Advertisement

لبنان

أكبر عملية تهجير لبعلبك بعد المجازر

Lebanon 24
30-10-2024 | 23:07
A-
A+
Doc-P-1271104-638659481383505680.jpg
Doc-P-1271104-638659481383505680.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كان استمرار التصعيد الواسع منتظراً في الأسبوع الأخير من استحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكن الطبيعة الوحشية للتصعيد الإسرائيلي كما حصلت أمس لم تكن في حسبان أحد. ذلك أن تهجير مدينة بعلبك عن بكرتها تقريباً، عقب مجازر استهدفت البقاع الشمالي في الأيام الأخيرة، شكّل أخطر سوابق التهجير الجماعية التي أدرجت عبرها اسرائيل البقاع الشمالي كخط بلدات وقرى الشريط الحدودي في الجنوب تماماً بما يرسم وقائع وتداعيات شديدة الخطورة لم يسبق لأي تجربة عرفها لبنان أن شهدت مثيلاً لها. 
Advertisement

وكتبت" النهار": حصلت واقعة تهجير بعلبك واشتداد وتائر هذه الحرب عشية الذكرى الثانية لأزمة الشغور الرئاسي وكادت تطغى عليها، ولكن الكثير من جوانب الواقع الحربي والسياسي الكارثي الذي يرتسم اليوم مع إحياء هذه الذكرى يجسّد الخطورة التي أفضت الى تسيّب لبنان واستباحته بفعل تفريغ قصر بعبدا ومنع ملء الرئاسة الأولى منذ سنتين بما افضى إلى استدراج الحرب إليه على النحو الكارثي الحاصل. وليس أقل من أخطار الهمجية التي تضرب الكثير من مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية ضرب الفراغ الرئاسي عمق المناعة الشرعية والدستورية ومناعة المؤسسات والنظام فكانت الاستباحة الداخلية وما زالت المسبّب الأساسي لتفرّد فريق في توريط لبنان في الحرب متّبعاً سياسة الانكار والمكابرة ومخوّناً كل مخالف ومعارض لسياساته الأحادية وارتباطاته الإقليمية.  

أن التصعيد الجنوني أمس لم يكن بعيداً على ما يبدو من الاستعدادات لمحاولة أميركية متقدمة لإحلال تسوية لوقف النار يفترض أن تبدأ اليوم، إذ استُبقت بتطور غير مسبوق تمثل في توجيه الجيش الإسرائيلي إنذاراً عاجلاً إلى سكان بعلبك وعين بورضاي ودورس. وأثار الإنذار ذعراً واسعاً ترجم في موجة تهجير مخيفة تدفق معها عشرات الآلاف للنزوح وسط حالة هلع في اتجاهي زحلة ودير الأحمر. وبعد الظهر شرع الطيران الإسرائيلي في شن غارات متلاحقة على بعلبك ومنطقتها. وأفادت المعلومات عن سقوط 7 شهداء في غارة على مزرعة بيت صليبي و9 شهداء في غارة على بدنايل. كما سقط سبعة شهداء في غارات على سحمر في البقاع الغربي. 

ونفّذت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة رابيد في بلدة بشامون ونجا صاحبها. كما تم استهداف فان على طريق ضهر الوحش في عاريا، ما أدى إلى مقتل سائقه. وبحسب الصور ظهرت صواريخ منتشرة بالقرب من الفان المستهدف. وأصدرت بلديتا عاريا والكحالة بياناً استنكرتا فيه "استخدام الطرق الدولية والآليات المدنية لانتقال المسلحين ونقل الاسلحة والذخائر ما يعرّض العابرين وأبناء البلدتين للمخاطر التي تطال حياتهم وأملاكهم". 
 
وكتبت" الاخبار": في لحظةٍ واحدة، «قامت القيامة» في مدينة بعلبك وجوارها. قبل ظهر أمس، جاء «البلاغ» من جيش الاحتلال بوجوب إخلاء بعلبك وعين بورضاي ودورس وإيعات وتل الأبيض، فكان المشهد الأقسى: سيارات الدفاع المدني تجوب الطرقات تدعو السكان إلى إخلاء بيوتهم فوراً بعد تعميم الناطق باسم جيش الاحتلال للخريطة «التوضيحية» لـ«الأماكن المستهدفة» التي تبلغ مساحتها نحو 45 كيلومتراً مربعاً، فيما عمد البعض إلى إطلاق النار في الهواء لتنبيه الناس إلى ترك الأحياء وإقفال المحال التجارية. خلال دقائق، امتلأت الطرقات بناس يركضون في اتجاهات متعاكسة. من يملك وسيلة نقلٍ هرع هارباً خارج «أسوار» بعلبك، فيما انتظر آخرون الصليب الأحمر والأجهزة الأمنية ومحافظة بعلبك ـــ الهرمل لتأمين وسيلة للخروج. لكن لم يكن ذلك سهلاً، فبعلبك ليست شارعاً يمكن إفراغه بتلك البساطة، إذ تحتضن المدينة وجوارها أكبر كثافة سكانية في محافظة بعلبك ـــ الهرمل تبلغ حوالى 150 ألف مقيم. وإذا كان الجزء اليسير من هؤلاء قد خرج تباعاً مع الاستهداف المتكرّر للمنطقة، إلا أنّ «التغريبة» استُكملت أمس مع خروج كثيرين ممّن كانوا حتى ظهر أمس صامدين.
رغم ذلك، لم يخرج الجميع، فبسبب الفسحة الزمنية الضئيلة التي منحها العدو قبل أن يشنّ حملته الانتقامية، بقي بعض الناس في بيوتهم «لأنهم لم يستطيعوا تأمين وسائل النقل قبل أن يفوت الأوان ويصبح الخروج على الطرقات خطراً»، بحسب أمين سر المحافظة جهاد حيدر. بقي هؤلاء تحت القصف، «بحماية الله وحده». أما من خرجوا فقد سلكوا مرغمين الدروب التي حدّدها جيش الاحتلال تحت «نظر» المُسيّرات. ولم تكد ساعة تمرّ على إنذار الإخلاء، حتى اشتعلت بعلبك وجوارها بالغارات. 30 غارة في أقل من ثلاث ساعات. أما الاستهدافات، فهي كما السابقة «معظمها بيوت سكنية ومحال تجارية منها مثلاً مؤسّسة لدواليب إلى جانب خزان للمازوت قرب مستشفى دار الأمل الجامعي». لا أهداف أخرى، يحسم محافظ بعلبك ـــ الهرمل بشير خضر، وحتى في الاعتداءات السابقة على المدينة والجوار، «كان ثلثا الضحايا من النساء والأطفال»، فيما «ما يدّعون أنها مخازن سلاح، مجرد بيوت للمدنيين».
على مرّ الأسابيع الماضية، كانت مدينة بعلبك وجوارها يتعرضان للقصف اليومي، لكن رغم ذلك «بقي هناك الكثير من العائلات الصامدة والتي قدّرناها بحوالى 17 ألف عائلة في كل بلدات الاتحاد من بعلبك إلى يونين ودورس ومقنة ونحلة وإيعات ومجدلون وحوش تل صفية وعين بورضاي، وكنا نطالب الجهات الدولية والحكومة اللبنانية بتوفير مساعدات غذائية لها»، يقول رئيس اتحاد بلديات بعلبك، شفيق شحاده. وقبل أيام فقط، عاد ما يقرب من 3 آلاف عائلة «ليرتفع العدد إلى 20 ألفاً، أي ما يعادل 60 إلى 80 ألف مقيم». لكن، أمس، وبسبب الإنذار «غادر بحسب تقديراتنا حوالى 90% من الصامدين أي نحو 12 ألف عائلة من البلدات التي شملها الإنذار (ما بين 35 و50 ألفاً).
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك