مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
قبل موعد جلسة الانتخاب الرئاسية المقررة في التاسع من كانون الثاني، بورصة أسماء المرشحين، وكذلك عدد الاصوات التي قد تؤمَّن لكل منهم, ستشهد صعوداً وهبوطاً غير منضبطين, حتى تأتي كلمة السر، وهي كعادة الرئاسيات في لبنان, تصل من الخارج وفي الساعات الاخيرة قبل الجلسة، هذا ان وصلت.
من اليوم وحتى هذا التاريخ, سيتقدم ملفان: تطورات سوريا, والانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف النار بين لبنان واسرائيل.
في ملف وقف النار، ينفذ لبنان مرحلته الاولى, والجيش يكشف مخازن أسلحةِ حزب الله جنوبي الليطاني، ويتصرف بما فيها من الاسلحة من دون مواربة.
اما اسرائيل فتأخذ من لبنان، ما لم تستطع اخذه تحت النار. تخطف ثلاثة شبان من العمق الحدودي امس, وحتى الساعة, صفر معلومة بشأنهم. تفخخ البلدات والقرى الجنوبية وتقصفها، تتوغل في الناقورة وفي دير ميماس، ولا أحد يوقفها لا الصراخ اللبناني ولا حتى الضغوط الفرنسية والاميركية، ولعل هذا ما دفع بآموس هوكستين للعودة مجددا الى لبنان في الثاني من كانون الثاني، ليرأس لجنة مراقبة الاتفاق في الناقورة.
اما في سوريا، فنقطة الفصل، تنفيذ القرار الدولي 2254وهذه نقطة الخلاف الابرز بين السلطة السورية الانتقالية المتمثلة بأحمد الشرع وبين الغرب وعلى أساسها، اما تسير المرحلة الانتقالية على "البارد" واما العكس.
كالعادة, التقط وليد جنبلاط الاشارة, والى دمشق يتوجه غدا، لا لاجراء محادثات مع الشرع وحسب، انما لتأكيد رفض التلاعب بوحدة سوريا العربية في صورة تشبه رفض سلطان باشا الاطرش فكرة تقسيم سوريا الى اربع دول هي دمشق وحلب وجبلُ الدروز واللاذقية العلوية، أيام الانتداب الفرنسي. فجنبلاط يعرف تداعيات ما قد يحصل في سوريا على لبنان, وهي على سبيل المثال , وبمجرد سقوط نظامها, نزعت الاوكسجين عن معسكرات المسلحين الفلسطينيين في لبنان، فأخضعتهم لسلطة الجيش الذي كان قد بدأ منذ ستة اشهر رحلة استعادة الدولة من معسكر الناعمة.
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
في فلك الأعياد المجيدة بدأ لبنان يدور دورته لكنّها لن تجمّد مساراته الرئيسية ولاسيما مسارَيْ الإستحقاقين الرئاسي والجنوبي ومتفرعاتهما. فالطبق الرئاسي على نار حامية في المطابخ السياسية والإتصالات والمشاورات تتسارع مع بدء العد العكسي للجلسة المضروبِ لها موعد في التاسع من الشهر المقبل. والجلسة لا نية لتأجيلها إذ لم يتسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري أي طلب بهذا المعنى من القوى السياسية مؤكداً أن المساعي مستمرة لإنجاح الجلسة.
وفي الجنوب مساعي العدو الإسرائيلي مستمرة لخلق وقائع ميدانية تناقض روحية اتفاق وقف إطلاق النار إذ واصل جيش الإحتلال خروقاته سواء بالتوغلات أو بعمليات خطف مواطنين أو نسف منازل في القرى الحدودية. ومرةً أخرى لم توفر قوات الإحتلال الجيش اللبناني إذ جرفت حاجزه في الناقورة وتمركزت على أنقاضه قبل أن تنسحب.
وعلى أنقاض النظام السابق في سوريا تواصل الإدارة الجديدة محاولات تثبيت أقدامها وفرض حضورها. وفيما وعد زعيم هذه الإدارة أحمد الشرع بعقد مؤتمر وطني في البلاد استمر الزحف الدبلوماسي نحو دمشق حيث برز في الساعات القليلة الماضية فتح الولايات المتحدة خطاً مباشراً مع الشرع الذي كوّنت عنه صورةَ رجلٍ عملي بحسب توصيف الدبلوماسية الأميركية البارزة باربرا ليف التي قادت الوفد الذي اجتمع مع مَنْ كان يُعرف بأبي محمد الجولاني.
في الزيارة الأميركية الأولى بدمشق منذ العام 2011 وجهت واشنطن رسائل غزل إلى الشرع فألغت مكافأة العشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه ووعدت بالنظر في رفع العقوبات وإزالة هيئة تحرير الشام من لائحة الإرهاب. لكن رسائل الغزل هذه تطايرت تحت مظلة الشروط الأميركية وقالت باربرا ليف في ترجمة لهذه الشروط: إنه يتعين على الحكومة السورية الجديدة أن تكون متجاوبة.
