عام 2011.
نصف مدة وجوده على رأس قيادة حزب الله، وأكثر، قرابة الثمانية عشر عامًا، منذ العام 2006 إلى أمس، أمضاها متواريًا تحت الأرض، ولم يكن يُطل إلا نادرًا، لأنه كان الهدف الرقم واحد على لائحة الاغتيالات الاسرائيلية.
بعد ثمانية عشر عامًا من التواري، نجحت إسرائيل في اغتياله، في توقيت هو الأكثر قساوةً على حزب الله وعلى الدولة اللبنانية وعلى محور الممانعة من بيروت إلى طهران، مرورًا بغزة ودمشق وبغداد واليمن.
فالاغتيال يأتي بعد انخراط حزب الله في حرب المشاغلة والإسناد، والتي كلفت الحزبَ ثمنًا باهظًا هو الأكبر عليه منذ تأسيسه عام 1982، والخسائر في قيادات الصف الأول وفي نخبه وكوادره.
بهذه الأهمية الكبيرة، سيترك نصر الله فراغًا كبيرًا في موقع قيادة حزب الله، فهو استثنائي، بالمقارنة مع مَن سبقوه، من الشيخ صبحي الطفيلي إلى السيد عباس الموسوي، ولا يُعرَف ما إذا كان الذي سيخلُفُه، سيكون على هذا القَدر من الأهمية خصوصًا في الظروف التي يأتي بها، فالحزب بعد اغتيال نصرالله ليس كما قبله، وقدرة الحزب بعد عام على حرب الإسناد والمشاغلة ليست كما قبلها.
والترقب سيكون سيد الموقف لِما ستكون عليه مواقف الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل وإيران وحماس، بعد عملية الاغتيال.
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
أمّا بعد... فكأنّ الدنيا لم تكن... وكأن الآخرة لم تَزَل... والسلام. إنّ لله وإن إليه راجعون. رحل سماحة السيد كما كان يتمنى دوماً شهيداً.. شهيداً.. شهيداً. شهيداً على طريق القدس ودفاعاً عن لبنان وشعبه. شهيداً إشترى الحياة الدنيا بالآخرة.... شهيداً قَاتَلَ في سبيل الله فآتاه أجراً عظيماً.
حزب الله نعى أمينه العام سماحة السيد حسن نصرالله الذي إلتحق برفاقه الشهداء العظام الخالدين قائداً بطلاً مقداماً حكيماً مستبصراً مؤمناً بعد عمر قضّاه في الجهاد.
السيد حسن نصرالله شهيداً... هو ارفع وسام كان يسعى إليه والأُمنية التي لطالما راودته طيلة حياته الجهادية.
الشهداء الذين كان يُنزلهم منزلةً رفيعة طيلة حياته بات (السيد) واحداً منهم وما بدّل تبديلا.
عزاء محبي "السيد" أنه ترك لهم إرثاً كبيراً في المقاومة والجهاد.
فهنيئاً للسيد وقد انتقل إلى جوار ربه وملائكته وأوليائه وشهدائه حيث لا استبداد صهيونياً ولا عدوان ولا قتل ولا مجازر....
حزب الله وفي بيان النعي بارك للسيد نصرالله نيله أرفع الأوسمة الإلهية وسام الإمام الحسين (ع).
وقال إن قيادتنا تعاهده أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسناداً لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
وتوجه بيان حزب الله للمجاهدين قائلاً إن قائدنا ما زال بيننا بفكره وخطه ونهجه المقدس.
هذا ونعت هيئة الرئاسة في حركة أمل أخاً مقاوماً من مدرسة سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر وأميناً قائداً لحزب الله والمقاومة الإسلامية الباسلة.
وعاهدت حركة أمل الشهيد السيد البقاء الكتف على الكتف والقلب على القلب والساعد مع الساعد مشددة أن القتل والعدوان لن يزيدها إلا ثباتاً دفاعاً عن لبنان.
مقدمة تلفزيون "ام تي في"
27 ايلول: يومٌ أسود جديد يُضاف الى روزنامة الجمهورية المثقلة بالدماء، والزاخرة بالشهداء. ففي عصر هذا اليوم استُشهد حسن نصر الله، بعد اثنين وثلاثين عاما امضاها اميناً عاما لحزب الله. الحدث كبير، والغياب مزلزِل. وانطلاقاً من الأدوار التي لعبها والمهمات التي تولاها، شكّل الرجل علامةً فارقةً في تاريخ لبنان المعاصر. لقد اصبح عام 2000 رمز تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وكان له دور كبير واساسي، ولو غير ظاهر كثيرا، زمن جمهورية الطائف في ظل الوصاية السورية حتى عام 2005. وبعد انتهاء زمن الحكم العنجري ظهر دور نصر الله الى العلن، وصار اللاعب الاول في التركيبة الحاكمة، حتى اعتبره البعض الرئيس الحقيقي والفعلي للجمهورية، ما ادخله في متاهات ودهاليز الجمهورية الصعبة. وهي جمهورية اكتسبت معه ومع الحزب الذي يقوده وجها ًآخر وطابعا آخر. لذلك، فان لبنان بلا نصر الله هو غير لبنان مع نصر الله. ولا يمكن النظر الى اغتياله على انه اغتيالٌ لقائد حزبٍ ولزعيمِ طائفةٍ فحسب، بل هو اغتيال لمرحلة كاملة و ل "لبنان ما" ، كان نصر الله احد ابرز صانعيه والساعين الى تحقيقه. وعليه، فان اسئلةً كثيرة وكبيرة تُطرح اليوم ابرزها: ماذا بعد نصر الله؟ اي مشهد لبناني واقليمي سيرتسم؟ هل اغتيالُه سيفتح آفاقَ التسوية المحلية والاقليمية، ام على العكس سيزيد النارَ المشتعلةَ تأججا؟ وماذا عن محور الممانعة الذي شكل نصرُ الله احدَ ابرز وجوهه؟ هل سيستمر، ام ان ايران تمارس سياسةَ "قبة الباط" و "البيع والشراء ضد المحور المذكور، وذلك مقابل اتفاق مع الولايات المتحدة تتعزز حظوظُ قيامه يوما بعد يوم؟ انها اسئلة مشروعة ترتسم مع غياب رجل قد تتفق معه في امور ، وتختلف معه في امور اخرى، لكن في الحالين لا يمكن الا ان تعترف بدوره الكبير، محليا واقليميا.. وهو دور استلزم عدةَ غارات و اطناناً من المتفجرات لمحوه والغائه!