Advertisement

لبنان

"رسالة" استهداف الضاحية الجنوبية.. إسرائيل لم تعد "تحتاج" لذرائع؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
28-04-2025 | 12:30
A-
A+
Doc-P-1352871-638814325598070558.jpg
Doc-P-1352871-638814325598070558.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الثاني الماضي، بقيت الضاحية الجنوبية لبيروت بمنأى عن الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية حتى 28 آذار الماضي، حين وجد المسؤولون الإسرائيليين في حادثة إطلاق قذيفتين صاروخيتين من لبنان "ذريعة" لاستهدف حيّ الحدث المكتظّ بالسكان، بعد "إنذار عاجل" وجّهه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، كما كان يفعل خلال أيام الحرب الدمويّة.
Advertisement
 
بعد ذلك بأيام قليلة، وتحديدًا في الأول من نيسان، عاودت إسرائيل استهداف الضاحية الجنوبية، هذه المرّة في ساعات الفجر، ومن دون إنذار مسبق، لكنّ الذريعة كانت "اغتيال" أحد كوادر "حزب الله"، بحجّة أنّه كان يتعاون مع عناصر من حركة "حماس"، في التخطيط لهجوم كبير ووشيك ضدّ إسرائيليّين، فصُنّف الهجوم ضمن عمليات الاغتيال والاستهداف لعناصر وكوادر "حزب الله" التي لم تتوقف في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.
 
يوم الأحد، استُهدِفت الضاحية للمرّة الثالثة منذ اتفاق وقف إطلاق النار، لكن بظروف مغايرة هذه المرّة، فالقصف الذي سبقه "إنذار" على منصّات التواصل الاجتماعي، جاء بلا مقدّمات، ومن دون ذرائع، كما حصل في المرّتين السابقتين، حيث اكتفت إسرائيل بالادّعاء أنّ "حزب الله" يخزّن أسلحة "دقيقة" في المكان المُستهدَف، وهو بالمناسبة مجرّد "هنغار" بين مبانٍ سكنيّة، فكيف يمكن تفسير هذا "التصعيد" الإسرائيلي، وهل من تبعات محتملة له؟!
 
تصعيد "نوعيّ"
 
قد لا يكون مُستغرَبًا القول إنّ استهداف حيّ الحدث يوم الأحد، يندرج في المقام الأول في إطار "الحرب النفسية" التي تواصل إسرائيل شنّها ضدّ لبنان و"حزب الله"، فهي لا تقول فقط إنّها لم تعد تحتاج إلى "ذرائع" لاستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، بل تقول إنّ الضاحية باتت جزءًا من معادلة "حرية الحركة" التي شرّعتها لنفسها منذ انتهاء الحرب، وبالتالي فإنّ ما يسري على المناطق الجنوبية التي تشهد خروقات يومية، ينطبق عليها أيضًا.
 
وقد لا يكون هذا الاستنتاج بعيدًا عن التكتيكات الإسرائيلية الدائمة، ففي قطاع غزة مثلاً، يذكر الجميع حجم "الذرائع" التي لجأت إليها تل أبيب لتبرير استهداف مستشفى المعمداني في المرّة الأولى، لدرجة أنّ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تبنّى يومها "فرضية" أنّ حركة حماس هي التي قصفت المستشفى "بالخطأ"، قبل أن يصبح استهداف المستشفيات بعد ذلك "نهجًا" تعتمده إسرائيل، من دون أن تبحث عن أيّ ذرائع تبرّر بها جرائمها.
 
بهذا المعنى، يُفهَم الاستهداف الإسرائيلي المتجدّد للضاحية الجنوبية لبيروت بوصفه تصعيدًا "نوعيًا" من جانب إسرائيل، التي يبدو أنّها تمضي في خروقاتها، غير آبهة بكلّ الضغوط الإقليمية والدولية، إن وُجِدت، والتي تبدو "مرتاحة" لعدم حصول أيّ ردّ على انتهاكاتها، خصوصًا من جانب "حزب الله"، بوصفه غير جاهز لمواجهة جديدة معها، ولو أنّ هناك وجهة نظر أخرى تقول إنّ إسرائيل "تستدرج" الحزب لخوض جولة ثانية من الحرب، كما هو الحال في غزة.
 
أيّ تبعات لهجوم الضاحية؟
 
بعيدًا عن الرسائل الإسرائيلية "النارية" من الهجوم على الضاحية، الذي تصنّفه تل أبيب ضمن معادلة "حرية الحركة" التي تسعى لفرضها منذ اتفاق وقف إطلاق النار، بدليل التسريبات عن أنّها أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم قبل القيام به، ثمّة علامات استفهام تُطرَح عن "التبعات المحتملة" للاستهداف الجديد، خصوصًا في ضوء مخاوف تبدو مشروعة، من أن يكون مجرّد "مقدّمة" لسلسلة هجمات قد تتكثّف في المرحلة المقبلة.
 
على مستوى "حزب الله"، لا تزال الأوساط السياسية تستبعد أن يلجأ إلى أيّ ردّ "عسكري" على الهجوم الجديد، على الرغم ممّا يتعرّض له من "إحراج" نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، وعلى الرغم من "الاحتقان" الذي تسبّبه هذه الخروقات على مستوى بيئته الحاضنة، إلا أنّ الحزب يعتبر أنّ "المهلة" التي منحها للدولة للتصدّي لهذه الانتهاكات لم تنتهِ بعد، وإن كان كثيرون يرون في ذلك "غطاء" لحقيقة أنّ الحزب غير قادر على العودة إلى الحرب.
 
وإذا كان الحزب سيرمي الكرة في ملعب الدولة اللبنانية، باعتبار أنّ الانتهاكات الإسرائيلية المتكرّرة "تضعف" موقف المنادين بالدبلوماسية سبيلاً وحيدًا لمواجهة العدوّ، فإنّ التقديرات تشير إلى أنّ الهجوم على الضاحية لن يغيّر الكثير في المعادلات على الأرض، فالدولة ستطالب الدول الراعية والضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، ولا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، بتحمّل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، لينتهي الأمر عند هذا الحدّ.
 
لعلّ ما يخشاه كثيرون هو أن يكون الهجوم على الضاحية الجنوبية مجرّد "مقدّمة" لسلسلة أخرى من الهجمات، التي قد تتكثّف في المرحلة المقبلة، طالما أنّ كلّ خروقاتها تمرّ مرور الكرام، بل إنّها أضحت جزءًا من "الروتين". وقد يكون هذا "أخطر" ما في الأمر، فكلما سئمت إسرائيل من "روتين محدّد"، تعمد إلى رفع حجم الخروقات، لزيادة "التشويق" ربما، فمن يضع حدًا لهذا "التمادي" الإسرائيليّ، الذي يبدو بلا أفق، حتى الآن على الأقلّ؟! 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa