بالتزكية ومن دون إقتراع، ولا درع تقديرية، ولا جائزة تكريمية، ولا لجنة حكم من الإختصاصيين، نعلمكم أنه تم إختيار "رجل العام" في لبنان عن العام الفائت بعد ساعات من رحيله.
هو رجل نموذجي، قد يكون إمراة ويصحّ أن يكون طفلاً أيضاً.
هو متواجد على كامل أراضي الجمهورية المنكوبة، من العبدة شمالاً الى الناقورة جنوباً وصولاً الى سلسلة جبالنا الشرقية بقاعاً، لكن إنتشاره أكثر كثافة في بيروت، عاصمة العصف الأمني والعواصف السياسية.
قد تلمحه في أي وقت من النهار أو الليل، في أي شارع أو زاروب أو بورة، يبحث، ينقّب، يفرز، يبعثر، يجمع ويختار ما هو بحاجة اليه من بقايا ما لا حاجة للآخرين اليه.
رجل العام في لبنان من دون منازع هو ذاك الباحث عن قوته ولقمة عيش عائلته في حاويات النفايات...اللهم جنّبنا التعامل مع الفقر وكأنه قدر ...أنتَ سميعٌ مجيب.