لا يزال القرار النهائي بشأن التحالف الكامل بين التيار الوطني الحر وحزب الله في الانتخابات النيابية المقبلة غير واضح، اقله من جانب التيار، اذ لم يعلن رئيسه جبران باسيل موقفه من هذا الامر في اي لقاء داخلي حتى اليوم.
من جانب "حزب الله" تبدو الرغبة واضحة بالتحالف مع التيار، فهو يريد اولا الحفاظ على الاكثرية النيابية وهذا غير ممكن من دون حفاظ التيار على كتلة نيابية وازنة، ويريد ثانيا الحفاظ على حليف مسيحي قوي وهذا معرض للخطر في حال تراجع التيار نيابيا بشكل كبير.
لكن باسيل لم يحسم قراره بعد، فهو من جهة يعرف رغبة الحزب ويعرف حاجته لفوز التيار بالانتخابات، لذلك يحاول ربما تحسين شروطه التفاوضية للحصول على نائب اضافي هنا او اخر هناك، ومن جهة ثانية سيجد التيار صعوبة جدية بتسويق تحالفه مع حركة امل.
ان تحالف التيار مع الحزب سيعني حكما تحالفا انتخابيا مع حركة امل، وهذا لن يكون امرا مقبولا لدى القاعدة العونية التي تخاصم عين التينة الى درجة بعيدة، وهذا من ضمن الاسباب التي تجعل "التيار" يؤخر اتخاذ قراره.
لكن مصادر متابعة تؤكد ان النتيجة النهائية ستكون حصول التحالف الانتخابي بين الثنائي الشيعي والتيار، اذ لا يوجد اي خيار آخر يجعل التيار قادرا على المناورة او اتخاذ خيارات انتخابية بعيدة عن حزب الله، وهو يعلم ذلك جيدا.
ووفق المصادر"سيخسر التيار عددا لا بأس به من النواب في حال خاض الانتخابات في مواجهة الثنائي الشيعي، اذ سيكون مستحيلا الفوز بالمقعد الثاني في بعبدا والمقعد الثاني في جزين، كما لن يستطيع الفوز بأي مقعد في زحلة والبقاع الغربي وبعلبك الهرمل وبيروت الثانية".
استطاع التيار الوطني الحر التخلي عن تحالفه مع الحزب في انتخابات ٢٠١٨، لكنه يومها كان يمتلك خيارات تحالفية كبرى مع شخصيات واحزاب، كما ان قدرته الشعبية كانت مختلفة، فضحّى بعدد من النواب ليفوز بغيرهم، اما اليوم فواقع التيار المختلف سيقوده حتما ليكون في لوائح مشتركة مع "حزب الله"...