من الواضح انه وللمرة الاولى تحاول اسرائيل انهاء الحرب،أو اقله فهي توحي بذلك من خلال الطلب من الولايات المتحدة الاميركية السعي للوصول الى تسوية مع لبنان قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي جو بايدن، وهذا ما يتم تداوله بكثرة في الاوساط الديبلوماسية التي تعتقد ان هناك فرصة جدية للحل من خلال مساعي الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين، علما ان اي مبادرة او تواصل حقيقي لم يحصل بعد مع الجانب اللبناني ولا مع "حزب الله".
لم تصل اسرائيل الى مرحلة من الاستنزاف العسكري والمدني تؤدي الى جعلها تطلب تسوية، لكنها وجدت انها وصلت الى مراوحة لن يكون من السهل تخطيها في الحرب الحالية، لا في البر ولا من خلال الاستهدافات الجوية والاغتيالات. فقد حققت اسرائيل كل ما تستطيع تحقيقه خلال الاسابيع الماضية واي استمرار بالمعارك اليوم سيؤدي الى تآكل الانجازات التي تم تحقيقها.
كما ان استمرار المراوحة يضع اسرائيل امام حل وحيد هو الذهاب الى الخيارات الصعبة وتحديدا العملية البرية الواسعة وهذا ما تحاول تل ابيب تجنبه، وعليه يمكن فهم التحرك الاسرائيلي الحالي من اجل انهاء الحرب، لكن الشروط الموضوعة اسرائيليا تصب بالكامل في مصلحة تل ابيب وتحقق لها انجازات لم تستطع تحقيقها بالميدان حتى اللحظة..
ما تطرحه اسرائيل يقوم اولا على انسحاب اسرائيل الى خلف نهر الليطاني، وهذا تنازل نسبي عن الهدف الاول للحرب الذي اعلنه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وثانيا منع تسلح "حزب الله" بضمانة روسية واميركية، على ان يقوم الجيش اللبناني بتدمير البنية التحتية للحزب جنوب النهر بعد وقف اطلاق النار..
من المتوقع ان يرفض "حزب الله" هذه الشروط، لا بل قد يرفض الدخول في مفاوضات في الوقت الحالي وقبل وقف اطلاق النار على اعتبار ان ما حصل مع حركة حماس في غزة طوال سنة شكل درسا للحزب من خلال حصول اسرائيل على تنازلات متتالية ثم تقوم بعرقلة الاتفاق للحصول على تنازلات اضافية..
امام هذا الواقع قد نكون امام احتمالين، الاول هو تراجع سريع من قبل اسرائيل بضغط اميركي لوقف اطلاق النار والقبول بالمكتسبات التي لامست "الانجازات" الاستراتيجية بعد اغتيال الامين العام السيد حسن نصرالله، وعليه تقبل اسرائيل بالهدنة وفق الوضع الحالي على ان تراكم عليها في المرحلة المقبلة.اما الاحتمال الثاني هو افشال المفاوضات والذهاب الى معركة طويلة..