رأى رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل أننا رهينة بيد ميليشيا مسلّحة تسيطر على لبنان وتستنزفه سياسيًا واقتصاديًا وعلى كل المستويات، وقال: "كي لا نندم على كل صوت ضد المنظومة، أدعو اللبنانيين إلى التصويت لأنهم قادرون على أن يقلبوا المقاييس والمعايير، لافتًا إلى ان كل البروباغندا الحاصلة بأنّ من هم في السلطة سيعودون وما من أمل بالتغيير هدفها تيئيس الناس وإن نجحوا نكون قد قدّمنا لهم انتصارًا".
رئيس حزب الكتائب وفي حديث عبر برنامج "هنا منحكي" مع الإعلامي بسام أبو زيد لـ "هنا لبنان" أشار إلى أن محاولات عدة حصلت لتأجيل الاستحقاق الانتخابي أو تعطيله لكن الانتخابات حاصلة.
وعن الخوف على انتخابات المغتربين قال: "لوجيستيًا ليس الأمر سهلا وكان يجب أن تتحضّر البعثات منذ شهرين، ونتمنى نجاحها بالتنظيم بأفضل طريقة ممكنة".
وعن جمع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية استغرب الجميّل إعطاء اللقاء أكبر من حجمه، وقال: "من المعروف أن فرنجية وباسيل هما حليفا نصرالله، وصحيح أن هناك منافسة بينهما على السلطة لكنهما في الخط السياسي والتوجه الاستراتيجي نفسه، ولذلك لا أعطي الموضوع أكبر من حجمه".
وردًا على سؤال عما إذا كان نصرالله وباسيل وفرنجية في خندق واحد والمواجهة معهم مفتوحة، أكد رئيس الكتائب أن خطهم السياسي مناقض لخطنا، مشيرًا إلى أن حزب الله يضع يده على البلد وهو شريك بتدمير السيادة الوطنية وفرنجية وباسيل يعتبران وجود السلاح أمرًا مهمًا للبنان وطريقة للدفاع عنه، بينما نحن نعتبر أن من يحمي لبنان هو الجيش اللبناني وأي وجود لأي ميليشيا هو ضرب لكل منطق الدستور والسيادة الوطنية.
وأوضح الجميّل أن حزب الله يجرّ على لبنان كمًّا من الويلات وحصارًا اقتصاديًا ومصرفيًا، فكل اللبنانيين في الخليج في خطر بسبب العداء الذي يجرّ الحزب لبنان إليه، وأردف: "نحن نعتبر أنّ هذا الخيار الاستراتيجي مدمّر للبلد".
وأعرب عن أسفه لأن كل ما نعيشه اليوم بسبب حزب الله، فكان يجب أن يكون لدى لبنان القدرة على تقرير كيفية حماية حدوده وشعبه وأن يضع سياسة دفاعية من خلال تقوية الجيش وتشكيل منظومة حماية له كالحياد، ويدخل في مفاوضات مع إسرائيل لوضع قواعد لبداية حل كل المشاكل العالقة بين لبنان وإسرائيل لنعيش في سلام في هذا البلد وهذا من حق أي دولة.
وأكد الجميّل أن الوقت حان ليكون لبنان دولة سيّدة تضع مصلحة أبنائها قبل أي مصلحة أخرى وكما يحق لحزب الله إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لاسترداد أسراه وكما تحصل مفاوضات مع الوسيط الأميركي لترسيم الحدود وهو أمر طبيعي لأن مع الأسف الدولة تنتظر الضوء الأخضر من حزب الله، يجب ألّا تتنظر أحدًا للتفاوض على استعادة حدودها سواء لعودة اللاجئين الفلسطينين او التعويض عن كل الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بنا.
وشكّك في حصول حزب الله وحلفائه على الأكثرية النيابية، مؤكدًا أن الناس سيُحاسبونهم لأنهم اكتشفوا الغشّ الذي تعرّضوا له على مدى السنوات الماضية، والبرهان ما نعيشه اليوم وما يؤثر على حياة اللبنانيين واقتصادهم وأموالهم فقد خسروا ودائعهم وهم يعيشون حالة اهتراء ويأس وسيعبّرون عن ردة فعلهم في الانتخابات النيابية.
وتابع: "ما دمنا في لبنان، فلنحاول اغتنام الفرصة ولو كانت بنسبة 10 أو 20 أو 30% فلربما تعطي نتيجة فلماذا نطيّر فرصة أساسية لمستقبل أبنائنا وهي لا تأتي إلّا كل 4 سنوات".
