Advertisement

لبنان

كيف تتحضّر القيادات المسيحية للمتغيّرات في المنطقة؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
31-03-2022 | 03:00
A-
A+
Doc-P-937143-637843134710827119.jpg
Doc-P-937143-637843134710827119.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
من يراقب ما يجري في الإقليم من تطورات يُعتقد أنها إيجابية على مستوى العلاقات الدولية بين الولايات المتحدة الأميركية والغرب من جهة وإيران من جهة ثانية لا يسعه إلاّ أن يترقّب نتائج قريبة سيكون لها إنعكاسات أكيدة على علاقة طهران بالمملكة العربية السعودية، والتي ستُترجم حتمًا في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، حيث يُتوقع حصول بعض الإنفراجات. 
Advertisement
في إعتقاد بعض الأوساط السياسية أن الجميع في المنطقة يتهيأون داخليًا إستعدادًا للتأقلم مع هذه المتغييرات ما عدا لبنان، الذي يتخبّط بأزماته الداخلية، السياسية والإقتصادية والمالية والإجتماعية، على رغم إصرار الدولة على إنجاح المفاوضات  مع صندوق النقد الدولي، مع العلم أن إقرار موازنة العام 2022 هو مطلب أساسي لمسؤولي الصندوق من أجل وضع العربة الإصلاحية على سكّتها الصحيحة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مشروع قانون "الكابيتول كونترول"، الذي أعادته الحكومة أمس إلى مجلس النواب بعدما أدخلت عليه تعديلات طفيفة وبعدما رُفض نيابيًا حتى قبل أن يُقرأ. وهذا ما دفع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى رفع الصوت في بداية جلسة الهيئة العامة لمجلس النواب أمس الأول في وجه بعض "الشعبويين" الذين لا يهمّهم سوى كسب نائب بالزايد من هنا ومن هناك في إنتخابات يُفترض أن تكون مفصلية، وهي تأتي بعد فشل ما يُسمّى بالمنظومة السياسية على مدى سنوات في إدارة شؤون البلاد والعباد، وما نتج عن هذا الفشل من إنهيار كلّي على كل الجبهات الحياتية، والتي لها علاقة بمعيشة الناس، بدءًا بخسارتهم أموالهم وجنى العمر، وصولًا إلى فقدانهم مقومات العيش الكريم، ولو بحدوده الدنيا. 
فالصراع على الحصص وتقاسم المغانم يبدو بالنسبة إلى البعض أهمّ بكثير من إستعادة لبنان لدوره الإقليمي، والذي لعبه بجدارة منذ إعلانه كبيرًا، وصولًا إلى دخوله في لعبة المحاور الإقليمية. 
ما يهمّ البعض اليوم، أقّله على الساحة المسيحية، كسب الإنتخابات النيابية وزيادة بعض الحصص، وهذا ما يُترجم مواقف تصعيدية من قبل جميع الأطراف في حرب إعلامية تشبه حرب داحس والغبراء، فيما كان المطلوب منهم، أن يحذو حذو البيئات المحصّنة، اقله اقتصاديًا. 
أربعة تيارات وأحزاب سياسية مسيحية، ومن وراءهم جالية مليونية منتشرة عالميًا، لم يقدموا حتى الآن على محاولة إنشاء صندوق مقاوم أو تعاونية استهلاكية أو مركز طبي عام مثلًا، أو على الأقل تقديم ما يلزم لمدارسهم لتبقى صامدة في وجه العواصف، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المستشفيات. 
لا همّ لديهم سوى التنافس على مقعد رئاسي قد يفقد دوره في التسويات المستقبلية، وهم يتّلهون بتجييش قواعدهم الحزبية ضد بعضهم البعض في إنتخابات تغيب عنها المشاريع المستقبلية في ظل هذه المتغييرات، بل يكتفون بالتراشق والاتهام الإعلامي اليومي الذي لن يقدم أو يؤخر فيما نحن مقبلون عليه من تطورات. 
ففي ظل المتغيرات السياسية التي تحصل في المنطقة كلها، لا شك في أن للبنان حصّة من هذه المتغييرات، والدليل إلى ذلك القرار الذي إتخذته المملكة العربية السعودية بإعادة علاقاتها مع لبنان إلى طبيعتها من ضمن الثوابت المعروفة وضرورة الحفاظ على مندرجات إتفاق الطائف.  
وهنا لا بدّ من نسأل القيادات المسيحية تحديدًا كيف يريدون التصرّف حيال عبور لبنان من معادلة قديمة إلى معادلة جديدة إقليميًا و داخليًا فيما بيئتهم تئّن وجعًا وجوعًا و فقرًا و قهرًا ؟ 
خاطرة ختامية: لو لم يرهن البطريرك الياس الحويك أراضي البطريركية المارونية في حرب المجاعة من أجل إطعام شعبه وإبعاد شبح الجوع عنهم لما كان حظي بهذا الإهتمام العالمي والفرنسي في مؤتمر فرساي، ولما كان لبنان الكبير بصيغته الحاضرة قد أبصر النور. 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك