قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي صادر كميات ضخمة من الأسلحة كانت موجودة داخل مناطق في جنوب لبنان.
ووفق تقرير "معاريف"، فقد استولى الجيش الإسرائيلي، حتى الآن على 66 ألف قطعة سلاح تابعة لحزب الله، بما في ذلك 6000، عبوة ناسفة، وأكثر من 3000 صاروخ مضاد للدبابات، بحسب مصدر الصحيفة.
كذلك، زعمت الصحيفة أنّ "الجيش الاسرائيلي قتل حوالى 1500، من عناصر حزب الله في جنوب لبنان منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن الحزب انتقل منذ شهور إلى القتال بأسلوب "حرب العصابات".
بدوره، قال مايكل هورويتز، رئيس قسم الاستخبارات في شركة "لوباك إنترناشيونال الاستشارية"، لصحيفة "وول ستريت جورنال": "هذا هجوم من طراز المقاومة أو حرب العصابات، إلا أن عناصر الحزب لا يزال بإمكانهم أن يكونوا مؤثرين".
وقد دفع هجوم البيجر في أيلول الماضي، حزب الله إلى أن يكون أكثر حذرًا في استخدام الاتصالات الإلكترونية، حيث ينقل عناصر حزب الله في جنوب لبنان الآن رسائلهم بشكل رئيسي من خلال ملاحظات مكتوبة بالقلم أو تعليمات شفوية شخصية.
واحترازاً لما حصل مع "البيجر"، فإن عناصر الحزب أصبحوا يستخدمون، الاتصالات الإلكترونية فقط قبل الهجمات، لتجنب تنبيه إسرائيل بوجودهم في وقت مبكر جدًا.
إلى ذلك، تقول "معاريف" إن القيادات العادية والوسطى في الحزب ضمن الميدان مؤهلة للحرب، وذلك رغم اغتيال إسرائيل العديد من كبار القادة.
وينشر "حزب الله" وحدات مصممة للعمل بشكل مستقل، كما أنه تحمل ضربات كبيرة وواصل عمله، وفقًا لخبراء في ديناميكيات "الحزب".
ووفقاً لـ"معاريف"، فإن عناصر "حزب الله" المنظمون يعملون في وحدات صغيرة تتمتع بالحكم الذاتي، وهم ينشطون داخل منازل وأنفاق في جميع أنحاء المنطقة الحدودية.
مع ذلك، يقول جنود الاحتياط الإسرائيلي إن "القتال في لبنان أكثر صعوبة"، فحزب الله أقوى بكثير وأفضل تدريباً من حركة "حماس"، فيما الظروف الجغرافية أصعب بكثير من غزة، بحسب "معاريف".
ومؤخراً، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ كل أطراف محور المقاومة في المنطقة خصوصاً إيران وحزب الله وحركة حماس، تجنبوا شنّ حرب شاملة ضد إسرائيل، لكن ما تشهده المنطقة في الوقت الراهن يُظهر عكس ذلك.
ويلفت التقرير إلى أنه قبل يوم 7 تشرين الأول 2023، أي قبل عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها "حماس" ضد اسرائيل، كان هناك اعتقاد سائد بأن "حزب الله" في لبنان لن يُقدم على خطوة غزو إسرائيل، في حين جرى تصنيف هذه الخطة بأنها من "الأحلام".
هنا، ينقل التقرير عن أحد الضباط الإسرائيليين قوله إنه "بعد السابع من تشرين الأول 2023، لم يعد هناك أي شيء في إطار الأحلام"، مشيراً إلى أن إسرائيل عاشت حالة إرباك كبير بعد هجوم "حماس"، موضحاً أن أحد الجنود قال له حينها إن "حماس" و " حزب الله" سيقضيان وقتاً ممتعاً في إسرائيل.
وذكر أن الضابط أن جميع قوات الجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل كانت مقتنعة بأن يوم السابع من تشرين الأول سيتكرّر انطلاقاً من لبنان، موضحاً أن السيناريو الذي كان من غير الممكن تصوّره بات يحدث الآن، وهو حرب شاملة ضد إسرائيل من قبل محور المقاومة الذي يضمّ حزب الله وجماعة الحوثي والمجموعات المسلحة في العراق وجماعات أخرى.
التقرير يكشف أن الوثائق الإستخباراتية تفيد بأن الهجوم الضخم من قبل أطراف محور المقاومة هو بالضبط ما حاولت "حماس" تنظيمه وتنسيقه وهو ما وافقت أطراف محور المقاومة الأخرى على تنفيذه، لكنها طلبت التريث في إنجازه لمزيد من الوقت في التحضير.
وأوضح التقرير أن إسرائيل كانت تعلم بنشاطٍ محور المقاومة، وأضاف: "إيران زعيمة المحور، وقد استثمرت بكثافة في إنشاء العضو الرئيسي الآخر فيه، حزب الله. مع هذا، قام الإيرانيون بتسليح وتمويل وتدريب وإنشاء جماعات مسلحة أخرى في الشرق الأوسط".
الضابط الإسرائيلي المتحدث ضمن التقرير وصف هجوم "حماس" بالبسيط أمام الهجوم الذي كان يُحضره "حزب الله"، وتابع: "إن كميات الأسلحة الهائلة التي استولت عليها قوات الجيش الإسرائيلي في لبنان منذ الدخول البري، إلى جانب الاستعداد الكامل لقوات حزب الله البحرية، كلها عوامل تثبت حجم الكارثة التي كانت تحيط بإسرائيل".
وتابع: "لقد كان من المقرر أن يتم غزو قوات رضوان بالتزامن مع دعم مدفعي يقوم به حزب الله بالإضافة إلى قصف صاروخي على الجانب الشمالي إسرائيل".
من ناحيته، يقول قيادي إسرائيلي مخضرم خدم لسنوات عديدة في شمال إسرائيل قائلاً: "لقد تحولت قوة الرضوان من قوة ذات مهام أكثر تحديداً ومخصصة للهجمات واختطاف الجنود، إلى قوة هدفها تفكيك دولة إسرائيل".
التقرير يقول أيضاً إن "رجال حزب الله اكتسبوا خبرة قتالية هائلة في سوريا"، موضحاً أن إسرائيل كانت تدرك أن خطة "الرضوان" كانت مُجرّد جزء من خطة أوسع ومتعددة المحاور، وكان من المفترض في هذه الخطة أن يتم مهاجمة إسرائيل من خمسة أو ستة اتجاهات مختلفة وتحديداً عبر حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إنطلاقاً من داخل إسرائيل، فضلاً عن دخول قوة من آلاف المسلحين من دون أخرى انطلاقا من سوريا، ناهيك عن إطلاق صواريخ ضخمة من اليمن.