مع عودة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين من اسرائيل الى واشنطن عبر باريس، التي تتابع بدقة تفاصيل المفاوضات الجارية، بقيت اجواء الانتظار سيدة الموقف.
وفيما انتهت محادثات هوكشتاين مع نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر من دون الإعلان عمّا تمّ إنجازه، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الموفد الأميركي سيستكمل مناقشاته مع المسؤولين الإسرائيليين، وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن «الخلاف الأساسي في الاقتراح الأميركي للتهدئة بين لبنان وإسرائيل يتمحور حول عضوية فريق مراقبة تنفيذ الاتفاق». وأوضحت أن «الولايات المتحدة وفرنسا سترأسان فريق مراقبة الاتفاق من دون أي اعتراضات من أي جانب على ذلك، إلا أن إسرائيل تفضِّل انضمام الدول الأوروبية الجادّة إلى فريق مراقبة الاتفاق، بينما يطالب لبنان بإدراج اسم دولة عربية واحدة على الأقل».
وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه «تمّ الاتفاق على معظم تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار مع لبنان مع بقاء نقاط عالقة قد تفشل الاتفاق». ولفتت إلى أن «التقديرات تشير إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً في هذا الشأن»، مشيرة إلى أن «نقطة الخلاف الرئيسية تتعلق بحرية التحرك العسكري لإسرائيل في حال حدوث خروقات من قبل حزب الله»، وإلى أن «إسرائيل تصرّ على مطلبها بتثبيت حقها في الرد على أي خرق وتطلب رسالة تعهّد جانبية من واشنطن بدعم من دول غربية».
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر إسرائيلي أن «التسوية قريبة بالفعل لكنها لن تحدث غداً، ولا تزال هناك فجوات يجب معالجتها»، بينما أشار موقع «إكسيوس» إلى أنه «خلال محادثات هوكشتاين في لبنان وإسرائيل، حدث تقدّم كبير نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن لا تزال هناك بعض الثغرات التي يجب سدّها». ونُقل عن مسؤولين إسرائيليين أن «هوكشتاين قد يغادر تل أبيب إلى واشنطن ولا يُتوقع الإعلان عن الاتفاق قبل الأسبوع المقبل، على أن يناقش الكابينت الاتفاق من دون إجراء تصويت». بينما قال مصدر أميركي رفيع لـ «إكسيوس» إن «المفاوضات لا تزال مستمرة ونتحرك في الاتجاه الصحيح».
وكتبت" الديار": اما الاصرار على اضفاء اجواء ايجابية على محادثات المبعوث الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين في كيان الاحتلال، فبقي «حبرا على ورق» وترجم عمليا تصعيدا ميدانيا عنيفا من قبل جيش الاحتلال الذي واصل تدمير مباني الضاحية الجنوبية عشوائيا بهدف ايذاء بيئة المقاومة، فيما تكثفت الغارات جنوبا وبقاعا حيث كانت الكلفة البشرية كبيرة حيث سقط نحو 50 شهيدا في البقاع واكثر من عشرين شهيدا جنوبا وجرح العشرات.
ووفق مصادر مطلعة فان المراوغة الاسرائيلية متوقعة لان نتانياهو يراهن على الوقت لتحسين شروط الاتفاق، وهو امر لن يحصل، وسيغرق جيش العدو في الوحل اللبناني.
اما محاولة فرض هدنة مؤقتة لـ 60 يوما فهي امر سبق ورفضها المفاوض اللبناني ويضغط العدو لفرضها.
وكتبت" نداء الوطن": في جديد المفاوضات لم يسجل أي تقدم بعد الإجتماعات الماراتونية التي عقدها الموفد الأميركي آموس هوكستين في تل أبيب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي باستثناء بعض الأجواء الإيجابية التي يشيعها الإعلام الإسرائيلي وتحديداً صحيفة «معاريف» التي نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي إحراز تقدم كبير وتضييق للفجوات لإحراز تسوية تحتفظ فيها إسرائيل بحرية العمل في لبنان ضمن آلية تنفيذ قوية.
