في كانون الأول من عام 2018، انطلقت الدورة الـ62 لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب، ومنذ ذلك الحين يشعر عدد كبير من الكتاب والقراء باليتم، منتظرين الوقت المناسب ليعود معرض بيروت لاحتضانهم.
أكثر من ثلاث سنوات مرت، شهدت خلالها البلاد أحداثًا كثيرة أثرت على انعقاد معرض بيروت للكتاب، بدءًا من الاحتجاجات الشعبية، مرورًا بأزمة كورونا، وصولًا لانفجار مرفأ بيروت الذي أدى إلى تدمير القاعة التي يقام بها المعرض عادة في البيال.
واليوم، "خبر سار" تلقفه اللبنانيون بعد إعلان النادي الثقافي العربي عن بدء التحضيرات لتنظيم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والستين، من 3 إلى 13 آذار 2022، ولكن ما لا يعلمه اللبنانيون هو كالآتي: اختلاف في وجهات النظر بين نقابة اتحاد الناشرين التي تريد ان يقام المعرض في كانون الأول من العام الجاري والنادي الثقافي العربي الذي يصر على قيام الدورة الـ63 في آذار المقبل، مما يحول دون مشاركة عدد من دور النشر ويحرم عددًا من الكتّاب من المشاركة في المعرض وتوقيع كتبهم ويؤثر بالتالي على المعرض، فما الذي يحدث بالتفصيل؟
يبدو أن خللًا بالتواصل حدث بين النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين التي ترى أن الوقت غير مناسب لانعقاد المعرض في آذار المقبل، إذ قالت مصادر في النقابة لـ"لبنان 24"، إن "ثلاث أرباع دور النشر لا تريد المشاركة في المعرض في آذار"، من دون أن تدخل بالمزيد من التفاصيل، في حين أفادت معلومات من داخل إحدى دور النشر العريقة أن "هناك عددًا من الدور ملتزم بمعارض أخرى في الخارج"، وبالتالي بالتأكيد أن هذه الدور لن تتخلى على التزاماتها خصوصًا وأنها سوف تستفيد من المعارض التي تشارك بها بأموال بالدولار وهي التي تعاني مثلها مثل المؤسسات اللبنانية والمواطنين اللبنانيين من أزمة اقتصادية، بالتحديد بعد حجز أموالهم في المصارف.
من جهته، أكد مدير معرض بيروت العربي الدولي للكتاب عدنان حمود أن "النادي الثقافي العربي قدم تسهيلات كبيرة في قلب المعرض من أجل تعزيز مشاركة دور النشر"، مشيرًا إلى "تخفيض سعر المتر الواحد من 100 دولار إلى 10 دولارات أي بنسبة 90% ولكن هناك دور نشر يبدو أنها استكثرت أن تدفع حتى 100 دولار".
وقال: "هناك دور نشر تذهب للمشاركة في معارض الخارج وتدفع تأشيرة طائرة وإيجار "ستاند" وإقامة فندق وشحن كتب وحين نصل إلى معرض بيروت يتم "الدوس على الفرامل" في إشارة إلى عدم الرغبة في المشاركة، ومن "ضرب الفرامل" هذه المرة دور النشر الكبيرة"، متسائلًا: "هل هكذا نكافئ بيروت؟".
وأضاف حمود أن "هناك 14 دار نشر كبيرة رفضت المشاركة في آذار ولقد قمت بالحديث مرتين مع الرافضين الاشتراك بالمعرض في هذه الدورة وفي الموعد المحدد ولم نجد تجاوبًا"، مشيرًا إلى أنه "رغم ذلك سوف نترك لهم مجال المشاركة حتى اللحظة الأخيرة، فهناك دور نشر غير مشاركة في هذه الدورة كانت تشارك في المعرض منذ 50 عامًا ونحن نقدر هذا الأمر".
وأشار حمود إلى أن "لدينا 234 دار نشر كانت مشاركة في الدورة الـ 62 للمعرض 70 بينهم عربية والباقية دور نشر لبنانية لكن المساحة التي نملكها في هذه الدورة لن تكفي دور النشر كلها ، ويعلم الرافضون المشاركة هذا الأمر ولذلك نحاول أن نقدم مساحات عادلة لكافة دور النشر المشاركة لكي نرضي الجميع".
وقال: "بيروت لم تنطفئ بعد فهناك من أراد إطفاءها في الانفجار ولكن ها هي القاعة اعيد ترميمها ولو حتى دمرت نصفها وسوف نستحصل بعد الترميم على نحو نصف قاعة"، لافتًا إلى أنه "عوضًا أن يكون لدينا 10 آلاف متر مربع فنحن لدينا الآن 4500 متر مربع وهناك عدد كبير من دور النشر بدأ بتقديم طلب الاشتراك وحتى اليوم لدينا 63 دار نشر مشتركة".
وأكد حمود أن "بيروت عاصمة للثقافة العربية والمعرض سوف يقام في موعده"، مشيرًا إلى أن "النادي الثقافي العربي منذ 62 سنة يحضّر لهذا المعرض سنويًّا بوجود نقابة الناشرين أو عدم وجودها، فسابقًا لم يكن هناك نقابة ناشرين وكان هناك مجموعة ناشرين ومن ثم تم تأسيس نقابة الناشرين وطوال تلك السنوات النادي يعمل باستمرار على التحضير للمعرض ولذلك ما هو مهم أن المعرض سيقام مع احترام آراء دور النشر التي لا تريد المشاركة".
فكيف سيكون شكل معرض بيروت للكتاب هذا الربيع؟ وهل سيكون ضحية لـ"خلاف" ليس له علاقة به؟