مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
عين لبنان الخارجية على ميونيخ وعين لبنان الداخلية على محطات بارزة الاسبوع الطالع، ففي مؤتمر ميونيخ للامن محطات ديبلوماسية لافتة ومنها اليوم لقاءان بارزان، فقد اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع وزير خارجية إيران أمير عبد اللهيان، في حضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يشارك ايضا في مؤتمر ميونيخ، ووزع بعده عبد اللهيان تصريحا دعا خلاله كل الدول لدعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخل أي دولة في سياساته الداخلية. اما اللقاء الثاني فكان مع وفد من الكونغرس الأميركي غداة الاجتماع بين وزيري خارجية اميركا وفرنسا الذي تناول الملف اللبناني والاجتماع الذي حصل بين الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية الفرنسية والذي فهم انه سيزور بيروت مطلع اذار المقبل.
في المحطات ايضا محطة سعودية من خلال كلمة وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الذي تطرق فيها إلى الوضع في لبنان، مشددا على أن الإصلاح في لبنان أولوية وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيفية حكم بلادهم.
ومن الفاتيكان قلق عبر عنه قداسة البابا فرنسيس بأن مأساة لبنان تترك العديد من الأشخاص بلا خبز.
اما في الداخل، الاستعدادات تستكمل على صعيد تشكيل التحالفات الانتخابية، فيما البارز هو على صعيد راب الصدع مع الخليج مع تقاطع معلومات تفيد ان مشاركة الرئيس نبيه بري في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في القاهرة حرك مياه المبادرة الكويتية للحوار بين لبنان ودول الخليج، وان رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم سيكون له دور في هذا الاتجاه في ظل الصداقة التي تربطه بالرئيس بري والذي كان تحدث عن كورونا سياسية.
الى ذلك يشهد الاسبوع الطالع جلسة تشريعية لمجلس النواب يومي الإثنين والثلثاء يتضمن جدول أعمالها مجموعة من مشاريع القوانين الإصلاحية من بينها مشروع قانون المنافسة ومشروع يتعلق باستقلالية السلطة القضائية. وهناك ايضا جلسة لمجلس الوزراء الاربعاء المقبل في السراي الحكومي، اما الخميس فالموعد قضائي مع الادعاء على المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان من قبل القاضية غادة عون، فكيف سيكون المشهد القضائي مع اللواء عثمان بعد ما حصل مع حاكم المركزي رياض سلامة في عدم المثول.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
على التقويم الأميركي، فإن الأوامر قد صدرت للقادة الميدانيين الروس بغزو أوكرانيا، على الساعة الروسية، فإن الحرب لا تزال من خلف الناضور، وانطلاقتها معلقة على شبكة اتصالات دولية، وهذا لا يعني أن القيادة الأمنية الروسية لم تتخذ الوضعية القتالية، وهي أغلقت جزءا كبيرا من المجال الجوي.
وانعكس التوتر الروسي الأميركي على مؤتمر الأمن في ميونسخ ليومه الثاني، فيما اتخذ لبنان وضعية دبلوماسية في هذا المؤتمر من خلال لقاءات أجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كان أبرزها استراق السمع إلى محادثات فيينا النووية عبر لقاء وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
ومن ترددات ميونيخ، تهديد كرره اليوم وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، قائلا أنه في حال طلب منا الهجوم على حزب الله سنفعل وبقوة، وسنلحق الضرر الكبير بالحزب، ولبنان سيتحمل المسؤولية. وهذا التصريح يعبر بالتحديد عن "أعلى ما في خيل الإسرائيلي" والذي هدد بأن قادة حزب الله يعرفون ويعلمون معنى ضجيج محركات طائراتنا وأزيزها.
والضجيج المذكور اعلاه لم تسمعه الماكينات الانتخابية التي انطلق بعضها بمحركات عالية في بيروت، وبينها ماكينة حزب الكتائب، المتحركة على هدير المسيرات، حيث صب رئيس حزب الكتائب سامي الجميل غضب التاريخ في حزب الله، وقال إنه يسير طيرانا فوق إسرائيل ويورطنا بويلات وويلات، ولم يذكر الجميل الخرق الاسرائيلي للسيادة اللبنانية الذي صم الاذان السياسية، وهو خرق يتكرر يوميا، واصبح للبنان آلاف الشكاوى بشأنه لدى محفظة مجلس الامن الدولي.
لكن للانتخابات ترسيمها الذي يقتضي بوضعه هدفا جاذبا للجمهور، أما في الترسيم البحري فإن الملف خرج من الدائرة التقنية الى دوائر سياسية، وكل يرسم على ليلاه. وجديد مواقفه ما اعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري لجريدة الاهرام، من اننا لن نسمح أن تؤخذ من بحرنا رشفة ماء، وليس واضحا في اي بئر سياسي سيصرف هذا الموقف، فالرئيس بري الذي أسمع العرب أغنية "إنت فين والحب فين" لم يعلمهم ان "للصبر حدود"، وهذه الحدود لها خطها الأولي الواقع عند النقطة 29، وللتمسك بهذا الحق لن يكون أمام لبنان سوى مخاطبة الامم المتحدة عبر رسائل مصدقة رئاسيا لتعديل المرسوم ومن دون وسطاء. اما التفاوض وإن كان غير مباشر، فهو سيؤدي بشكل غير مباشر ايضا الى الاعتراف باسرائيل كيانا على الحدود، والاقرار بالتالي أن النفط والغاز هو لها، لكن الحقيقة الابدية تقول إنها ثروة مسروقة من فلسطين وأهل فلسطين.
ومع توقع الخسارات في الثروة المائية، فإن لبنان خسر اليوم قوته الفولاذية، وان جاءت يوما على شكل كرتوني، فلبنان القوي ببطل الخرافات غراندايزر، ودع بطل فليد الذي جسده صوتا الفنان سامي كلارك، ابن ضهور الشوير المسافر إلى سبع لغات عالمية بالفن، والمحلق عاليا في جزر الكنز.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
في تاريخ الثقافة والفن والابداع، اين شوكتك يا موت، واين غلبتك يا جحيم؟ فكيف يموت من خلد بطلا يدافع عن الحق في عقل طفل، ورسم وطنا يستحق الدفاع عنه والانتماء اليه في مخيلة شاب، ولون حياة شعب بكامله بأجمل صوت وأفرح الالحان؟ وكيف ينطفئ قلب من جال العالم، حاصدا ارفع الجوائز، مقدما وطنه المحروق والمسروق بأبهى حلة واجمل طلة، هما حلته وطلته الحقيقتان، في مقابل القباحة التي أضفتها عليه ممارسات الحرب والمتحاربين، وبعض السياسة والسياسيين. باختصار، كيف يموت سامي كلارك؟ اذا كان الموت حقا، فحقا ان سامي كلارك واترابه من رموز الثقافة والفن والابداع لا يموتون، فهم احياء بأعمالهم، ومعهم لا موت ولا من يحزنون لا تبكه فاليوم بدء حياته، إن المبدع يعيش يوم مماته.
أما في حياتنا الوطنية، والسياسية تحديدا، فلا شيء الا الموت والحزن. موت الضحايا الجسديين والسياسيين، وموت الاخلاق والقيم، وموت العدالة والمحاسبة وموت كل شيء يمت بصلة الى منطق الدولة. اما الحزن، فعلى الحقد المستشري، الذي يغذيه الورثة السياسيون ومتسلقو احلام الناس من الطامحين المجربين الذين من ماضيهم لا يخجلون.
لكن، قبل الدخول في العناوين المطروحة، ومنها اليوم الجلسة التشريعية ومصير ادعاء القاضية غادة عون على اللواء عماد عثمان وسائر الملفات المعيشية والسياسية، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، "تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. تذكروا مثلا انو يللي عامل حالو اليوم ضد حزب الله، وعم يزايد برفض الاحتلال الايراني، وبالحرص على الدولة من الدويلة، كان مبارح حليف للحزب، لما كانت مصلحتو وتوجيهاتو الخارجية بتتطلب هالامر. وما تنسوا ابدا، انو سعد الحريري كان مرشح حزب الله لرئاسة الحكومة، وانو القوات والاشتراكي والكتائب كانوا ضمن التحالف الرباعي مع حزب الله بال2005، وشاركوا معو بمعظم الحكومات من وقتها لليوم. وما تروح من بالكن ابدا، الاقوال التاريخية الموثقة بالصوت والصورة، ومنها اعتبار الرئيس امين الجميل شخصيا انو السيد حسن نصرالله بيذكرو بوالدو مؤسس حزب الكتائب الشيخ بيار. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
"آه آه على على هالإيام"، إنه مطلع أغنية سامي كلارك، الفنان صاحب الصوت الأوبرالي المميز الذي فقده لبنان اليوم. الكلمات العفوية البسيطة للأغنية تعبر تمام التعبير عما وصل إليه الوطن الصغير. ولأن الأمر كذلك فإن قلب غرانديزر الأغنية اللبنانية لم يعد يحتمل فانفجر، فالمعاناة كبيرة، وربما حتى غرانديزر لا يستطيع فعل شيء للبنان.