ورداً على سؤال، أكد الجميّل أن حلقات المنظومة مرتبطة ببعضها، مشيراً الى ان مقابل تحالف القوات اللبنانية مع الحزب التقدمي الاشتراكي هناك تحالف الاشتراكي-حركة أمل، وحركة امل-حزب الله، وحزب الله-التيار الوطني الحرّ، وقال "نريد خلق قوّة منفصلة عن هذه الحلقات لمواجهة أي تسوية محتملة كما حصل بينهم في الماضي".
ورداً على كلام رئيس التيار الوطني الحر الأخير، قال الجميّل "ما قاله باسيل ليس صحيحاً، فالكتائب لم تفاوض احداً بالموضوع الحكومي، بل عُرض علينا المشاركة ورفضنا بعدما رأينا التشكيلة وهيمنة حزب الله على الحكومة". وتابع "الكتائب شاركت في حكومة الرئيس تمام سلام على اساس انها باقية لثلاثة اشهر تمهيداً للانتخابات الرئاسية، الا ان هذا الاستحقاق لم يُجرى وحُبسنا بهذه الحكومة لفترة طويلة. لكن أكثرية الثلثين في هذه الحكومة كانت لفريق 14 اذار مقابل ثلث فقط لفريق 8 اذار، بالتالي لم يكن حزب الله هو المسيطر. أما التشكيلة التي عُرضت علينا بعد انتخاب عون رئيساً فضمّت ثلثين لصالح حزب الله، اي من اصل 30 وزيراً حصل فريق 8 اذار على 19 وزيراً بعدما بات لرئيس الجمهورية 5 وزراء، ورأينا من اللحظة الاولى ان حزب الله سيسيطر على هذه الحكومة".
وشدد على أن حزب الله لم يكن يسيطر على المؤسسات قبل العام 2016، الا بعد انتخاب عون رئيساً وقيامه بقلب التوازن داخل مجلسي النواب والوزراء نتيجة التسوية الرئاسية. وقال "لقلب التوازنات استخدم حزب الله منطق العنف والتعطيل اضافة الى ان في تلك الفترة كانت تحصل اغتيالات وتمت تصفية سياسيين مثل بيار وجبران وانطوان وكل الشهداء الذين سقطوا. وبالتالي كان هدف حزب الله وضع اليد على المؤسسات، ولم ينجح في ذلك الا بعد قلبه للاكثرية من خلال التسوية الرئاسية، بعد استسلام وخضوع جزء من 14 اذار وانتخاب عون".
وأكد رئيس الكتائب انه يراهن على الناس لاخذ خياراتها في الانتخابات، ورداً على سؤال حول الرشاوى الانتخابية، قال "هناك كمية "جنونية" من الاموال التي تُصرف في المتن ومناطق أخرى".
ودعا الجميّل الناخبين الى محاسبة من اوصل البلد الى هنا والا ينتخبوهم، ومن ثم الاختيار من لوائح المعارضة من هم الاقرب لرؤيتهم بطروحاتهم ومن يمكنه تحقيق الفوز، وقال "على كل ناخب ان يقوم بما يمليه عليه ضميره وراء العازل، واتمنى على كل شخص التفكير بمستقبله، والا ينغرّوا بالاموال التي تدفع فهي لن تدوم بل سيدفعون ثمناً اغلى لاحقاً".
ورداً على سؤال حول المرشح عن المقعد الماروني في دائرة بيروت الاولى نديم الجميّل، أكد رئيس الكتائب أن نديم الجميّل برهن لأهل الاشرفية انه كان وفياً لهم دون اي اعتبارات اخرى، وان في اللحظات الصعبة هو وحزبه اخذوا كل الخيارات الصحيحة ولم يخونوا الامانة، وقد تحمّل مسؤولياته بالاستقالة من المجلس بعد انفجار مرفأ بيروت، مشدداً على ان نديم الجميّل هو ضمانة سيادية اخلاقية في البرلمان لأهل بيروت وللمجلس النيابي ككل. ورغم كل المحاولات لا احد بامكانه تشويه صورة نديم الجميّل والتغبير على مواقفه ومناقبيته ووطنيته.
وختم "اهل بيروت عموماً يعرفون ان في اللحظات الصعبة لا يمكنهم الاتكال الا على النائب نديم الجميّل، كما لن يتمكن اللبنانيون من الاتكال الا على حزب الكتائب لانه الحزب الوحيد الذي برهن على مدى السنوات انه لا يساوم وهو باق على موقفه ويضع مصلحة لبنان والشعب اللبناني فوق كل اعتبار.