هذا البند تحديداً أثار تساؤل مصدر متابع عن توجه إسرائيل إلى تحويل الوضع في لبنان وتحديداً جنوبي الليطاني على غرار ما يحصل في سوريا من ناحية حرية تحرك الجانب الإسرائيلي في استهداف كل البنى التحتية للفصائل الإيرانية هناك. وفي انتظار ما سيرشح عن لقاءات هوكستين رسمياً واجتماع مجلس الوزراء المصغر لدراسة الرد اللبناني، أشارت معلومات دبلوماسية مواكبة لمحادثات هوكستين في تل أبيب، إلى عدم وجود تسوية قريبة، بسبب وجود العديد من الثغرات التي تشوب النص، وتمسك إسرائيل ببند حرية العمل في لبنان في حال وقع أي خرق من «حزب الله». أضافت المصادر «هناك إمكانية للتوصل إلى بداية تسوية ليس قبل أسبوعين. وعن تأثير قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو على مسار المفاوضات، نفت مصادر دبلوماسية أن «يكون لها أي تأثير من منطلق أن نتنياهو لا يعير اهتماماً في الأساس لقرارات الأمم المتحدة وبالتالي لن يهتم لقرارات الجنائية الدولية».
وكتبت" الحمهورية": كشف مصدر سياسي بارز مواكب للمفاوضات التي خاضها هوكشتاين في بيروت انّه بعكس ما يُقال، لا نقاط عالقة بقيت بين هوكشتاين والجانب اللبناني في مسودة المقترح الاميركي لوقف إطلاق النار. وقال المصدر «انّ المبعوث الاميركي غادر على أساس انّه سيعود الينا بعد مناقشة الاتفاقية مع إسرائيل وبالتحديد النقاط التي يمكن إمرارها في الشكل الذي تمّ الاتفاق عليه معنا، أم انّ لديهم مطالب أخرى. في النهاية نحن طرفان والاميركي يلعب دور الوسيط .» وفي ما خصّ النقطتين اللتين يتردّد الحديث حول
الخلاف عليهما كشف المصدر، انّ البند المتعلق ب »الدفاع عن النفس » تمّ الاتفاق عليه بجعله مرتبطاً بشروط معينة ومحدّدة.
اما لجنة الرقابة فأصبحت لجنتين، أي الأولى الموجودة حالياً وهي اللجنة الثلاثية، وتم تشكيل لجنة أخرى موسّعة خماسية كلية الرقابة، تضمّ الأطراف الثلاثة بالإضافة إلى الأميركيين والفرنسيين، ودور هاتين اللجنتين هو مراقبة تطبيق القرار 1701 . واشار المصدر إلى انّ المفاوض اللبناني لم يتلق بعد اي اتصال من هوكشتاين بعد مغادرته لبنان. ورفض المصدر ان يُدرج الأجواء في خانة التفاؤل إنما الأمل في أن يعود هوكشتاين بأجوبة إيجابية تمهيداً للتوصل إلى تفاهم حول وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الدولي. وفي السياق، أكّدت مصادر مطلعة ل «الجمهورية » انّ لبنان فعل ما يتوجب عليه لإنجاح مسعى وقف إطلاق النار، وبالتالي هو يترقب النتائج التي ستفضي اليها اللقاءات التيعقدها آموس هوكشتاين في تل أبيب مع المسؤولين الاسرائيليين.
واشارت المصادر إلى انّ احتمالات نجاح مهمّة هوكشتاين من عدمه تكاد تكون متساوية، والأمر يتوقف الآن على حسابات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي بات مطلوباً للعدالة بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف في حقه وحق وزير الحرب السابق يوآف غالانت. وكشفت المصادر عن انّ جهات غربية نصحت مسؤولاً لبنانياً بعدم الإفراط في التفاؤل لأنّ اولوية نتنياهو هي حماية حكومته ونفسه، فإذا كانت التسوية المقترحة تحقق له ذلك سيتجاوب معها، واذا وجد انّها تتعارض مع مصالحه فسيلجأ إلى عرقلتها.