والمعاناة اللبنانية كانت حاضرة في الفاتيكان حيث ألقى البابا فرنسيس كلمة اعتبر فيها أن مأساة لبنان مستمرة، وهي تترك العديد من الاشخاص بلا خبز فيما فقد الشباب والبالغون الرجاء. الكلمة المعبرة للحبر الأعظم تأتي بعد أربع وعشرين ساعة على لقائه بطاركة الشرق الكاثوليك، حيث أكد لهم وفق معلومات ال "ام تي في" ارتياحه لزيارة أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول ريتشارد غالاغر لبنان، وأن الفاتيكان بعد هذه الزيارة بات متيقنا أكثر فأكثر بأن لا سبيل لقيامة لبنان إلا بدولة مركزية قوية تملك وحدها قرار الحرب والسلم ولا تتورط في صراع الآخرين. وعلمت ال "ام تي في" أيضا أن الفاتيكان أجرى في هذا الإطار اتصالين بكل من وزيري خارجية أميركا وفرنسا اللذين أجريا محادثات أمس كان لبنان في صلبها. فهل تؤدي كل هذه الإتصالات والمشاورات إلى بداية خروج لبنان من نفقه المظلم؟
في الداخل الصورة لم تتغير وتتمحور بدءا من الغد حول الجلسة التشريعية لمجلس النواب، وحول امكان توصل ممثلي الامة الى اقرار قوانين اصلاحية يطالب بها المجتمع الدولي. وهو ما عبرت عنه المنسقة المعينة للامم المتحدة في لبنان نجاة رشدي. لكن، هل المنظومة تريد حقا تحقيق اصلاحات، ولا سيما ان اي اصلاح حقيقي يهدد مصالحها، ويضرب منافعها، ويمس بامتيازاتها، ويضيع عليها الكثير من صفقاتها؟ وفي الاطار هذا لفت ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري في القاهرة حيث اعتبر ان لبنان ليس مفلسا بل يعاني كورونا سياسية وحصارا عربيا. توصيف الوضع بالكورونا السياسية صحيح، لكن فات بري ان يذكر من المسؤول عن هذه الكورونا! فأركان السلطة والمنظومة هم الفيروس الحقيقي في لبنان، وممارساتهم افقدت الدولة مناعتها، وافلستها وجوعت شعبها. وان الاصلاح الحقيقي لا يمكن ان يتحقق بتحديث بعض النصوص كما يحاول ان يفعل مجلس النواب غدا، وانما بتغيير معظم الاشخاص والوجوه والمسؤولين، الذين ثبت للجميع انهم مصدر البلاء منذ اكثر من ثلاثين عاما. لذلك ايها اللبنانيون، كونوا على الموعد في الخامس عشر من ايار، مارسوا بحماسة وكثافة حقكم الانتخابي، واوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
لبنان ليس مفلسا. لبنان يعاني من كورونا سياسية. ربما كانت هذه المقاربة المختصرة خير معبر عن الواقع اللبناني الذي أطل عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري من بوابة (الأهرام).
في المقابلة الشاملة مع الصحيفة القاهرية العريقة توقف الرئيس بري عند الكثير من العناوين فشدد في الشق المحلي على ضرورة تنفيذ اتفاق الطائف بالكامل مطالبا بتطويره إلى دولة مدنية. وبعدما أكد ألا أحد يستطيع أن يمنع إجراء الإنتخابات النيابية أبدى تفاؤله بتحسن الأوضاع بعدها. لكن هذا التحسن المأمول قابلته شكوى رئيس المجلس النيابي من كون لبنان محاصرا عربيا، وإن كان هذا الحصار لا يعني كل العرب فالإستثناء من ذلك يقع أول ما يقع على مصر.
على مستوى المبادرة الكويتية والعربية يقول الرئيس بري إننا وافقنا على جزء كبير من مضمونها والجزء الباقي يحتاج إلى حوار ويوضح أن الخلاف في المبادرة يدور حول القرارين 1559 و1701.
رغم الكورونا السياسية التي تصيب لبنان بحسب التشخيص الذي أجراه الرئيس بري فإن هناك أمرا جيدا جدا وهو الأمن المستقر والمضبوط لكن أن توضع إشكالات بين أمن وأمن - كما رأينا من قوات التدخل السريع القضائية وقوى الأمن الداخلي - فذلك أمر جد خطير وسيؤثر على مفاوضات صندوق النقد الدولي.
الرئيس بري رسم موقفه الخاص بترسيم الحدود البحرية قائلا: لن نفرط برشفة من مائنا ونقطة من غازنا وكشف أن رئيس الجمهورية قال للوسيط الأميركي إن "مطالبتنا بالخط 29 كانت في مرحلة التفاوض لكني أريد الآن الطريق الذي سلكه الرئيس بري وهو التمسك بالحدود".
واستكمالا لترسيم الموقف اللبناني أعرب رئيس المجلس النيابي عن اعتقاده بأن باب التفاهم مفتوح لكنه ليس متفائلا لأنه يعرف نيات إسرائيل التوسعية والعدوانية.
في الداخل اللبناني محطتان بارزتان في أجندة الأسبوع الطالع: الأولى هي الجلسة التشريعية التي يعقدها مجلس النواب غدا وبعد غد وتكتسب أهمية استثنائية انطلاقا من كون جدول أعمالها يقارب مصالح الناس ويصب في المنحى الإصلاحي.
أما المحطة الثانية فتتمثل في استدعاء المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان للمثول أمام قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور يوم الخميس بعد ادعاء القاضية غادة عون عليه فهل سيمثل أم لا؟ وما التداعيات المترتبة على كل من الخيارين؟.
لبنان كان حاضرا خلال الساعات الأخيرة في ميونيخ على هامش مؤتمر الأمن ولاسيما في لقاءي وزير الخارجية الفرنسي مع كل من رئيس الوزراء اللبناني ونظيره الأميركي وكذلك في كلمة وزير الخارجية السعودي في المؤتمر حيث طالب النخبة السياسية اللبنانية بالتحرك الجدي نحو الإصلاح معتبرا أن العلاج قصير المدى لن يفيد لبنان.