أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل ان الانتخابات المقبلة مصيرية في حياة لبنان واللبنانيين فإما ان نخطو الخطوة الأولى على طريق الخروج من الوضع القاتل، أو أن نعود الى دوامة التسويات والمساومات التي دمرت البلد.
كلام رئيس الكتائب جاء في خلال عشاء ميلادي أقامه جهاز الإعلام في الحزب تكريماً للإعلاميين. ولفت الى أهمية الأشهر الأربعة المقبلة على لبنان والتي تسبق الانتخابات النيابية المنتظرة وهي من الأهم في تاريخ البلد وبمثابة الاختيار بين الحياة والموت، وبين البقاء في البلد أو الرحيل عنه وهذه ليست مبالغة نظراً للحالة التي وصل اليها لبنان.
ورأى ان لا ضوء أمل في الأفق سوى الاستحقاق الانتخابي ولو انه لن يكون المحطة الأخيرة في التغيير، الا انه البداية التي لا بد منها للقيام بالخطوة الأولى، فمن دون إنطلاق قطار التغيير من مجلس النواب في هذا الاستحقاق بالذات، لا امل بتحقيق اي تغيير، والأساس هو ادخال اشخاص جدد الى المجلس يمارسون السياسة ويعملون بطريقة مختلفة.
وشرح غاية العمل الذي تقوم به الكتائب، وقال: “آن الأوان ان نبي وطناً جديداً يمكن ان نخطط فيه لغدنا، دون ان يكون الهدف التحضير لهجرة محتملة لأننا لا نعرف ما سيصل اليه وضع البلد بعد بضعة أشهر”، معتبراً “اننا نعيش في المؤقت أكثر من اي وقت مضى ومصيرنا غامض”.
ورفض الجميّل إستمرار الوضع على ما هو عليه او تأجيل مشاكلنا باستمرار وأن ننتقل من تسوية الى اخرى تراكم المشاكل دون حل، الأمر الذي تسبب بتدمير البلد، معتبراً ان هذه الطريقة هي نهج تسووي اتبعته الطبقة السياسية ولا يمكننا ان نخرج من المؤقت الذي نعيشه سوى بالتخلي عن هذا النهج لبناء بلد وهذا يتطلب جرأة والانتقال الى مرحلة جديدة في العمل السياسي والمشروع والوجوه والقوى السياسية.
ولفت الى أن حزب الكتائب قام بمراجعة سياسية في العام 2015 وقرر الابتعاد عن هذه المنظومة، والبناء لقيام انتفاضة في الحياة السياسية تولد نهجاً جديداً وقوى سياسية جديدة تتألف من شابات وشبان لبنانيين ينقلون البلد الى مكان آخر.
وأردف الجميّل قائلاً: “عندما اتخذنا هذا القرار وخرجنا من الحكومة ووقفنا في وجه المنظومة، تساءل الكثيرون عن مغزى ما نقوم به، وعن سبب رفضنا التحالف مع اي من اركان المنظومة وخسارة نواب في الانتخابات، والحقيقة ان ما قمنا به قد اسّس نهجاً سياسياً جديداً مبني على الصدق والحقيقة ورفض المساومة والتسويات واتخذنا هذا القرار مع علمنا اننا، وفي ظل القانون الأكثري الذي كان سارياً وقتها، كنا نخاطر بخسارة كل مقاعدنا النيابية”.
واستطرد قائلاً: “كنا ندرك يومها ان التسوية الرئاسية ستؤدي الى الانهيار وتسليم حزب الله البلد، وعزل لبنان، والى دمار البلد اقتصادياً، وقد حذرنا من كل ما يمر فيه لبنان منذ ذلك الحين وعندما قلنا ان لبنان يتجه الى الافلاس في مقابلة موثقة منذ العام 2018 بقراءة للأرقام التي كانت تسجل، اتهمنا بالشعبوية”.
وبالحديث عن الثورة، قال رئيس الكتائب ان الشعب اللبناني أعرب عن رفضه للنهج التسووي مطالباً بالتغيير واقتنع اللبنانيون ان الوقت قد حان لإرساء نهج جديد، وتجلى ذلك في أجمل انتفاضة جمعت لبنان بكل ابنائه ولم تستثني اي طائفة ورفرف العلم اللبناني في كل المناطق وأعطى الأمل بحياة جديدة وهذا ما نقلته كاميرات وسائل الاعلام كافة، إلى أن قامت ثورة مضادة شرذمت اللبنانيين بشد العصب الطائفي واستعمال السلاح وبمزيد من التسويات وقهر الناس وافقارهم لإخضاعهم وقتل الأمل فيهم واجبارهم على العودة الى المنظومة ونهجها في المحاصصة.
واعتبر الجميّل ان ما يقوم به حزب الكتائب اليوم هو مواجهة محاولة اخضاعنا للأمر الواقع، مجدداً التأكيد بأننا “لن نخضع بل سنصمد على كل المستويات بوجه هذه المحاولات التي تقوم بها المنظومة لمنع التغييريين من التوحد وضرب مصداقيتهم لمنع تشكيل بديل سياسي قوي، والتحدي اليوم هو أن نقدّم للناس مجموعة سياسية تريد التغيير وسيادة الدولة والإصلاح والمحاسبة، وهؤلاء يريدون التعاون وسيتعاونون على الرغم من كل المحاولات الجارية لضرب الخيار الآخر في البلد، فهذا الخيار سيتكوّن ويجتمع ويتوحد قبل الانتخابات المقبلة وسيكون عابراً للطوائف والمناطق.
وتوجه رئيس الكتائب الى الإعلاميين الحاضرين، معتبراً ان الفرصة موجودة للمساهمة في ولادة البديل بدل شرذمته عبر الدفع باتجاه قيامه، وعلينا مسؤولية تحصينه لتقديم أمل جديد للناس ونحن بحاجة اليكم والمسؤولية كبيرة على الجميع للحؤول دون اضطرار اللبنانيين للاختيار بين السيء والأسوأ وحتى لا تذهب التضحيات سدى من جبران تويني الذي حوّل النهار الى معقل للحرية والسيدة والاستقلال الى بيار وبشير وانطوان وكل الشهداء الذين قدموا حياتهم للبنان.
وختم الجميّل بالتأكيد انه على الرغم من كل الاتهامات التي ستساق ضد التغييرين فإن خيارهم واضح لا يتبدل لبناء بلد تعدديّ، منفتح ومتحرر من اي قيود طائفية او جندرية، لبنان الاقتصاد الحر، واللامركزية والحياد، والعمل تدريجاً على تطوير النظام السياسي لحماية التنوع المجتمعي الموجود.