كشفت دراسة عالمية حديثة نشرتها التليغراف أن الغضب يمكن أن يؤدي إلى سكتة دماغية. وبينت الدراسة التي شاركت فيها جامعة أيرلندا الوطنية أن واحدًا من كل 11 ناجيا من السكتات الدماغية عانى من نوبة غضب أو ضيق في الساعة التي سبقت السكتة الدماغية التي أصيب بها، حيث شارك في البحث الذي نُشر في مجلة القلب الأوروبية 13462 حالة إصابة بسكتة دماغية حادة لمرضى من 32 دولة من خلفيات عرقية مختلفة.
ويؤكد أندرو سميث، أستاذ علم الأوبئة السريري في غالواي وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، أن مشاعر الغضب ترفع هرمونات التوتر التي تؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب ثم ضغط الدم، وأن بعض الهرمونات تسبب شداً في الأوعية الدموية في الدماغ، وهاتان الحالتان يمكن أن تؤديا إلى تمزق الأوعية الدموية، كما يحدث في السكتة الدماغية التي يرافقها نزيف في الدماغ.
لذا تعد السكتة الدماغية مصدر قلق كونها سبباً خطيراً ورئيسياً للوفاة أو الإعاقة، حيث يصاب واحد من كل ستة أشخاص بسكتة دماغية.
غضب مكبوت
وذكرت جمعية السكتات الدماغية أن هناك 1.3 مليون ناجٍ من السكتات الدماغية في المملكة المتحدة، ومع ذلك يقول الطبيب النفسي مايكل فيشر، مؤسس الجمعية البريطانية لإدارة الغضب، إن أسوأ شيء تقوم به عند الغضب هو تهدئة أعصابك مما يخلق «غضباً هادئاً»، وهو ما يعني جعل الغضب مكبوتاً داخلياً من دون التنفيس عنه بأي صورة.
ويضيف فيشر: «يعتمد أغلب الناس ثقافة الانفجارات الداخلية ويحافظون على هدوئهم، لكن هرمونات التوتر ترتفع، وتحطم جهاز المناعة لديهم.
5 أعراض
وقد تؤدي نوبة الغضب أو الإجهاد إلى الأعراض التالية:
1- جفاف الفم.
2- سرعة ضربات القلب.
3- مشاكل في الجهاز الهضمي.
4- ارتفاع ضغط الدم.
5- التعرق والشعور بالدوخة.
لكن الغضب المكبوت الذي يتولد مثلاً من المدير الذي يغضبك يومياً، أو من علاقة سامة مستمر فيها يمكن أن يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الكورتيزول في الجسم، الذي يؤدي بدوره إلى اضطراب الشهية (متلازمة التمثيل الغذائي)، وبالتالي زيادة دهون البطن.
علاوة على ذلك، تحدث مستويات غير طبيعية من الكوليسترول أو الدهون الثلاثية. لذا هناك ضرورة ملحة لتقليل المخاطر الناتجة عن المزاج المتعكر والعلاقات السامة وتفادي مخاطر الغضب الهادئ.
إدارة الغضب
يقول ريتشارد ستيفنسون، اختصاصي إدارة الغضب والمعالج النفسي في مستشفى نايتينجيل بلندن: «إنه من الصحي التعبير عن الغضب، ومن السيئ جداً ألا تقول شيئاً عند غضبك وأن تبقى صامتاً».
ويوضح أنه عندما ينفجر الغضب في فورة غير منضبطة أو يتم قمعه ليصبح الشخص في حالة «الغضب الهادئ»، فهذا يشكل خطراً حقيقياً على الصحة بشكل عام.
ومن جهته، يقول أندرو سميث: «نحتاج جميعاً إلى إيجاد استراتيجيات للتكيف، لمساعدتنا على التعامل مع نوبات الغضب أو الظروف المزعجة. هناك أشياء تؤدي إلى استجابة أجسامنا بشكل أفضل لنصل إلى التكيف، سواء كان ذلك بتمارين التنفس أو التأمل أو تقنيات اليقظة».
وثبت أن التنفس العميق المنظم يبطئ معدل ضربات القلب بطريقة فعالة مثل مهدئات البنزوديازيبين. وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات أظهرت أن التمرينات يمكن أن تحسن مزاجك، لكن يحذر سميث من زيادة مستويات نشاطك بسرعة كبيرة. بينما وجدت الدراسة أن السكتة الدماغية مرتبطة أيضاً بالإجهاد الشديد، لذا من المهم تغيير النهج اتجاه كل ما يثير غضبك في المقام الأول عن طريق الخطوات التالية:
نصائح
قدم الخبراء النصائح التالية لتفادي الآثار السلبية على الصحة التي يسببها الغضب:
1- عبر عن غضبك (يمكنك أن تقول هذا أزعجني - لقد خذلتني).
2- كن على دراية بمحفزات غضبك وتجنبها.
3- تجنب الأشخاص الذين تتحكم فيهم «الأنا» ويستفزون مشاعرك.
4- تذكر أن الغضب غالباً ما يكون عاطفة تخفي وراءها حزناً، أو خوفاً، أو استياء أو ألماً.
5- تخلص من أحزانك وكن لطيفاً مع نفسك.
6- واجه مخاوفك وابحث عن حلول.
7- تنفس بشكل عميق منظم لتبطئ معدل ضربات القلب.
8- مارس الرياضة والتأمل.