استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة في عين التينة رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور محمد باقر قاليباف والوفد المرافق بحضور المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيرانية لمنطقة غرب اسيا محمد رضا شيباني، القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت توفيق صمدي، والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، حيث تناول البحث تطورات الأوضاع والمستجدات السياسية في لبنان والمنطقة على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، وملف النازحين.
وبعد اللقاء تحدث رئيس مجلس النواب مرحباً بنظيره الإيراني قائلاً: "باسم لبنان كل لبنان أرحب بالصديق والأخ الدكتور قاليباف رئيس مجلس الشورى الإيراني وسيدلي بتصريح أمامكم فليتفضل "وما تتقلوا دم كتير عليه".
بدوره قاليباف قال: "أوجه تحية طيبة الى الشعب اللبناني العزيز وكان واجباً علي أن أتقدم بواجب العزاء والمواساة بسبب هذه المصائب وفقد ثلة من الأحبة والأعزاء في هذه الحرب الضروس الوحشية".
وأضاف: "إنني قمت بزيارة الى الجمهورية اللبنانية الشقيقة وأحمل معي هذه الرسالة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعباً وهذه الرسالة من القيادة الإيرانية التي ملؤها الثقة بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى وتظل واقفة الى جانب لبنان حكومة وشعباً في كل هذه الظروف الصعبة".
وتابع: "وسأتوجه بعد هذه الزيارة الى جنيف للحضور والمشاركة في اجتماعات الإتحاد العالمي للبرلمانات والتي تنعقد على مستوى رؤساء البرلمانات العالمية وثقوا تماماً انه على هامش هذه الإجتماعات وأثناء مقابلاتي ولقائي مع كل المسؤولين ورؤساء البرلمانات الدولية سأنقل هذه الرسالة التي فحواها هذا الإضطهاد وهذه المظلومية الشعبين الفلسطيني واللبناني".
وقال: "وسبق أن ذكرت في لقائي مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أتم الجهوزية والإستعداد لتقديم أي نوع من المساعدات لهؤلاء النازحين والمتضررين من هذه الحرب ولكن تحت إشراف وإدارة حكومية، وحبذا لو يكون هناك جسر جوي مباشر بين ايران ولبنان لتقديم مثل هذه المساعدات".
وأكد ان "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستظل تدعم القرارات اللبنانية سواء من حكومتها والصادرة من المقاومة وشعب لبنان وستدعمها بكل قوة".
وختم: "نشكركم جزيل الشكر وخاصة للإعلاميين، ومرة أخرى التعزية كل التعزية في أبناء لبنان باستشهاد الشهيد السيد حسن نصرالله سيد المقاومة وبقية الشهداء المجاهدين".
وكان الرئيس بري قد تابع أيضاً أزمة النازحين ودور الأمم المتحدة في تأمين مستلزمات الإغاثة والرعاية إضافة لتطورات الأوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة وذلك خلال استقباله المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) فيليب لازاريني.
كما تابع الرئيس بري أيضاً تطورات الأوضاع والمستجدات السياسية والميدانية خلال لقائه وزير الخارجية الأسبق فارس بويز الذي قال بعد اللقاء: "لقد تباحثت مع دولة الرئيس عن المستجدات والاوضاع القائمة ومما لا شك فيه باننا تمر بأخطر مرحلة عرفناها في تاريخنا، ان مشروع نتنياهو ليست حربا عادية، ان هذا المشروع هو مشروع اوسع من ذلك وقد يجعله يحاول الوصول الى ابعد نقطة يستطيعها، علينا ان نتوقع ذلك وعلينا ان نواجه ذلك مهما كلف الأمر، وإنني أخشى أن نتنياهو سيحاول أولاً اقتحام أو غزو يجعله في ما بعد يفرض على لبنان شروطاً لا يتحملها، شروط هي أبعد بكثير من ال1701 وحتى 1559 لا بل يحاول استكمال حلقة التطبيع التي حصلت في منطقة الشرق الأوسط عبر ارغام لبنان وسوريا على الدخول في هذا الموضوع".
وأضاف: "هدفه الأول نسف المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن لأنه لا يريد ولا يقبل بحلول جزئية أو نصفية، وهو يعتبر أن باستطاعته أن يدفع الولايات المتحدة بمواجهة مباشرة مع ايران لضرب المشروع النووي، هدفه الثاني الغاء كل حلفاء طهران في المنطقة ليس فقط في لبنان من أجل انهاء موضوع حجم الدعم الإيراني الذي يحصل البحث فيه في هذه المفاوضات الجارية".
وتابع: "هدفه الثالث بالنتيجة هو فعلاً كما سبق وقلت محاولة الفرض على لبنان شروط مستعصية فعلاً اتفاق سلام أو ما أشبه، فعلينا أولاً أن نجهز البلاد لأية حلول قد نصل اليها يعني في اليوم التالي اذا جاز التعبير وهذا يعني أنه علينا فوراً انتخاب رئيس جمهورية واستكمال المؤسسات الدستورية ومجلس الوزراء وغيره، علينا ثانياً أن نتمسك تمسكاً مطلقاً بالقرار1701 مهما كلف الظرف لأننا فعلا إن لم نظهر نحن هكذا تمسك فسيذهب بنا الى قواعد مفاوضات أصعب من ذلك وأنا أتكلم وأنا أعلم ما هي المفاوضات مع العدو الإسرائيلي، أتكلم عن مفاوضات حصلت في مدريد وما بعد مدريد، ومفاوضات حصلت في اتفاق نيسان".
وختم بويز: "أنا أعلم أن الإسرائيلي سيأخذنا الى أرضية تفجر الأوضاع الداخلية اللبنانية، علينا وعلى الدولة وربما فعلاً هذا ما نستطيع أن نفعله ولو جزئياً بأن نتعاطى مع مشكلة الذين نزحوا بجدية كاملة كي لا يستعمل نتنياهو هذا الموضوع كعبوة ناسفة من الداخل".