وفي ما يعكس تسابق الدول الفاعلة على مواقع النفوذ في البلد العربي الذي أنهكته الصراعات الدولية على أرضه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده باتت العرَّاب للسلطة السورية الجديدة.
وفي موازاة هذا الكلام الطائر من الخاصرة الشمالية لسوريا ثمة أفعال عدوانية في الخاصرة الجنوبية حيث يواصل جيش الإحتلال الإسرائيلي قضم المزيد من الأراضي والتمدد من دون أن يتعرض لأي مقاومة لكن بوادر انتفاضة سورية لاحت من خلال خروج أهالي قرى حوض اليرموك بريف درعا الجنوبي في تظاهرات مناهضة للعدو اإسرائيلي.
أما في الداخل الإسرائيلي فقد كان صاروخ باليستي فرط صوتي يمني يفعل فعله ميدانياً وأمنياً وسياسياً. الصاروخ الذي اصاب هدفاً عسكرياً حيوياً في تل أبيب - على ما أعلنت القوات المسلحة اليمنية - فشلت كل محاولات اعتراضه وتسبب في إصابة نحو ثلاثين مستوطناً وإلحاق أضرار كبيرة ببعض المنشآت.
أما في اليمن وتحديداً في أماكن وجود حركة أنصار الله فقد أُعلنت حالة تأهب قصوى وطُلب من القياديين الحد من التحرك تحسباً لي عدوان إسرائيلي أو عمليات اغتيال.
أبعد من المنطقة، ألمانيا تحت هول عملية دهس أحالت أجواء عيد ميلادها حزينةً. العملية نفذها طبيب سعودي خمسيني مقيم في ألمانيا عندما اقتحم بسيارته أحد اسواق عيد الميلاد المزدحمة في مدينة (ماغديبورغ) ما اسفر عن سقوط خمسة قتلى ومئتي جريح بينهم أربعون في حال الخطر.
مقدمة تلفزيون "المنار"
كلُّ منظوماتِهم الصاروخيةِ في عزِّ استنفارِها عَجَزَت عن حمايةِ تل ابيب من صواريخِ الاسنادِ اليمنية، فهل سيَحمِيهم تشكيلُ لجانِ تحقيقٍ عسكريةٍ لمعرفةِ اسبابِ الفشلِ المرير؟
الحقيقةُ انَ طَرْقَ اليمنيينَ لابوابِ تل ابيب بالحديدِ والنارِ في معركةِ الاسنادِ المستمرةِ اَفشَلَ كلَّ ادعاءاتِ الصهاينةِ واَحرَجَ جيشَهم وحكومتَهم الواقفَيْنِ امامَ الدمارِ الذي تُحدِثُهُ تلكَ الصواريخُ بذهول، ومعرفتِهم بانعدامِ الحلولِ مع شعبٍ يؤدي واجبَ النصرةِ لفلسطين واهلِها، ومستعدٍ لما هو ابعدَ من الاسنادِ اِنِ استمرَّ العدوُ وسيدُه الاميركيُ بتَكرارِ تَطاوُلِهم على يمنِ الحكمةِ والايمان.
وحصيلةُ الضرباتِ اليمنيةِ جرحى بالعشراتِ ومبانٍ مدمّرة، وحالٌ من الفوضَى والارباك، وملايينُ المستوطنين في المخابئِ والملاجئِ عندَ كلِّ دويٍّ لصفاراتِ الانذار، ما ينذرُ بمشهدٍ صعبٍ على الجبهةِ الداخليةِ الصهيونيةِ لن تتحمَّلَه، كما يقولُ كبارُ المحللين والخبراءِ العسكريين .
ما تُخبِرُ به جبهةُ الشمالِ لدى الصهاينةِ هو حالٌ من التخبطِ بينَ المستوطنينَ وحكومتِهم العاجزةِ عن رسمِ خُططٍ لاعادةِ الاِعمار، كما يقولُ مسؤولو المستوطناتِ الذين تَحدثوا عن دمارٍ سيحتاجُ ترميمُه الى اربعِ او خمسِ سنوات، واِن كانوا قد اَخفَوْهُ خلالَ الحربِ كما اَخفَوا الخسائرَ البشريةَ التي استنزَفت الجيشَ على طولِ معركةِ اُولي البأسِ وقبلَها أشهرُ الاسناد.
في معركةِ الاعمارِ وعدٌ والتزامٌ ما حادَ عنه حزبُ الله ولن يَحيد، وان نَقلَ الخائبون في الميدانِ سهامَ حقدِهم وتشويهِهم وتضليلِهم الى جبهةِ اعادةِ الاعمار. وكما حاولوا ضربَ المقاومةِ ببيئتِها خلالَ الحرب، يحاولون اختلاقَ شكوكٍ وخلافاتٍ لاخافةِ الناسِ من الواجبِ الذي يقومُ به حزبُ اللهِ تِجاهَ اهلِه ومن هُدمت بيوتُهم وقراهُم، بل من المُهمةِ المقدسةِ التي يعملُ عليها المعنيون بكلِّ ما اُوتُوا من قوةٍ وامكانات، مع معرفةِ الجميعِ بحجمِ الدمارِ الذي سبَّبَهُ الحقدُ الصهيونيُ على مدى ايامِ الحربِ واشهرِها.
