أفاد أشخاص مطلعون أن فوضى واسعة سادت في البنتاغون بعد الكشف أن
وزير الدفاع بيت هيغسيث أنشأ محادثة على تطبيق سيغنال مع زوجته ومحاميه الشخصي وآخرين، ونشر فيها معلومات عسكرية حساسة.
كان هيغسيث يواجه أسئلة بشأن كتابته خطط غارات وتفاصيل أخرى حول عملية عسكرية قبل الضربات الأميركية على الحوثيين في اليمن في محادثة على سيغنال مع كبار مسؤولي إدارة
ترامب. وقال شخص مطلع على المحادثة إن هيغسيث نشر المعلومات نفسها تقريباً في محادثة أخرى تضم زوجته ومساعدين آخرين، ولا تتطلب معرفة فورية بالمهمة.
ويأتي الكشف عن محادثة سيغنال بعد إقالة عدد واسع من كبار المعينين السياسيين من البنتاغون أو استقالتهم خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعضهم دون تفسير واضح.
وفي غضون ذلك،
يحاول فريق الأمن القومي للرئيس ترامب التوسط في صفقات حساسة مع
روسيا وأوكرانيا وإيران، مما يضع ضغطاً هائلاً على مجموعة تفتقر إلى
الخبرة إلى حد كبير في دبلوماسية السياسة الخارجية الحساسة.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن أحدث مجموعة دردشة على منصة سيغنال، وهي "فريق هادل" للدفاع، ضمت 13 شخصاً، بينهم شقيق هيغسيث، وهو مسؤول اتصال في وزارة الأمن الداخلي رافق وزير الدفاع في رحلته، بالإضافة إلى محامي هيغسيث الشخصي.
وأضاف المصدر أن وزير الدفاع بدأ الدردشة تزامناً مع جلسة تأكيد
تعيينه، واستُخدمت جزئياً لوضع استراتيجيات قبل مثوله أمام الكونغرس.
بعد وقت قصير من نشر صحيفة "
نيويورك تايمز" تقريراً عن دردشة سيغنال الجديدة، كتب جون أوليوت، المتحدث السابق باسم البنتاغون الذي كان يعمل تحت إمرة هيغسيث، في بوليتيكو أن البنتاغون في "فوضى عارمة" و"اضطراب" تحت قيادة الوزير.
وزعم أوليوت أن 3 مسؤولين في البنتاغون مُقالين - جميعهم موالون لهيغسيث - تعرضوا للتشهير زوراً من قِبل مسؤولين مجهولين، متهمين إياهم بتسريب معلومات فشلوا في اختبارات كشف الكذب.
وكتب أوليوت: "بينما أعلنت
الوزارة أنها ستجري اختبارات كشف الكذب كجزء من التحقيق، لم يخضع أيٌّ من الثلاثة لاختبار كشف الكذب. للأسف، اعتاد فريق هيغسيث على نشر أكاذيب صريحة، يسهل دحضها، دون الكشف عن هويته، عن زملائهم أثناء مغادرتهم العمل".
كتب أوليوت: "من تسريبات الخطط العملياتية الحساسة إلى عمليات التسريح الجماعية، أصبح هذا الخلل الآن مصدر تشتيت كبير للرئيس - الذي يستحق الأفضل من قيادته
العليا".
وأضاف: "يتمتع الرئيس
دونالد ترامب بسجل حافل في محاسبة كبار مسؤوليه، وبناءً على ذلك، من الصعب تصور بقاء وزير الدفاع بيت هيغسيث في منصبه لفترة أطول".
وعندما طُلب منه توضيح المزيد حول ادعاءاته، أشار أوليوت، الذي استقال من البنتاغون الأسبوع الماضي، إلى مقاله في صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي المقابل، رد شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون، على موقع "إكس" مساء الأحد: "لم تكن هناك أي معلومات سرية في أي محادثة عبر سيغنال، مهما حاولوا نسج القصة. والصحيح هو أن مكتب وزير الدفاع يواصل تعزيز قوته وكفاءته في تنفيذ أجندة الرئيس ترامب".
وفي آذار، قالت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية: "أي نشر غير مصرح به لمعلومات سرية يُعد انتهاكاً للقانون، وسيتم التعامل معه على هذا الأساس".
واعتبر بعض مسؤولي البنتاغون أن الكشف الأخير عن محادثة سيغنال دليل إضافي على أن البنتاغون غارق في حالة من عدم القدرة على التنبؤ بقيادة هيغسيث. فقد أقيل ما لا يقل عن 10 أدميرالات وجنرالات، وتغيرت ممارسات راسخة، وأنهيت مبادرات التنوع.
قال
زعيم الأقلية في مجلس
الشيوخ، تشاك شومر، على قناة إكس: "التفاصيل تتوالى. نكتشف باستمرار كيف عرّض بيت هيغسيث الأرواح للخطر، لكن ترامب لا يزال أضعف من أن يُقيله"، وأضاف: "يجب إقالة بيت هيغسيث".