كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": المأساة الوطنية التي يعيشها لبنان منذ بدء العدوان «الإسرائيلي» عليه، حتّمت على جميع رؤساء الطوائف والأديان تلبية دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى القمّة الروحية في بكركي، فبدت لقاء وطنياً استثنائياً في توقيته ومضمونه رغم الخلافات والتباينات السياسية الأخيرة بينه وبين المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب.
وحرص الراعي، وفق المعلومات، على الاتصال شخصياً بكّل من القادة الروحيين لإنجاح هذه القمّة من خلال مشاركة جميع رؤساء الطوائف فيها، الى جانب السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا، ولكي يخرج اللقاء ببيان ختامي جامع توافق عليه جميع الأديان، ويكرّس الوحدة الوطنية، على الأقلّ على المستوى الروحي... على أمل أن تنعكس هذه الوحدة بشكل مباشر على السياسيين اللبنانيين، فيلبّوا دعوة رؤساء الطوائف الى «انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن».
وتحوّلت القمة الروحية المسيحية- الإسلامية التي عُقدت في بكركي، بحسب مصادر سياسية مطّلعة، الى لقاء وطني، حمل خير رسالة للعالم أجمع، وأبلغ ردّ على العدو «الإسرائيلي» الذي يحاول إثارة الفتنة بين أبناء البلد الواحد. من هنا، جاء اتحاد الطوائف الذي تجلّى في بكركي ليُجسّد «الوحدة الوطنية» في الشكل، وليطالب بجملة أمور مهمّة في المرحلة الراهنة في المضمون السياسي، وإن ساد نوع من الخلاف بين المجتمعين ليعودوا فيسوّوه في البيان الختامي.
البيان الختامي المشترك الذي استلزم جهوداً مكثّفة لصياغته، على ما أكّدت المصادر عينها، تضمّن بعض ما ورد في كلمات قادة الطوائف وما جرى التداول به خلال الاجتماع المغلق.
ورأت المصادر أنّ الصورة الجامعة للقادة الروحيين، أظهرت للعالم أجمع، أنّ لبنان هو بلد سلام، وأنّ اللبنانيين هم بناة سلام، وأعطت مناخاً إيجابياً من خلال الوحدة الروحية. فهل يستجيب المسؤولون السياسيون لنداءات قمة بكركي الروحية، فيضعون الملفات الخلافية جانباً، ويتوجّهون الى مجلس النوّاب لإنهاء الشغور الرئاسي قريباً؟!