واَشْهَرُ ما تركَهُ سماحةُ سيدِ شهداءِ الامةِ السيد حسن نصر الله من وعدٍ وجَدَّدَهُ الامينُ العامُّ الشيخ نعيم قاسم من التزام، اَنَ البيوتَ المهدمةَ والقرى والاحياءَ ستعودُ اجملَ مما كانت، وستشهدُ الايام.
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
ثمانية عشر يوما حتى التاسع من كانون الثاني، وثلاثة اسئلة تتكرر:
اولا، هل حسمت الدول المؤثرة في الملف اللبناني أمرها نهائيا من تأييد هذا المرشح او ذاك؟ ام ان ما صدر من مواقف رئاسية محلية حتى الآن يقع في هامش المناورات السياسية الداخلية المتاحة قبل القرار الخارجي النهائي؟
ثانيا، كيف سيقارب ثنائي أمل-حزب الله مسألة ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة؟ وهل ما صدر عن كتلة اللقاء الديموقراطي خطوة منسقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ام محاولة للضغط عليه؟
ثالثا، في حال قررت الاكثرية المطلوبة سياسيا وميثاقيا السير بترشيح العماد جوزاف عون، فما هو الارنب الدستوري الذي سيخرجه المعنيون من جعبتهم لتجاوز عتبة المادة 49 من الدستور؟
حتى الآن، كل ما يتداول في الشأن الرئاسي يصب في اطار التكهنات او التمنيات. اما اليقين، فينتظر خروج المعنيين عن صمتهم، اسوة بالتيار الوطني الحر الذي اعلن موقفه الصريح من اللحظة الاولى.
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
السيادة تعود إلى أراض كانت مصادرةً فيها، والعلمُ اللبنانيّ يُرفع من جديد في مناطقَ كانت محظّرةً عليه. ففي مشهد تاق إليه اللبنانيّون منذ عشراتِ الأعوام، تسلّم الجيشُ مركزَين في البقاع من فصيل فلسطيني، كما تسلّم مركزاً ثالثاً في راشيا من فصيل فلسطينيٍّ آخر. المشهد غير المعهود يؤكّد مرّةً جديدة أنّ القرار الدولي واضحٌ باستعادة لبنان سيادتَه على أراضيه، والقرارُ سيتمدّد حكماً إلى الجنوب وإلى كلّ لبنان. إذ إنّ الجميع يريد رؤيةَ سلاحٍ واحدٍ فوق الأراضي اللبنانيّة، ويريد القوى الأمنيّة الشرعيّة فقط لا غير. في الأثناء المعركةُ الرئاسيّةُ تزدادُ حماوةً، وإن بشكل غير ظاهر. فحركة الإتصالاتُ بين الأطرافِ السياسيّة في الذروة، ومعظمِ قنواتِ الإتصال مفتوحةٌ في العلن وفي السرّ حتى بين قوىً على خصام شديد. لكنّ هذه الإتصالات، على أهميتها، لا تعني إطلاقاً أنّ جلسة التاسع من كانون الثاني ستشهد حتماً انتخابَ رئيسٍ للبنان. فالتعقيدات كثيرة، ومعظم الأطراف السياسيّة لا تزال متردّدةً في اتخاذ موقفٍ نهائيٍّ من الإستحقاق، ربما في انتظار ما قد يأتي من واشنطن بعد العشرين من كانون الثاني المقبل! في سياق آخر تترقّب الأوساطُ السياسيّةُ نتائجَ الزيارةِ التي سيقوم بها الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى دمشق غداً. وهي ذاتُ أهميّةٍ خاصة لأنَّ جنبلاط هو أولُّ سياسيٍّ لبنانيّ يتواصل مع القيادة الجديدة في سوريا، وسيُشكّل اجتماعُه بأحمد الشرع مؤشّراً أوليّاً إلى الإتجاهات المستقبليّة للعلاقات اللبنانيّة-السوريّة. إقليمياً، الوضع يتدهور بين الحوثيّين وإسرائيل. فالحوثيون أطلقوا صاروخاً تجاه تل ابيب أدّى إلى إصابة ستة عشر شخصاً بجروح، فيما اعترض الإسرائيليّون طائرةً مسيّرة من اليمن. وقد حذر نتنياهو الحوثيّين من دفع ثمنٍ باهظ، فيما وجّهت أميركا ضربةً جويّةً مركّزة إستهدفت مركزَ قيادةٍ وتحكمٍ للحوثيّين. فهل ستبدأ معركةُ اليمن بعد معاركِ غزة ولبنان وسوريا؟ البداية من الملف الرئاسي. ففيصل كرامي ينفصل رئاسياً عن الثنائي أمل - حزبُ الله، ومصادرُه تؤكّد أنه ذاهبٌ نحو بلوك سنيّ وطنيّ يتبلور الأسبوع الطالع