من الواضح ان احد اهداف خصوم حزب الله في الداخل وفي الخارج وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية هو عزل الحزب سياسيا، اي ضرب حلفائه واضعافهم وجعله وحيدا داخل بيئته الطائفية وكشفه وطنيا، وهذا لا يتم الا من خلال خسارته الاكثرية في الانتخابات النيابية المقبلة.
يجب ان تحقق الانتخابات النيابية، من وجهة نظر الاميركيين، هدفين في مسار عزل حزب الله، الاول اضعاف حليفه المسيحي، اي "التيار الوطني الحر"، وجعله قوة سياسية صغيرة غير قادرة على تأمين الغطاء السياسي والوطني للحزب في المرحلة المقبلة.
اما الهدف الثاني فهو منعه من الاحتفاظ بالاكثرية، بغض النظر عما اذا كان الطرف المقابل سيمتلك اكثرية ام انها ستكون اكثرية مشتتة لا تتفق على شيء، الا على الخصومه مع الحزب، وهذا سيجعل الحزب في مواجهة متدحرجة مع كل البيئات اللبنانية التي ستحمل الحزب مسؤولية استمرار الازمة الراهنة.
في الاسابيع الماضية، ومع تفاعل الخلاف بين حزب الله والتيار الوطني الحر، بدا الاخير غير قادر على تحمل الضغوط التي تفرضها الساحة المسيحية عليه في قضايا لا تتوافق مع توجهات الحزب واصبح مضطرا لاتخاذ مواقف صارمة منها .
يدرك التيار ان من مصلحته الانتخابية الكاملة ان يتحالف مع حزب الله، لكنه يحاول التعامل مع الضغوط السياسية والاعلامية لتجنب المزيد من النزف الشعبي، وهذا ما قد يدفعه الى مزيد من التمايز عن الضاحية الجنوبية في الايام المقبلة.
هذا التمايز الذي ظهر بطريقة واضحة بعد كلام رئيس التيار جبران باسيل، اعطى دفعا واضحا لخصوم الحزب للاستثمار فيه، او اقله لدفع التيار والعهد الى مزيد من التمايز عن حليفه، ولعل موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خير دليل على ذلك.
سيشكل ابتعاد "التيار" عن حزب الله سياسيا خطوة متقدمة لخصومه، ستساهم في عزل الحزب وطنيا اذ سيخسر اكبر حلفائه المسيحيين، ويصبح من دون حلفاء حقيقيين خارج البيئة الشيعية، الامر الذي يجعل من نتائج الانتخابات النيابية لزوم ما لا يلزم، لان لا شيء اضافيا يمكن تحقيقه عبرها.