تسعى قوى سياسية متعددة في دائرة بعبدا الى تحسين فرصها الشعبية لتعزيز حضورها النيابي في الدائرة الانتخابية خصوصا في ظل وجود امكانية جدية وبيئة خصبة للاستثمار الشعبي والتقدم هنا وهناك، ولعل بعبدا ايضا احدى الدوائر التي يحظى فيها المجتمع المدني بحظوظ جدية للخرق.
بالرغم من عدم اعلان" التيار الوطني الحر" تحالفه الانتخابي مع "الثنائي الشيعي" لكن المعطيات تقول وتؤكد حصول هذا التحالف، إذ ان التيار يرغب بأن تكون لديه فرصة بخوض معركة معقولة للحفاظ على مقعدين نيابيين في الدائرة وهذا قد يكون مستحيلا في حال خوضه الانتخابات من دون حليفه الشيعي.
استطاع "الثنائي الشيعي" الوصول الى عتبة الحاصلين الكاملين في دائرة بعبدا في الانتخابات النيابية السابقة ما يعني ان حفاظهما على نسبة التصويت ذاتها يعني ضمانهما الفوز بالمقعدين الشيعيين لتبقى المعركة الصعبة على تأمين مقعد "التيار"الثاني.
تحالف "الاشتراكي القوات" بدوره يكاد يحسم مقعديه، المقعد الدرزي واحد المقاعد المارونية، اذ ان ارقام الانتخابات السابقة وحفاظ كل من الحزبين على واقعهما الشعبي بشكل او بآخر يتيح لهما الفوز معا بمقعدين نيابيين...
يبقى المجتمع المدني الذي لديه فرص جدية للمنافسة على احد المقاعد المارونية، خصوصا في ظل الاتصالات لاعلان لائحة تشارك فيها الكتائب اللبنانية ومجموعات المجتمع المدني وشخصيات وكوادر ناشطون ، لكن على ما يبدو فان الخلافات بدأت تتسلل الى صفوف هذه اللائحة المفترضة.
وبحسب المعطيات فإن المحامي واصف الحركة عاد ليطرح اشكالية دعم الكتائب للائحة حتى وان لم تكن قد رشحت اي شخصية حزبية ما يعني رفضه للتحالف مع نعيم عون ومع المرشح الشيعي والعوني السابق رمزي كنج، وهذا ما لا يوافق عليه عدد من المرشحين الراغبين بدعم الكتائب التي تملك كتلة ناخبة مهمة، كما ان الحركة يرغب بترشيح احد الناشطين في بلدة الحدث بدل من مرشح "تحالف وطني" السابق جوزيف وانيس.
فيتوات الحركة تخلق حساسية لدى القوى والشخصيات المسيحية في المجتمع المدني التي بدأت تتحدث في جلساتها الخاصة عن كون بعبدا دائرة بغالبيتها مسيحية فكيف يمكن لشخصية شيعية ان تفرض خياراتها بالترشيحات المسيحية بهذا الشكل الفاقع، ما يهدد توحيد المجتمع المدني في الدائرة.
لم تنفجر العلاقة بعد بين اطراف المجتمع المدني، لكن استمرار الخلافات سيعني ان هناك لائحتين ستتشكلان في بعبدا تحملان خطابا تغييريا وهذا سيعني ايضا تشتت الاصوات، الامر الذي ستستفيد منه القوى السياسية التي ستفوز بكل مقاعد الدائرة.