لا يفهم العلماء تماما كيف يعمل السرطان، ومن الصعب تحديد أصول السرطان بدقة نظرا لوجود العديد من العوامل، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة وحتى الوظائف.
ووجدت العديد من الأبحاث هذا العام روابط للسرطان في حياتنا اليومية. وعلى الرغم من كونها مثيرة للاهتمام، إلا أن الأدلة لا تشير بشكل مباشر إلى أسباب السرطان. لكن فهم الارتباطات يمكن أن يساعد العلماء على طرح أسئلة بحثية مستقبلية لتحسين معرفتنا بالمرض وكيفية الوقاية منه.
شرب الخمر، حتى لو تناولت كأسا واحدا أو اثنين من المشروبات الكحولية يوميا، قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان
في حين تم تصنيف الكحول منذ فترة طويلة على أنه مادة مسرطنة، يستمر البحث في دعم النظرية القائلة بأنه قد لا يكون هناك كمية آمنة للشرب.
ووجدت دراسة نُشرت في يوليو في The Lancet Oncology أن الشرب الروتيني، حتى باعتدال، مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان.
ووجد باحثون من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان أن إجمالي 741300 حالة سرطان جديدة على مستوى العالم العام الماضي كانت مرتبطة بالكحول.
وتوصلت الدراسة إلى أن شرب ما لا يقل عن كأسين في اليوم مرتبط بـ 103 آلاف حالة سرطان جديدة في عام 2020.
بعض كريمات الوقاية من الشمس ملوثة بمادة مسببة للسرطان
غالبا ما يُنصح باستخدام واقي الشمس كاستراتيجية للتخفيف من سرطان الجلد الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس.
لكن في هذا العام، دعا مختبر فاليشور، وهو معمل اختبار مستقل، إلى سحب 40 مجموعة من المنتجات الواقية من الشمس من المتاجر بعد أن ثبت احتواؤها على بالبنزين، وهي مادة كيميائية صناعية مسرطنة.
ومن المعروف أن البنزين يزيد من خطر الإصابة بالسرطان منذ عام 1977، عندما وجدت دراسة أن العمال الذين تعرضوا له كانوا أكثر عرضة للإصابة باللوكيميا بتسع مرات.
وقد تكون المنتجات الواقية من الشمس تلوثت دون قصد بالبنزين أثناء التصنيع، حيث يتم استخدام المادة الكيميائية كمذيب صناعي. قال الخبراء إنه في حين أن كمية المادة الكيميائية الموجودة في واقي الشمس كانت صغيرة، إلا أنه لا يوجد تعرض آمن.
كما عثر على مادة البنزين المسببة للسرطان في 18 نوعا من مزيلات العرق
ربط تناول المشروبات الغازية بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى النساء الأصغر سنا
وجدت دراسة نُشرت في 6 مايو في مجلة Gut أن شرب الصودا يوميا قد يساهم في زيادة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب.
وقال الباحثون إن النساء اللائي تناولن حصصا متعددة من الصودا أو غيرها من المشروبات السكرية كل يوم كن أكثر عرضة للإصابة بالسرطان قبل سن الخمسين مقارنة بأقرانهن اللاتي شربن أقل من مشروب غازي واحد في الأسبوع.
وتشير الدلائل إلى أن الخطر يبدأ في سنوات المراهقة، حيث تساهم كل وجبة يومية من المشروبات المحلاة بين سن 13 إلى 18 عاما في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون قبل سن 50.
تصنيف مستحضرات التجميل مثل الماسكارا المقاومة للماء وكريم الأساس على أنها "مواد كيميائية للأبد"
وقع اختبار مجموعة متنوعة من مستحضرات التجميل إيجابيا "للمواد الكيميائية للأبد" المسببة للسرطان هذا العام، بما في ذلك الماسكارا المقاومة للماء وأحمر الشفاه السائل وكريم الأساس.
واختبر الباحثون 231 عينة من مستحضرات التجميل ووجدوا أن ما يقارب نصفها يحتوي على مستويات عالية من الفلور، ما يشير إلى وجود مواد "الفاعلات بالسطح الفلورية".
وتشهر مجموعة المواد الكيميائية "الفاعلات بالسطح الفلورية"، أو PFAS باختصار، بكونها باقية في البيئة وجسم الإنسان بمرور الوقت، وتتراكم وتخلق مخاطر صحية.
ووقع - ربط التعرض لأنواع شائعة من PFAS بالعديد من أنواع السرطان، بالإضافة إلى مشاكل الغدة الدرقية والجهاز المناعي.
قد يكون لمبيدات الحشرات آثار على عوامل خطر الإصابة بالسرطان
وجدت دراسة من عام 2021 أن النساء اللائي تعرض أجدادهن لمبيدات الآفات السامة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
ويعرف ثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلورو الإيثان، أو "دي دي تي" (DDT )، بأنه مادة كيميائية وقع حظرها في عام 1972 بعد أن أشارت الأدلة إلى أن مخاطرها على صحة الإنسان والبيئة تفوق فوائد قتل الحشرات.
وبعد عقود، وجد الباحثون أن المخاطر الصحية قد تنتقل عبر الأجيال. وكشف بحث من جامعة كاليفورنيا في ديفيس، أن أحفاد النساء اللائي كن حوامل خلال الفترة التي كانت مادة الـ"دي.دي.تي" شائعة، أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بمرتين أو ثلاث مرات.
وكانت النساء في العشرينات والثلاثينات من العمر اللائي تعرضت جداتهن لمادة الـ"دي.دي.تي" أكثر عرضة لبدء الدورة الشهرية مبكرا، في سن 11 عاما.
تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدا يمكن أن يرتبط بخطر الإصابة بنوع نادر من سرطان الدماغ عن طريق العدوى الطفيلية
وجد الباحثون في جمعية السرطان الأمريكية أن التوكسوبلازما أو المقوسة الغوندية (T. gondii)، وهي طفيلي وحيد الخلية موجود في اللحوم والماء الملوثين، مرتبط بشكل عدواني من سرطان الدماغ.
ويُعرف السرطان النادر باسم الورم الدبقي، وهو مسؤول عن 80% من أورام الدماغ الخبيثة.
وتشير الأبحاث إلى أن الطفيليات قد تصيب ما بين 20% إلى 50% من سكان العالم. وغالبا ما لا يتم اكتشافها في المضيف البشري، ولكنها تسبب أحيانا خراجات داخل الدماغ.
وقال الباحثون إن التورم الناتج عنها يمكن أن يؤدي إلى ورم دبقي. لكن الورم الدبقي لا يزال نادرا للغاية، ولم يتم ربط المقوسة الغوندية بشكل مباشر بعد بالسرطان، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
( بزنس إنسايدر)