لا تزال مقابلة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التلفزيونية الاخيرة تناقش في الأروقة السياسية باعتبارها الحدث الأهم بعد قرار الرئيس سعد الحريري الأخير، إذ إن جنبلاط أطلق مواقف حاسمة وضعت النقاط على الحروف في العديد من الملفات وبدت تصريحاته بمثابة البوصلة للمدى المنظور في لبنان.
ترى مصادر سياسية مطّلعة أن مواقف جنبلاط التي أطلقها قبل يومين حسمت بما لا يقبل الشكّ أن الانتخابات النيابية قائمة في موعدها وأن كل الرهان أن يؤدي عدم مشاركة "تيار المستقبل" فيها الى إرجائها أو تطييرها لتضامن بعض القوى السياسية مع قرار الحريري وعلى رأسها "الاشتراكي" قد سقط بشكل كامل، حيث جزم جنبلاط بحصول الانتخابات مؤكداً على مدى أهميتها في هذه المرحلة.
وإذ لفت جنبلاط، وبشكل مستغرب، الى رغبته في العودة الى موقعه كرأس حربة في مواجهة "العهد" أولاً و"حزب الله" ثانياً، بدا الحديث عن مرحلة جديدة على الساحة اللبنانية منطقيا،و قوامها متانة تحالف الاشتراكي مع القوات اللبنانية أقلّه حتى موعد الانتخابات التشريعية.
وتعتبر المصادر أن جنبلاط يأمل أن يؤدي تحالفه مع القوات الى تحصين واقعه الانتخابي وتعويض خسارة الصوت السنّي في كل من الشوف والبقاع الغربي والاستفادة من انخفاض الحاصل الانتخابي لتحسين أوضاعه، لذلك فإن جنبلاط فصل بشكل نهائي بين "حزب الله" و"حركة امل" حيث انه وبعد مراعاة طويلة للحزب عاد وفتح الاشتباك السياسي معه ومع "حلفاء سوريا".
ووفق المصادر، فإن هذا التصعيد الجنبلاطي من شأنه أن يؤسس لمرحلة الانتخابات، حيث أن خطابه يبدو مناسباً جدا في ظل الاشتباك الحاصل في لبنان خصوصاً أنه يمكّنه من تعزيز تقاربه مع دول الخليج التي أعلنت في هذه المرة اعلى درجات خصومتها مع "حزب الله" وبشكل غير مسبوق وقيادة معسكر مواجهته في الداخل اللبناني والاقليم.
يقول البعض أنه لمعرفة التوجّهات العامة في لبنان وسياق تطوّر الاحداث يجب مراقبة أداء "زعيم المختارة" ومواقفه لأنها كفيلة في توضيح معالم المشهد السياسي لا سيما وان الرجل قارىء جيد في السياسة ولديه علاقات واتصالات رفيعة المستوى ببعض دول الاقليم والعالم المهتمين بالشأن اللبناني. لذلك فإن تأكيد جنبلاط على حصول الانتخابات النيابية في موعدها سيبدو انطلاقة جدية لكل القوى السياسية تحضيرا للحدث المرتقب!