تناول الإعلام الإسرائيلي مؤخرا الخطوة التي اتخذها الجيش لناحية إزالة عشرات اللافتات التي تحمل صور قادة وشخصيات في بيروت، واستبدل العديد منها بملصقات تدعم العهد الجديد.
وفي أبرز الأمثلة، على طول الطريق
الرئيسي المؤدي إلى مطار بيروت الدولي، تم استبدال لوحات إعلانية كبيرة، وأُجري
تغيير مماثل على لوحة إعلانية كانت تعرض على مدى العامين الماضيين صورة
قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق
القدس الإيراني، واستُبدلت تلك اللوحة أيضًا بلافتة تدعم العهد.
في هذا السياق، قال موقع "تايمز أوف
إسرائيل" الإسرائيلي في مقال أن هذه الحملة تأتي وسط تصريحات حازمة متزايدة من مسؤولين لبنانيين تدعو إلى نزع
سلاح حزب الله. ورغم إضعافه الشديد جراء الضربات
الإسرائيلية خلال الصراع، تُقدّر
الولايات المتحدة وإسرائيل أن حزب الله لا يزال يمتلك عشرات الآلاف من المقاتلين المسلحين في
لبنان.
وحسب الموقع، رغم الضغوط المتزايدة، لا يزال حزب الله محتفظًا بنفوذه من خلال حلفائه السياسيين.
تابع الموقع:" في ظل الزخم الداخلي في لبنان نحو تحدي تسليح حزب الله، يتزايد الضغط الخارجي، وخاصةً من الولايات المتحدة. قامت نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى
الشرق الأوسط،
مورغان أورتاغوس، بزيارتين إلى لبنان في الأشهر الأخيرة. وخلال هاتين الزيارتين، استخدمت أقوى لهجة أميركية حتى الآن ضد حزب الله".
وأشار الموقع، إلى أنّه رغم الضغوط، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان سيتم نزع سلاح حزب الله حقا.
وقال": لقد ترسخت في المجتمع اللبناني لأكثر من أربعة عقود، وحظيت بدعم قوي من شريحة كبيرة في البلاد. وإلى جانب قدراتها
العسكرية، يدير حزب الله بنية تحتية اجتماعية واسعة، تشمل المدارس والعيادات الصحية وشبكة مالية، مما ساهم في ترسيخ نفوذها بين
المجتمعات في جميع أنحاء لبنان.
ورأى المقع انّه سياسيًا، لا يزال حزب الله يتمتع بنفوذ إذ لا يزال الحزب وحلفاؤه يشغلون مناصب في الحكومة
اللبنانية. ورغم انخفاض عدد الوزراء الموالين لحزب الله مقارنةً بالحكومة السابقة، إلا
أنهم لا يزالون يشكلون حوالي خُمس الحكومة الحالية، مما يسمح لهم بمحاولة الحفاظ على موطئ قدم في صنع السياسات ومقاومة الإصلاحات الجذرية.. وعلاوة على ذلك، ورغم الخطاب القوي الصادر عن شخصيات لبنانية ودولية بشأن ضرورة نزع سلاح حزب الله، فإن
القيادة اللبنانية لا تزال تؤكد أن أي عملية من هذا القبيل يجب أن تتم من خلال الحوار، خوفاً من أن يؤدي
اتباع نهج أكثر حزماً إلى دفع البلاد إلى حرب أهلية أخرى".
ولفت الموقع إلى أنّه لا يزال الطريق أمام لبنان غامضًا. وبينما تظهر بوادر
التغيير قد يكون تحدي فكّ ارتباط حزب الله الراسخ بالنسيج السياسي والاجتماعي للبلاد أصعب بكثير من إزالة أعلامه من
الشوارع.