قد تكون المعركة في كسروان وجبيل هي الاوسع لناحية عدد المقاعد التي ستخاض المعركة الانتخابية عليها والتي لا تزال مجهولة الهوية، لذلك فإن القوى السياسية لا تزال تبحث حتى اليوم عن حلفاء جدد يعززون وضعها الانتخابي والشعبي للوصول لاكبر عدد ممكن من الحواصل.
الى حد ما، حسم حزب الله باكرا مقعده النيابي في جبيل، اذ ان التحالف مع "التيار الوطني الحر" جعل الحزب قادرا بسهولة نسبية على الفوز بالمقعد الشيعي في الدائرة بسبب قدرته على تجيير الاصوات التفصيلية لمرشحه في حين ان الحاصل تكفل التحالف مع التيار بتأمينه.
خطوة التيار والحزب قللت اهمية المرشحين الشيعة لدى بعض اللوائح ، فمثلا لائحة النائب المستقيل نعمت افرام والتي كانت تراهن على الخرق بالمقعد الشيعي في حال فشل مرشح الحزب بالوصول الى الحاصل، باتت اليوم اقل اقتناعا بجدية المعركة على هذا المقعد، اذ لا يزال الخطاب السياسي الذي يركز على ترشيح حزب الله لمرشح حزبي في الدائرة، يهدف الى شد العصب المسيحي وليس الى خوض معركة انتخابية حقيقية.
يضمن التيار الوطني الحر مقعدين في الدائرة، الماروني في جبيل الذي سيكون من حصة النائب سيمون ابي رميا والماروني في كسروان الذي سيكون من حصة الوزيرة ندى البستاني اذ سيكون من الصعب على التيار الوصول الى الحاصل الثالث (الرابع مع المقعد الشيعي)...
بدورها القوات ستفوز بمقعدين، الاول في جبيل من حصة النائب زياد حواط والثاني في كسروان من حصة النائب شوقي الدكاش، خصوصا ان المنافسة الكبرى التي خلقها النائب نعمت افرام داخل القاعدة القواتية تؤثر سلبا على اي تقدم شعبي ونيابي للائحة معراب..
تبقى لائحة افرام المتحالف مع حزب الكتائب التي تضمن حتى اللحظة مقعدا واحدا في كسروان، وتحاول تحشيد التحالفات من اجل الفوز بالمقعد الثاني. اما اللوائح الاخرى كلائحة النائب السابق فارس سعيد ومنصور غانم البون فلم تحسم بعد فوزها بالحاصل الاول، ولائحة النائب فريد هيكل الخازن الذي يتحرك لشبك تحالفات اساسية للفوز.
كان من الممكن لحزب الله تأمين الحاصل للخازن بالتحالف معه ما كان سيضمن الفوز بالمقعد الشيعي ولا يؤدي الى خسارة "التيار" اي من نوابه في الدائرة الامر الذي سيعني تقدم قوى ٨ اذار في كسروان - جبيل ، لكن الحسابات السياسية منعت ذلك، ما يوحي ان معركة كسروان لا تزال بالرغم من كل ما يحكى عنها، تختزل ابعادا سياسية كبرى..